باريس - رويترز
عيَّن الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون السياسي المُحافظ إدوار فيليب رئيسًا للوزراء أمس في خطوة تستهدف توسيع قاعدته السياسية وإضعاف خصومه قبل الانتخابات التشريعية المقررة في يونيو. وفيليب (46 عاما) نائب في الجمعية الوطنية (البرلمان) ورئيس بلدية مدينة لوهافر الساحلية وينتمي للجناح المعتدل بحزب الجمهوريين الذي يمثل يمين الوسط وسيشكل ثقلا موازنا للنواب الاشتراكيين السابقين الذين انضموا إلى معسكر ماكرون.
وأعلن الأمين العام لقصر الإليزيه ألكسيس كوهلر تكليف فيليب بتشكيل الحكومة على درج المقر الرئاسي. وتعهد ماكرون بوضع حد لسياسة اليمين واليسار التي هيمنت على فرنسا على مدى عقود. ويتعين على حركته السياسية "الجمهورية إلى الأمام" التي لا يتجاوز عمرها عاماً أن تؤسس لنفسها قاعدة شعبية واسعة قبيل خوض الانتخابات البرلمانية.
وكان فيليب مساعدا مقربا من رئيس الوزراء الفرنسي السابق ألان جوبيه الذي يقود الجناح المعتدل في حزب الجمهوريين والذي كان قد ألمح إلى أنه يفضل دعم ماكرون. ومن المحتمل أن يجتذب تعيينه المزيد من السياسيين المنشقين عن حزب الجمهوريين.
وهذه هي المرة الأولى في التاريخ السياسي المعاصر لفرنسا التي يعين فيها رئيس الجمهورية رئيسا للوزراء من خارج معسكره السياسي من دون أن تجبره على ذلك هزيمة في الانتخابات البرلمانية.
وقال أحد مساعدي ماكرون المقربين أمس إن هذا القرار يدخل في نطاق الخيارات الصعبة التي يتعين على الدائرة الضيقة حول ماكرون اتخاذها بعد فوزهم بمعركة قصر الإليزيه.
وقال كريستوف كاستانر للصحفيين على هامش حفل التنصيب "في الحكومة سترون أن الكثير من الدائرة الضيقة سيخرجون". وأضاف "كنت بين أول من قالوا "لم لا نأتي برئيس وزراء من اليمين؟ هذه طبيعة ما نحاول فعله. إنها (خطوة) صعبة خصوصًا على من خدموا لفترات أطول في أحد التيارين".
وبدأ فيليب حياته السياسية كناشط اشتراكي قبل أن يتحول إلى اليمين. وعمل رئيس الوزراء الجديد، وهو محام ذو خبرة، كمدير للعلاقات العامة لمجموعة أريفا النووية الحكومية بين عامي 2007 و2010 قبل أن يصبح عضوا في البرلمان عام 2012 ثم رئيساً لبلدية لوهافر عام 2014.