"صناع الأمل".. برنامج يقدِّر الإنسانية

الرُّؤية - نجلاء عبدالعال

وَسط الكثيرِ مِنَ البرامج التي يُمكن أنْ نُطلق عليها "خفيفة"، يطل برنامج صناع الأمل يوميًّا ليعيد الكثير من القيم الإنسانية للواجهة، ويعيد الثقة في قدراتنا على الإسهام في تغيير الحياة للأفضل. وعلى عكس بعض البرامج التي تقدم وعظا وإرشادا بأسلوب أقرب للتنفير، يعرف كيف يقدم البرنامج التليفزيوني البعيد عن المباشرة من جانب، ومن جانب آخر يوصل المعلومة للعين والأذن والقلب أيضا.

البرنامج يعدُّ ضمن مشروع إنساني، وحسبما يأتي في مقدمته فقد شارك فيه 65 ألفا من 22 دولة، وقدمت الحلقة الأولى العم موسى الذي ظل وعلى مدى 30 عاما يكرس من وقته يومًا ليعبر بالأطفال من أمام المدرسة، وذلك بعد أن شاهد وفاة طفل أمام المدرسة نتيجة حادث دهس.

القدوة الإنسانية التي تجسَّدتْ في العم موسى برزتْ من كونه إنسانا عاديل كملايين الناس، لكنه فقط وبقرار وإرداة ومثابرة، استطاع أنْ يُحقِّق الكثيرَ لآلاف التلاميذ في المدرسة، وهو يوقف مرور السيارات لهم يوميا ليعبروا الشارع، هذا الفعل البسيط الذي يمكن للكثيرين القيام به، استطاع أن يحفز الحكومة الأردنية على التسريع بإقامة جسور مشاه على الطرق أمام مدارس العاصمة والمدن الكبرى.

سامي خاطر كان نموذجا آخر للقدوة أو صناع الامل، بإسهامه بجهده وعمله في تغيير نمط حياة قرية بأكملها عبر توليد الكهرباء بجهاز صغير. وخلال سنوات، تمكن من مد الكهرباء لـ60 بيتا وإنارة جامع القرية، ولم يكتف بذلك بل تعهد بأن يقدم لسكان قريته صيانة أجهزتهم لتوليد الكهرباء مجانا مدى الحياة، وتمكَّن -وهو الانسان الواحد- أن يُغيِّر حياة آلاف على مدى السنوات المقبلة بمدهم بالكهرباء عبر نظام بسيط.

وبجهد بسيط، تمكَّنتْ نوال المغربية المقيمة في إيطاليا من إنقاذ حياة مئات الآلاف من اللاجئين؛ وذلك عبر استقبال مكالماتهم من القوارب وربطهم بخفر السواحل. وبالرغم من كون البداية معها كانت بالصدفة، مع وجود رقم هاتفها مع أحد اللاجئين واتصاله بها، إلا أنها لم تركن للكسل أو اللامبالاة، بل طورت العمل وأصبح رقم هاتفها الفارق بين الحياة والموت عند الكثير من العالقين وسط البحر.

وبذل فريق عمل البرنامج جهدا في الاعداد والتصوير والموسيقى التصويرية والإخراج...وغيرها من عناصر الأعمال الفنية ليخرج البرنامج كمنتج فني وثائقي ودرامي.

تعليق عبر الفيس بوك