أحمد السلماني
طوى الوسط الرياضي والثقافي بالرستاق صفحة ومرحلة مجلس الإدارة السابق بكل فصولها وتجلياتها السعيدة والحزينة، الناجحة أو تلك التي أخفق فيها فضلاً عن فصول الإثارة التي لازمته طوال الـ4 سنوات الماضية بتركيزه على كرة القدم والفريق الأول تحديداً لتقفز بالنادي خارج الصندوق بل وحلقت به إلى فضاءات جديدة لم يعتدها سابقًا، ليُحقق لقب دوري الثانية ولم يمكث في الدرجة الأولى سوى موسمين ليتوج بلقبها ويصعد لدوري المُحترفين وهنا انتهت مُغامرات أبناء الريف الداخلي لنشهد السقوط المروع و"بيدي لا بيد عمرو" فقأ أبناء الرستاق العين الوحيدة التي كانوا يرون بها وهي عين كرة القدم ليضطر العراب إلى مُغادرة أبواب النادي حاملاً معه السجل التاريخي الذي دون له ولمجلس إدارته الظهور التاريخي الأول لـ"عنابي الجبل" في دوري المحترفين آنذاك.
واليوم وبتطلعات جديدة ملؤها الأمل ومفتاحها العمل، فتح أبناء الرستاق صفحة جديدة تمثلت في انتخاب مجلس إدارة جديد بربان قديم جديد، سبق له وأن خاض تجارب رياضية وإدارية منشود جانبها لكن هذه المرة الوضع يختلف، فواجهة الأحداث وتصدر المشهد يختلف عن الكواليس فضلاً عن بقية أفراد طاقم السفينة الآخرين وغالبيتهم ممن سبق وعاصر العمل الإداري بالنادي ويعول عليهم كثيراً في خلق وصنع بيئة ودورة عمل سلسة، منظمة، سليمة ومتزنة الأركان خاصة وأنَّ الرئيس الحالي للنادي فاز بأغلبية رغم المنافسة القوية والشريفة للمهندس أحمد المزروعي وبالتالي فهو يمتلك قاعدة جيدة تمهد له بداية مريحة وانطلاقة قوية .
ملفات ساخنة وأخرى راكدة تنتظر البت فيها من المجلس الحالي وتتطلب إرادة قوية وحزماً في التعاطي معها تبدأ من التوجه العام وما الذي يريدون تحقيقه وعلى ضوئه يتم وضع خطة عمل لمدة أربع سنوات وإن تحقق ما نسبته 70% منها فذلك في حد ذاته يمثل نجاحاً في حده المعقول عطفاً على نقاط القوة والضعف التي تلازم مثل هذه الخطط.
الملفات عديدة وأهمها على الإطلاق ضرورة إطلاق حزمة جديدة من الاستثمارات تضمن زيادة دخل النادي وبالتالي ضمان ديمومة عمل لجانه وبرامجه وبطريقة حديثة تستغل الموقع التجاري الممتاز للنادي حالياً وخاصة من الجهتين الشرقية والجنوبية بدل المنظر المقزز والمقرف حاليا وأعتقد أنه ليس بغائب عن الإدارة السابقة وحتى الحالية مسألة نقل الملاعب والصالة الرياضية للموقع الجديد وبالتالي استغلال الموقع الحالي تجاريًا ولكم أتمنى أن يطرح كشركة مساهمة أهلية عامة لأبناء الولاية لمشروع تجاري متكامل وبحزمة واحدة.
الملف الآخر وهذا مرة أخرى يعتمد على توجهات مجلس الإدارة في مدى إمكانية تفعيل وتنشيط البرامج واللجان والألعاب الأخرى ومدى ملاءمة ذلك لإمكانيات ودخل النادي ولكن ما رأيكم بإسناد مثل هذه الملفات لزمرة من الشباب المولع والمهتم بها شريطة تحليهم بملكات الابتكار والإبداع حيال إيجاد مصادر تمويل ذاتية وبالدارج نقول"هم وشطارتهم" هذا أيضًا منهج جديد في الإدارة الذاتية تحت مظلة النادي.
كرة القدم هي واجهة الأندية ومعيار نجاحها للأسف وبالتالي فهذا ملف يجب عدم إغفاله، والذي يثلج الصدر أن الحملة الانتخابية لرئيس النادي حملت بند الاهتمام بالمراحل السنية أما الفريق الكروي الأوَّل فملفه بحاجة إلى عمل كبير وإعادة ترتيب لأوراقه وأن تسند دفة إدارته لذوي الكفاءة والمتخصصين مع ضرورة أن يبحث هؤلاء عن رعاية كبرى للفريق، عدا ذلك فالعودة إلى الماضي البائس ليست ببعيدة.
أما علاقة النادي بالفرق الأهلية فهذه تنظمها لائحة تستوجب من الجميع احترامها مع مناشدة بأن تقف هذه الفرق مع النادي في مرحلته الحالية ولا أعرف من هو الأحق بالدعم، إذاً لنتفق أن العملية تبادلية وتفاعلية وتسير حسب المعطيات.
مجلس إدارة النادي الجديد، دورة عملكم ستكون داخل أروقة مركز شبابي رياضي وثقافي وشيء من الأنشطة الاجتماعية أما كلمة "نادي" فهذه لم ولن يدركها أي من أندية السلطنة جميعها، حيث إن فئات وشريحة مجتمعية كبيرة ترغب في نادي بمرافق عامة مثل الصالة الرياضية الصحية ومطعم فاخر تدعو إليه الأصدقاء وقاعات يستفاد منها وكل ذلك مصادر دخل للنادي، فما رأيكم بزيارة لأحدكم لأندية الأهلي والزمالك المصريين للوقوف على تجربتهما الطويلة في هذا المجال، هذه بعض من أماني الكثير من الأهالي ومن الجنسين ننقلها لكم، همسة أخيرة في أذن الرئيس الحالي إبراهيم السالمي، كفاءات رياضية وثقافية وابتكارية تزخر بها الولاية فابحث عنها ولا تستعجل و"احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة" ولا تجامل.