عيسى الرَّواحي
ودَّعنا قبل أيام قليلة شهر رمضان الفضيل، شهر الخير والبركات، سائلين الله تعالى أنْ يتقبل منا ومن سائر المسلمين الصيام والقيام وصالحات الأعمال، وأن يعيده علينا أعواما عديدة ونحن نرفل في ثوب الصحة والعافية، وليست العبرة بإتمام الصيام فحسب وانتهى الأمر، وإنما في قبول هذا العمل، ومُداومتنا على طاعة الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم والتعلُّق بالمساجد في سائر الأيام، وقد وَرَد أنَّ من أراد أنْ يعرف قبول صومه من عدمه فلينظر إلى حاله بعد رمضان، فإن وجد خيرًا فليحمد الله، وإن كان غير ذلك فليراجع نفسه، ذلك أنَّ غاية الصيام هي بلوغ التقوى، والمسلم الصائم مأمُور بأنْ يكون متقيًا الله في جميع أحواله، سواء في شهر رمضان أو سائر الأيام والشهور، ومما يُؤسف له أنْ نجد من يقصر علاقته بالمسجد فترة شهر رمضان، ومما يؤسف له أيضا أن يكون هناك من ترك المحرمات وجاهد نفسه في التخلي عنها فترة الصيام كشرب الدخان والمسكرات، ثم يعود إليها بشراهة بعد انقضاء هذا الشهر الفضيل.
*****
عِشنا -بفضل الله تعالى- خلال الأسبوع المنصرم، أيامًا جميلة فترة عيد الفطر السعيد؛ ففيه عمَّت أجواء الفرحة والسعادة والبهجة والسرور صغيرنا وكبيرنا، وتلك من نِعَم الله تعالى على عباده الصائمين، والعيد كما هو معلوم من شعائر المسلمين تتجسَّد فيه كثير من المبادئ النبيلة والقيم الحميدة، سائلين الله تعالى أن يجعل أيامنا كلها أعيادا وبلدنا العزيز ينعم بالأمن والأمان.
وقد لَمَسْنا -بفضل الله تعالى- جهودًا طيبة جديدة من الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة (بيئة) القائمة على خدمات النظافة، فترة العيد السعيد، من خلال تخصيص حاويات كبيرة لمخلفات الذبائح في أماكن كثيرة بالقرى بمختلف الولايات، ولكنه يُؤسفنا أن نشير إلى أنَّ هناك من أبناء المجتمع من يفتقر للوعي والثقافة في هذا المجال، وتظهر منهم سلوكيات غير مقبولة ولا حضارية وليست من أخلاق المسلم، فرغم تخصيص هذه الحاويات رأينا المخلفات في غير تلك الحاويات رغم أنَّها قريبة منها، بل رأيناها تُرْمَى بجانبها؛ لذا علينا أن نكون أكثر وعيًا وحرصا على نظافة بيئتنا، وأنْ نغرس هذه الثقافة في نفوس أبنائنا والعمالة الوافدة التي تحت مسؤوليتنا.
*****
تعوَّدنا فترة الصيف كلَّ عام على الأجواء الحارة وارتفاع درجات الحرارة، لكنْ لعلَّها هذا العام كانت الأكثر ارتفاعا في درجات الحرارة، إضافة إلى ندرة هطول الأمطار، لكننا نتفاءل خيرا مصداقا لقوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ" (الشورى:28)، ونظرًا لهذه الأجواء فإنه ينبغي لنا أن نكون أكثر حرصا ووعيا بأهمية ترشيد الاستهلاك في طاقة الكهرباء، كما ينبغي أن نكون أكثر حرصا بأهمية فحص المركبات قبل القيادة وخاصة الإطارات؛ فالإهمال في ظل هذه الأجواء قد يؤدي إلى نتائج غير محمودة.
*****
يعيشُ أبناؤنا حالياً إجازة العام الدراسي، أو ما يُسمَّى بالإجازة الصيفية، وكما تحدثنا في مقالات سابقة فإنه من الأهمية أن يؤخذ بأيدي أبنائنا الطلاب لاستغلال هذه الإجازة فيما يعود عليهم بالنفع والصلاح، لا أن تكون ذات أثر سلبي عليهم بما قد يقعون فيه من سلوكيات غير محمودة أو ما شابه ذلك، وكما هو معلوم فإنَّ النفس ما لم يشغلها صاحبها بالحق شغلته بالباطل؛ فمن المؤسف جدا أن تهدر جميع هذه الأوقات في غير منفعة ولا فائدة، فما أجمل أن تخصَّص ساعات محددة من وقت الطالب لاكتساب علم ومعرفة، أو تعلُّم حرفة وكسب مهارة!
وهُنا، يحقُّ لنا -بل يجب علينا- أن نشيد بالجهود التي تُبذل في إقامة المراكز الصيفية لاحتواء الناشئة وتعليمهم سائر العلوم والمعارف فيما يعود عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم بالخير والصلاح، آملين أن تجد هذه المراكز دعمًا من الجهات الحكومية والخاصة والأهلية، فهي رافد من روافد البناء والعطاء لأبناء هذا الوطن العزيز...والله المستعان
issa808@moe.om.