الابتكار.. آمال وطموحات

فايزة الكلبانية

جهود مقدرة تلك التي يبذلها فريق العمل بمجلس البحث العلمي في المرحلة الأخيرة للتعريف بالاستراتيجية الوطنية للابتكار ومرتكزاتها، والتي تم إقرارها من مجلس الوزراء الموقر تمهيدًا للبدء في تنفيذها على المستوى الوطني لتحقيق الغايات الوطنية المتضمنة في الاستراتيجية، وذلك بهدف إيجاد التكامل المؤسسي والمجتمعي في تمكين الابتكار ومؤشرات الأداء، والتركيز على نشر الوعي بين كافة شرائح المجتمع من منطلق الشراكة المجتمعية بأهميّة تحفيز وتشجيع الابتكار وتنمية رأس المال الفكري والمعول عليه في التنويع الاقتصادي مستقبلا إلى جانب مختلف القطاعات الأخرى، هذا ويتطلب تمكين منظومة الابتكار ووضع نهج استراتيجي للملكية الفكرية يتضمن أهدافا واضحة متناغمة ومتناسقة مع سياسات التنمية الوطنية.

آمال كبيرة يعقدها المبتكرون من مختلف شرائح المجتمع على الاستراتيجية الوطنية للابتكار في المرحلة المقبله بأن يتم تبني تحويل عدد من أفكار المبتكرين القابلة للتطبيق لتحول من فكرة إلى واقع ملموس، تكون مصدر استثمار حقيقي، من خلال توفير الدعم المالي والاستشاري والتوجيهي وتحفيز الابتكار. على صعيد ما يطلبه المبتكرون العمانيون من تعزيز وتنفيذ هذه الاستراتيجية مواجهة التحديات الحالية والمستقبليه امام المبتكرون الذي أصبح لهم شأنا عاليا في المحافل الدولية، ويترقبون اهتماما مشابهًا لإنجازاتهم من الجهات المعنية بالسلطنة، ولاسيما الدعم التمويلي.

وتأتي رؤية الاستراتيجية الوطنية للابتكار تكامل وتواصل فعّال لتمكين الابتكار الوطني من خلال منصة الحوار والتكامل النسيجي بين كافة الفاعلين في منظومة الابتكار (المنتجة والداعمة والمستخدمة للمعرفة)، بهدف تعزيز التكامل والترابط المؤسسي والمجتمعي، ونشر الوعي المؤسسي والمجتمعي نحو الابتكار، ودعم السياسات المتناغمة المرتبطة بالابتكار.

ولابد من أن يكون هناك ارتباط وتكامل لمؤشرات الأداء في كافة ركائز الاستراتيجية الوطنية للابتكار بالأهداف الاستراتيجية العليا، حيث إن بناء الاستراتيجية يأتي بالاعتماد على تحليل مؤشرات السلطنة في ثلاثة مؤشرات عالمية وهي التنافسية والابتكار الدولي والاقتصاد المعرفي بالإضافة إلى مؤشرات العلوم والتقانة، فقد صنفت السلطنة في المرتبة 86 في مؤشر كفاءة الابتكار، وفي المرتبة 69 لمؤشر الابتكار العام وفق المؤشر الدولي للابتكار لعام 2015، كما صنفت السلطنة في المرتبة 44 في مؤشر المؤسسات وفق المؤشر الدولي للابتكار لعام 2015 بالإضافة إلى أنّها صنفت في المرتبة 48 في مؤشر جاهزية البنية الأساسيّة وفق المؤشر الدولي للابتكار لعام  2015، وصنفت السلطنة في المرتبة 39 في الترابط من أجل الابتكار وفق المؤشر الدولي للابتكار لعام 2015.

[email protected]