كوشنر .. مستشار ترامب اليهودي وخطته "السرية" للسلام

 

 القدس - رويترز  

في الأشهر الأربعة التي انقضت منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه وكلف صهره جاريد كوشنر (36 عاما- يهودي الديانة) بمهمة التوصل إلى سلام بين الاحتلال والفلسطينيين حافظ كوشنر على سرية خططه لتسوية صراع عمره قدر سنه هو مرتين تقريبًا.

وتطرح هذه المهمة تحديات شاقة أمام أكثر الدبلوماسيين تمرسًا فما الحال والمكلف بها حديث العهد بمثل هذا العمل.

وتعثرت مباحثات السلام على مدار السنين وانهارت أحدث جولاتها في عام 2014 في أعقاب خلافات على بناء المستوطنات وتحرك فلسطيني للمصالحة مع حركة حماس الإسلامية.

ودون الحرص المعتاد الذي أبداه رؤساء أمريكا السابقون قفز ترامب مباشرة في معمعة السياسة في الشرق الأوسط وذلك بأن جعل من الصراع العربي الإسرائيلي محور جولته الأولى في الخارج وبتكليف صهره بالعمل على تسويته.

وكوشنر الذي يتمتع بنفوذ هائل في البيت الأبيض في عدد كبير من القضايا ليس مبعوثا متفرغا بالمعنى التقليدي الذي استخدمته الإدارات الأمريكية السابقة عند إجراء مفاوضات السلام.

فإلى جانب تكليفاته في السياسة الخارجية، والتي تشمل الصين والمكسيك وكندا، يتولى كوشنر المسؤولية عن التجارة والموضوعات الداخلية في الإدارة.

وكان نهجه هادئا بدلا من الإعلان عن خططه والتنقل بين أطراف الصراع في دبلوماسية مكوكية تحت الأضواء مثلما فعل المبعوثون التقليديون من أمثال روس. كما كلف آخرين بجانب كبير من الأعمال المطلوبة.

وأكد عدد من كبار المسؤولين سواء من الفلسطينيين أو الاحتلال أنهم التقوا كوشنر لكنهم سارعوا إلى التأكيد على أنهم ليس لديهم ما يقولونه عما دار في المناقشات. وكأن غلالة من السرية فرضت حول أي شيء له صلة بزوج ايفانكا ترامب مطور العقارات.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن كوشنر يخطو بحذر لتجنب الوقوع في "الفخاخ" التي كانت سببا في تعثر الجهود السابقة. وأضاف المسؤول "هو مستمع ممتاز. وهو يحاول معرفة قدر ما يستطيع."

وستكون أولى مهامه مع الفلسطينيين إقناعهم بأن بوسعه أن يكون وسيطا محايدا. فكوشنر اليهودي المتدين يعرف رئيس وزراء الإحتلال منذ نحو 20 عاما ترجع إلى طفولته حيث كان الأخير يعرف والده.

كما تربطه صلات شخصية برون ديرمر سفير الإحتلال لدى الولايات المتحدة.

وقد دعت إدارة ترامب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى البيت الأبيض قبل أسابيع من زيارة ترامب للأرض المحتلة. وجلس كوشنر وجرينبلات ساعتين على الإفطار في واشنطن مع عباس قبل أن يلتقي عباس بالرئيس ترامب حسبما قال مصدر مطلع على الاجتماع.

مع ذلك يقول فلسطينيون كثيرون إنهم يتشككون في إمكانية أن يكون شخص بهذه الصلات الوثيقة بإسرائيل منصفا.

ويعتقد الفلسطينيون أن الاحتلال يتعمد تعطيل عملية السلام بينما تبني المستوطنات على الأراضي الفلسطينية وأنه لن تتفاوض إلا إذا ضغطت عليه واشنطن.

وقال هاني المصري المحلل السياسي الفلسطيني الذي يعيش في رام الله بالضفة الغربية  أن كوشنر ممتاز للاحتلال بسبب مواقفه المتعصبة وأشار الى  أن بطء كوشنر في كشف النقاب عن أي خطة سلام ربما أفضل، ولكن المصري قال أيضا إنه يشك في أن الأمريكيين سيأخذون وقتهم في وضع أي مقترحات ملموسة لاستئناف عملية السلام لأن الاحتلال لا يريد تقديم تنازلات.

ومع ذلك يتعين على الجانبين التزام الحذر بشأن كيفية التعامل مع كوشنر. وقال دان شابيرو الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة في الارض المحتلة 6  سنوات خلال رئاسة باراك أوباما أن لا أحد يريد أن يهين شخصا على هذه الصلة القريبة من الرئيس من خلال رفض اقتراح بشكل فوري.

وقال شابيرو وهو زميل الآن في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب "إذا قام بدور فأعتقد أن أقوى عنصر سيضيفه على العملية هو أنه صهر الرئيس". وكان وضع كوشنر الخاص كأحد أفراد عائلة ترامب وأحد كبار مستشاريه واضحا خلال زيارة كل من السعودية والارض المحتلة . وفي القدس انضم كوشنر وإيفانكا ترامب لحفل العشاء بين نتنياهو والرئيس وزوجتيهما.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة