خلال مشاركته في أعمال المؤتمر الأربعين للمنظمة بروما

الساجواني أمام مؤتمر "الفاو": السلطنة تعمل على إنجاز "استراتيجية الزراعة المستدامة والتنمية الريفية 2040"

 

مسقط - الرؤية

تشارك السلطنة، ممثلة بوزارة الزراعة والثروة السمكية في أعمال الدورة الأربعين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" المنعقد في العاصمة الإيطالية روما، خلال الفترة 3 حتى 8 يوليو 2017، بهدف بحث مشكلات الغذاء والزراعة. يعد المؤتمر أعلى هيئة إدارية للمنظمة وينعقد كل عامين. ومثل مشاركة السلطنة في هذه الدورة معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية، وبحضور سعادة السفير الدكتور أحمد بن سالم باعمر سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية إيطاليا، ومشاركة ما يقارب 1000 مشارك من 194 دولةً عضواً في المنظمة، بينهم 70 وزيراً و15 نائب وزير.

وألقى معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية كلمة السلطنة في المؤتمر الأربعين للمنظمة، قال فيها: "نلتقي في هذا المكان الرحب ولا تزال شعوبنا وعلى امتداد الكرة الأرضية تواجه تحديات متنوعة تلقي بظلالها على حياة ورفاهية الأفراد والمجتمعات حيث لا تزال تشكل تداعيات الفقر والجوع ونقص التغذية هاجسا مقلقا يهدد شريحة كبيرة من الأفراد في دول كثيرة في العالم تصل إلى ما يربو على 800 مليون نسمة، الأمر الذي يتطلب بذل المزيد من الاهتمام والدعم لتوفير الغذاء الكافي". وأضاف معاليه أنّ التعامل مع الظواهر العالمية المتفاقمة والمستجدة كالتغيرات المناخية والانبعاث الحراري وتدهور الأراضي والجفاف والتصحّر والمجاعات وانعكاساتها السلبية على منظومة إنتاج الغذاء والتنوع الأحيائي والبيئي يشكل ضرورة تتطلب تكثيف الجهود وتوزيع المسؤوليات سواء في العالم المتقدم أو النامي لمعالجة هذه الظواهر والحد من تأثيراتها، فتلك هي مسؤولية تشاركية تتطلب إيجاد الحلول الملائمة وفقاً للمستويات العالمية والإقليمية والوطنية فيما بينهما، ونؤمن أنّ هذا المؤتمر يوفر أرضية مناسبة لهذا التوجه. وقال معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية إنّ سلطنة عمان ومن منطلق أهمية التغيرات المناخية وانعكاساتها على نظم إنتاج الغذاء ومنظومة الأمن الغذائي فقد أولت الاهتمام الكافي لدراسة المخاطر الحالية والمستقبلية المحتملة كإجراء مؤسسي احترازي، وقد تمّ في هذا المجال إنجاز الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية في سلطنة عمان؛ حيث روعي فيها إعداد قاعدة بيانات للتغيرات المناخية المستقبلية المحتملة لعموم محافظات السلطنة وانعكاساتها على إنتاج الغذاء ومنظومة الأمن الغذائي، وإنّ الجهود مستمرة لمتابعة الإجراءات المطلوبة وإنجاز استراتيجية الزراعة المستدامة والتنمية الريفية 2040 وخطتها الاستثمارية 2016-2020، والتي أفردت فصلا مستقلا حول دراسة تأثير التغيرات المناخية على الموارد الزراعية الطبيعية وعلاقتها بنظم إنتاج الغذاء وإنجاز استراتيجية قطاع الثروة السمكية 2040 والتي بدأت في تحقيق نقلة نوعية في حجم وكميات الأسماك وأنواعها سواءً في المصائد الطبيعية أو تربية الأحياء المائية وهو يتزامن مع مبادرة منظمة الأغذية والزراعة للنمو الأزرق، وتراعي بشكل كبير التأثيرات البيئية على هذا النشاط.

وأكد معاليه أنّ الجهود مستمرة لمواءمة مضامين تلك الاستراتيجيات وترجمة نتائجها لتنفيذ البرامج والمشاريع المرتبطة بها خلال المراحل القادمة في مجالات التكيف وتخفيف المخاطر بالإضافة إلى مراقبة ورصد التغيرات المناخية على المستويين الإقليمي والعالمي. وأشار معاليه إلى أنّ السلطنة حققت نسبة نمو بلغت 16.3% في الناتج المحلي الإجمالي لقطاعي الزراعة والثروة السمكية في سنة 2016. وعن أعمال الدورة، قال معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية: "يندرج ضمن جدول أعمال الدورة الحالية مناقشة حالة الأغذية والزراعة وأوضاع الأمن الغذائي العالمي بالإضافة إلى مواضيع مهمة أخرى تشمل نتائج أعمال المؤتمرات الإقليمية ونتائج أعمال اللجان الفنية والسياسات المرتبطة بالتنمية المستدامة والتغذية والموارد الوراثية والتنوع البيولوجي والتي تتطلب جميعها استشراف أوضاع إنتاج الغذاء خلال المراحل المقبلة". وشدد معاليه في نهاية كلمته على أن تفعيل دور القطاع الخاص وتعزيز مشاركته الفاعلة في الاستثمارات الزراعية والغذائية يعد أحد المسارات الواعدة والتي يعول عليها في توفير المزيد من الغذاء في المرحلة المقبلة.

ويبحث المشاركون في المؤتمر عدداً من القضايا الملّحة التي تشمل: تحويل الالتزام إلى أفعال لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في القضاء على الجوع، وندرة المياه والأمن الغذائي والتغير المناخ في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا والحلول المستدامة لمنع المجاعة في الدول المتضررة بالنزاعات، وخطة العمل المعنية بالأمن الغذائي والتغذية في الدول الجزرية الصغيرة النامية، ودور التنمية الريفية في التخفيف من الضغوطات التي تدفع إلى الهجرة. وحذر المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) جوزيه غرازيانو دا سيلفا في افتتاح مؤتمر المنظمة من أن عدد الجوعى في العالم ازداد منذ العام 2015 في انتكاسة للتقدم الذي تحقق على مدى سنوات. وبحسب الموقع الإلكتروني لمنظمة الفاو، قال جوزيه غرازيانو دا سيلفا- في هذا المؤتمر والذي يعقد كل عامين- إن نحو 60 في المائة من الذين يعانون من الجوع في العالم يعيشون في المناطق المتأثرة بالنزاعات والتغير المناخي.

وتطرق الاجتماع إلى نقاش موسع حول ندرة المياه في الوطن العربي واستعرض معالي دكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية تجربة السلطنة في مجال ترشيد المياه والإجراءات التي تم اتخاذها في هذا الشأن. كما ناقش الاجتماع حالة الأغذية والزراعة وما يتطلبه من إجراء تغييرات في الممارسات الزراعية وكذلك إدخال تحسينات على خيارات سبل العيش المتاحة للأسر الزراعية الفقيرة، واستعراض حالة الموارد الوراثية للأغذية والزراعة في العالم.

ويرافق معالي الوزير في هذه المشاركة وفد يتكوّن من الدكتور هلال بن سعود أمبوسعيدي رئيس مكتب الوزير والدكتور حمود بن درويش الحسني مدير عام البحوث الزراعية والحيوانية والمهندس منير بن حسين اللواتي مدير عام التخطيط والتطوير.

 

تعليق عبر الفيس بوك