الوصول للقمة صعب لكن الأصعب الحفاظ عليها، وكان تحدي "سيلفي" هذا العام أن يحافظ على نجاحه للعام الثالث على التوالي، ومن خلال متابعة حلقة أمس الأول من برنامج سيلفي 3 والتي كانت الحلقة الأولى، أثبت البرنامج الدرامي أنّه مازال قادرا على جذب المشاهد ليس فقط السعودي بل الخليجي بصفة عامة.

وفي أولى الحلقات ناقش قضايا الإسكان والتمليك والأراضي، والتي استعرضت حكاية مواطن ينتظر لسنوات طويلة حصوله على أرض، وهي قضية يمكن أن نقول عنها إنها الأكثر اهتماما لدى المواطن الخليجي، وتلامس جراح الكثير منا، وبذلك استطاع هاشتاق مسلسل "سيلفي" أن يحتل المرتبة الخامسة في اهتمامات المستخدمين في تويتر.

وكم كنت أتمنى أن تكون مثل هذه البرامج الدرامية ضمن قائمة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بسلطنة عمان، خاصة وأن هناك اهتماما شديدا بمتابعة الحلقات لأنها تمس اهتمامامتنا أو تعرض واقعا معاشا بطريقة واقعية وفكاهية ساخرة في نفس الوقت، وتتحدث عن الحالة الاجتماعية التي يعيشها المواطن وحقوقه ومعاناته في سبيل الحصول عليها، ويبدو أن النهج الذي بدأ به سيلفي يستمر بإبداع ومزيد من الاتقان في تقديم كشف للسلبيات ونقد موضوعي وبناء بروح تلائم الشهر المبارك وبدون تشنج أو عصبية ليصبح بالفعل صورة للواقع والإجراءات التي قد يستحدثها مواطن مسؤول فيجعل مواطنا آخر يدخل دوامة من البيروقراطية تستنزف وقته وماله وجهده.