عرض "النيزك العماني" في متحف "عمان عبر الزمان" بعد وصوله من لندن

...
...
...

 

مسقط-الرؤية

تسلمت السلطنة نيزكا تاريخيا من المملكة المتحدة ، تم العثور عليه عام 1954  وسط صحراء محافظة الوسطى، حيث تم تسليمه إلى سفارة السلطنة في المملكة المتحدة، بعد مخاطبات تمت بين فريق جمع العينات الصخرية والعائلة التي تحتفظ بالنيزك، ليعرض ضمن مقتنيات متحف عمان عبر الزمان

وتعود قصة هذا النيزك التاريخي الذي حمل إلى المملكة المتحدة في خمسينات القرن الماضي، بغرض الدراسة والفحص مع نيزكين آخرين، وانتهى المطاف بأحدها ليعرض في متحف التاريخ الطبيعي بلندن والآخر بقى في بيت رئيس الجيولوجيين في شركة النفط مايك مورتون.

وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد بن هلال الكندي رئيس مركز الاستشارات الجيولوجية ان مستكشفو النفط كانوا أول من قام بعمليات مسح جيولوجية لأرض الجزيرة العربية عموما وأرض السلطنة خصوصا، وكانت الأرض العمانية الغنية بروائع جيولوجية فريدة جذابة جدا لاكتشاف الكثير من الظواهر الجيولوجية الجديدة، وأصبحت هذه الظواهر جسرا لخلق مفاهيم جيولوجية لم تعرف من قبل عن التطور الجيولوجي للأرض والأجرام المحيطة بها.

وأوضح الكندي أن النيازك العمانية كانت واحدة من الظواهر الجيولوجية التي اهتم بها الباحثون واستفاضوا في دراستها، وكان عام ١٩٥٤م فيما يبدو المرة الأولى التي رأى فيها مستكشفو النفط البريطانيون نيزكا عمانيا مصادفة بعدما أدت هذه الصخرة القاتمة في وسط صحراء محافظة الوسطى إلى تعطيل سيارتهم “لاندروفر” بعدما داست عليه عجلات السيارة دون انتباه من السائق حينها الجيولوجي الشهير دون شيريدون، وانتقل النيزك بعدها إلى ولاية الدقم حيث أقيم مخيمات شركة النفط حينها.

بعد ذلك اكتشف الجيولوجيون تباعا نيزكين آخرين في عامي ١٩٥٦م و١٩٥٨م، حملت هذه النيازك بعدها إلى بريطانيا للدراسة والفحص، وانتهى المطاف بأحدها ليعرض في متحف التاريخ الطبيعي بلندن والآخر ليبقى في بيت رئيس الجيولوجيين في شركة النفط مايك مورتون، علما بأن عمان حينها لم يكن بها قوانين تنظم عملية دراسة الصخور أو تمنع حملها خارج أرض السلطنة دون تصريح رسمي.

وظل النيزك في بيت مايك مورتون لأكثر من خمسين عاما، وتوفي مايك في عام ٢٠٠٣م تاركا النيزك القيم عند زوجته هيثر، ومع البدء في عملية تجميع العينات الصخرية لمتحف عمان عبر الزمان تواصلت مع زميلي الجيولوجي آلان هيوارد مع عائلة مايك مورتون لطلب إهداء النيزك التاريخي القيم لمقتنيات المتحف، وكان الرد سريعا وإيجابيا جدا، فقد سلمت زوجة مايك وابنه كونتن النيزك إلى سفير السلطنة في المملكة المتحدة سعادة الشيخ عبدالعزيز الهنائي بحضوري أنا والجيولوجي آلان هيوارد.

وأشار الكندي إلى أن وزن النيزك يبلغ أكثر من ثمانية كيلوجرامات، وهو نيزك صخري مشابه لنيازك أخرى شبيهة عثر عليها في محافظة الوسطى.

جدير بالذكر أن السلطنة تعد واحدة من أغنى دول العالم بالنيازك الصخرية والقمرية والمريخية، وقد صدرت قوانين تنظم دراسة النيازك، وتمنع خروجها دون تصريح رسمي.

تعليق عبر الفيس بوك