تتكاتفُ مُؤسَّسات الدولة المختلفة لتعزيز جُهُود التنمية الاقتصادية، لاسيما في القطاعات الواعدة التي حدَّدتها الخطة الخمسية التاسعة؛ بما يُحقِّق المأمولَ مِنْهَا خلال السنوات القليلة المقبلة. وفي هذا الإطار، تَزَامَن تدشين التأشيرة الإلكترونية الجديدة بالسلطنة، مع الإعلان عن تسيير رحلات جوية بين مطاري الشارقة وصحار، علاوة على إطلاق شركة طيران السلام لرحلات جوية بين صلالة وصحار، وكذلك بين الطائف وصحار.

الخطواتُ المتزامنة تؤكِّد تناغُم مُؤسَّسات الدولة في إطار من العمل المتواصل، الذي يَعْكِسُ الحرصَ الكبيرَ بين المسؤولين كي تكون هذه الخدمات الجديدة نافعة للاقتصاد الوطني، وداعمة لمُعدَّلات نمو القطاعات الواعدة.

ولعلَّ أبرز ما يُمكن تسليط الضوء عليه أنَّ هذه الإجراءات تأتي قبيل أيام معدودات من عيد الفطر المبارك، وكذلك بداية موسم خريف صلالة السياحي.

المتأمِّل في طبيعة القطاع السياحي بالسلطنة، يجدُ أنَّه قطاعٌ موسمي -خريف صلالة خلال الفترة من 21 يونيو الى نهاية أغسطس- وكذلك الموسم السياحي في مختلف أنحاء السلطنة خلال فترة الشتاء.. لكن الخطوات الحكومية الجادة تهدف لاستدامة الموسم السياحي طوال العام؛ من خلال إنشاء وتأسيس عدد من المنشآت الفندقية والمنتجعات التي توفر للسائح سواء كان محليًّا أو أجنبيًّا، المناخ الملائم في ظل ارتفاع متوسطات درجات الحرارة في البلاد معظم شهور السنة.

وَمِن أبرز مميزات القطاع السياحي أنه قادر على خلق العديد من الوظائف في مُختلف المجالات، برواتب مُجزية تضمن العيش الكريم لأبنائنا، فضلا عن الخبرات الكبيرة التي يحصل عليها العاملون في هذا القطاع؛ سواء في الفنادق أو المنتجعات أو المزارات السياحية، هذا بجانب ما يُسْهِم به القطاع إيجابيًّا في مُعدَّلات النمو الاقتصادي، وتوفير بدائل جديدة للإيرادات وتعزيز التنويع الاقتصادي.

جانب إيجابي آخر في الإجراءات التي تمَّ الإعلان عنها، وهي عَوْدَة الرُّوح إلى مطار صحار، بعدما أعلن في وقت سابق هذا العام وقف العمل فيه لفترة مُؤقتة نتيجة غياب الجدوى الاقتصادية، لكن شاءت الظروف الإقليمية والمعطيات المحلية أن تدب حركة السفر والسياحة في هذا الصرح والاستفادة من خدماته خلال المرحلة المقبلة.

ويبقى القول إنَّ قطاعيْ السفر والسياحة قادران على تعزيز التنويع الاقتصادي؛ من خلال ما يُوفِّرانه من بدائل تنموية واقتصادية تدعم خطط الدولة الحالية والمستقبلية.