المفكر التونسي سليم دولة يحاضر عن الثقافة العربية وفلسفة العصر بالنادي الثقافي .. غدا

مسقط – الرؤية

يستضيف النادي الثقافي غداً الثلاثاء المفكر التونسي سليم دولة، ليتحدث عن "الثقافة العربية وفلسفة العصر" وذلك في تمام الساعة السابعة مساء بمقر النادي بالقرم. وسيدير الجلسة خميس العدوي.

ستركز محاضرة دولة على الثقافة العربية التي يفترض أن تكون لديها  "الشّجاعة الفلسفية" لتنظر إلى نفسها في مرآة ماضيها وعصرها دون "تجريح ولا تقبيح" ودون "مفاخرة ولا مفاضلة"؛ إذ يرى دولة وهو المشتغل على الفلسفة العربية الحديثة، أنّ الثقافة العربية المعاصرة في حاجة إلى تفعيل حاذق ومرن في إطار مرجعية عاطفية وجمالية بعيدا عما يمكن تسميته "نظام الوسائل والغايات" وأنّ الثقافة العربية المعاصرة في حاجة إلى فلسفة جديدة تتأسس على "الاحترام والاحتراميّة المطلقة للإنسان بالاقتصاد في العُنف ضد الذكاء والانتماء والعاطفة، والذي لا يمكن أن يقوم إلا على "تربية عاطفية على الحب والعدل والحرية" باعتبارها مُعلّقة يمكن للأجيال أن تتربى عليها، فتكون هذه "التربية على "الحب والعدل والحرية" المتراس و"الحصن الحصين" الذي يضمن السلامة الصحية والعاطفية والسياسية لأبناء الوطن والأمة الجامعة.

كما أنه سيركز على وجود "ثورة بيداجوجية " في التفكير "للتفلسف المرح" منذ الطفولة برعاية تلك "الفلسفات العفوية لدى الأطفال" ولكي يكون ذلك، يجب أن يكون لدينا نحن عرب العصر الإصغاء النشيط لفلسفة إنسانية  تخصنا نحن، تقوم بالأساس على المواطنة الشاملة، بمعنى تربية جامعة لجميع الملكات الذهنية والجسدية والذّوْقية، قادرة على "نحت كيان" إنسان مُقْتنع عن وعي وإردة وقَصْد أن "تحصيل السعادة" الحق بلغة الفارابي لا يمكن أن يكون على حساب "الآخر" المحلي _ الجهوي أو الكوني وإنما معه، لكونه أدْرك فلسفيا حين تدرب على الفكر بنفسه ومنذ الصّغر أن الآخر هو من كان يمكن أن أكون، كان يمْكن أن أكون أنا "التّونسي" سوريا أو مصريا أو عراقيا  أو سودانيا أو جزائريا أو عمانيا أو تركيا أو طاجكستانيا أو كرديا.

كما سيتحدث المفكر سليم دولة خلال المحاضرة عن الثقافة المعاصرة التي تحيِّن  تعاليم الحكمة الكونية كأن نقوم بمحاولة "سَقْرطة" (نسبة إلى سقراط الحكيم الشعبي وجوّاب الساحات العمومية) وسقرطة تلك الفضاءات العمومية المحلية عن طريق النوادي، بما تنظمه  من "حوارات ثقافية حرة" بعيدا عن "التصوّر" المعالم " أو " الغوغائي الدّهمائي للثقافة بالمعنى الأنتروبولوجي الشاسع الواسع للكلمة للمساهمة في تكوين أجيال تتدرب بوعي أن "المجتمعات المختلفة تعلم أشياء مختلفة" وأن كل الثقافة إنما هي مجموع التدابير والمهارات والتقنيات والإجراءات الاحْتفالية والجنائزية لسياسة اللذات والآلام وتدبير شؤون الجسد والروح، وشؤون الحياة والممات. ويكون "حب اللغة الأم " ذلك الذي أسماه أهل اليونان " الفيلو- لوغوس" دونه لا يمكن تدشين قارة الفلسفة ولا ممارسة التفلسف دون تجاهل لسائر اللغات الممكنة.

كما سيتطرق إلى رسالة الحكيم" أبكتاتوس" والتي جعلته من " حِكم حُكماء " حياته حين يمر وطنه وأصدقائه وصديقاته بمحنة ما من المحن. منتهيا إلى أنه إن لم يكن "للفلسفة" من وطن فإن للفلاسفة أوطانهم "التي من واجبهم " الأخلاقي" و"الجمالي" الدفاع عنها، لا كما يفعل معظم" فلاسفة الزور والبهرج" وفق لغة الفارابي الشائقة في ثقافتنا العربية المعاصرة  فإما أنهم يموتون حيث يتوجّب الكلام أو يتكلمون حيث يتوجب الصّمت أو يدسون رؤوسهم "المفكرة " تلك في أعمال "هايدجر" أو "فوكو" أو "راولز" أو حتى في مؤلفات برنار هنري لفي "فيلسوف الخراب العربي" ...دون انتباه كاف لمشروع الفيلسوف المعاصر مثل "ميشال  أونفري" الذي عمل ويعمل على  "تعقل" ثقافتنا باستحضار تاريخ ثقافته وفق "نقد مزدوج" قابل للمراجعة النقدية دون "تبْخيس" أو "تقديس".

 يذكر أنّ سليم الأزهر دولة مفكر تونسي ويعمل أستاذا للفلسفة. التحق بـ "كلية الآداب والعلوم الإنسانية" وهو صاحب فكرة تأسيس "رابطة الكتاب الأحرار" ومن مؤسسيها.  نشرت كتبه في كل من: تونس وسوريا والمغرب ولبنان وفلسطين. من مؤلفاته: "ما الفلسفة " "كتاب الجراحات والمدارات: من أجل فلسفة عربية جديدة في القضايا الإنسانية فلفسة التدقيق والتحقيق"، " الثقافة والجنسوية الثقافية الذكر والأنثى ولعبة المهد"،"كتاب السلوان والمنجنيقات"(شعر)، " كتاب كليمنسيا الجميلة ". حاز على لقب "الكاتب الحر" رسميا من الدولة التونسية.

تعليق عبر الفيس بوك