أقنعة لا تحتمل وجوهها

 

 

مَسْعُود الحمداني

 

 (1)

ما أغرب العرب!!

"يشعلون" الحروب بأيديهم، ثم يستدعون سيارات "المطافئ" الغربية لإخمادها.

(2)

لم يعُد لبعض الأنظمة العربية قُدرة على العيش دون مصِّ الدماء.. لقد تحوَّلوا إلى "دراكولات" لا تستطيع الحياة دون ظلام.

(3)

لَدَى بعض الأنظمة العربية القُدرة على تقمُّص كل الشخصيات المتناقضة في نفس الوقت، بإمكانها أن تكون الضحية والجاني، والإرهابي والبريء، والداعي للحرب والجانح السلام.. لم تعُد هذه الأنظمة قادرة على تمييز وجهها الحقيقي من القناع الذي تلبسه.

(4)

الأدمغة والمهارات العربية مشردة في كل بقاع الأرض، المكان الوحيد الذي يرفضها هو الوطن العربي؛ لأنَّه اعتادَ على بُغض أمرين: العلم والنور.

(5)

لو استثمرَ العربُ طاقاتهم في بناء أوطانهم، ولو خَجِل البعضُ منهم من الدعوة لتغيير أنظمة سياسية للدول الأخرى بحجَّة الديمقراطية التي لا يمتلكونها هم أنفسهم، لو فعلوا ذلك لكانوا أقل عالة على العالم.

 (6)                                                                                   

السُّوريون والعراقيون والليبيون واليمنيون مُشرَّدون في العالم، بينما الجزَّارون يعدون ما تبقى من ضحايا ما زالوا قابعين في ديارهم.

 (7)

"تُخترق" حدود أكثر من 27 دولة في الاتحاد الأوروبي بتأشيرة دخول واحدة.. لا يمكن أن يحدث هذا في  العالم العربي لأنَّ أمننا القومي لا "يُخترق" بهذه السهولة.

(8)

يُمكن لأيِّ طفل أنْ يحصُل على الجنسية الأمريكية بمجرد ولادته على أراضي الولايات المتحدة، وفي بعض البلدان العربية لا تزال أجيال منذ مائة عام تحاول الحصول على اعتراف بإنسانيتها.. ولم تفلح.

(9)

في الغرب يُدافعون عن "اليهود الساميين"، وعن القطط "السيامية" معاً.. ولا أدري لماذا يتوقف هذا الدفاع عند العرب.

ألسنا أولاد (سام) واحد؟!!

(10)

القمَّة الأوروبية تنعقدُ في أوقات مُحدَّدة، في دول مُحدَّدة، وتناقش أموراً مُحدَّدة، وتخرج بـ"قرارات" مُحدَّدة.

أما "القمة" العربية فتتحول تاريخيًّا إلى "نقمة"، تنعقدُ حسب التساهيل، وبناءً على رغبة الدول، وتناقش أموراً غير مُحدَّدة، وتخرج كما دخلت بلا شيء.

(11)

قلَّد العربُ الغربَ في كلِّ شيء، إلا أنهم فشلوا في تقليد الديمقراطية.

(12)

يَسْأَل لاجئٌ سوريٌ لاجئاً فلسطينيًّا: كيف تستطيع أنْ تعيش في هذه الخيام كلَّ هذه السنوات؟ فرد عليه: ستجد الأمر صعباً في البداية.. ثم ستعتاد عليه.

(13)

ما الذي يحدُث في اليمن؟!!

مَنْ يَحْكم من؟ ومَنْ يُقَاتل من؟ ومَنْ يَقْتُل من؟ ومَنْ يُحَاسِب من؟

الأسئلة مفتوحة.. بينما الإجابات مُغلقة.

(14)

هل تذكرون قضية العرب "الأولى"؟!!

أظن اسمها "فلسطين".. كانت تحتل صدارة الأخبار ذات يوم على ما أذكر، هل ما زالت "قضية أولى"، أم نها أصبحت قضية مُؤجَّلة ومنسية؟!!

(15)

يعرفُ العربُ عدوَّهم، ويعرفون المؤامرات التي تُحاك ضدهم، ويعرفون أسبابَ الفرقة، ونتائجها، وحلولها.. ويُطالبون بالوحدة في مؤتمراتهم، ورغم ذلك لا يجيدون شيئا غير الكلام، إنهم يشبهون "نيرون" الذي كان يعزف القيثارة بينما روما تحترق.

(16)

في أيام الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي سابقا، قال الرئيس الأمريكي مفتخرا: "إن الديمقراطية في بلدي لا حدود لها؛ حيث يستطيع أي مواطن لدينا أن يقف أمام البيت الأبيض ويشتم الرئيس الأمريكي". فرد عليه الرئيس (الروسي) قائلا: "ونحن كذلك نتمتع بنفس القدر من الديمقراطية يا سيِّدي.. فبإمكان أي مواطن روسي أن يقف أمام مبنى الكرملين ويشتم الرئيس الأمريكي"!!

وهذا ما يحصل حين يُهاجر العربي إلى أوروبا كي يستطيع أن يشتم نظامها؛ لأنَّ عقله الباطن يمنعه من شتم نظام (آخر).

Samawat2004@live.com