على أعتاب الحلم

 

 

البداية كانت تحت الشَّجرة، حيث بزغ نور العلم ثم واصل الانتشار حتى ارتقت السلطنة درجات كبيرة وكثيرة نحو المُقدمة، مع إدراك أنَّ التعليم الركن الأساسي لتقدم المجتمع وتطوره، والركيزة الأساسية لتنمية الموارد البشرية والارتقاء بها، لتكون مؤهلة للمساهمة في النهوض بمستوى الأداء في كل القطاعات وعلى كل المستويات.

ولهذا.. حظي التعليم، كغيره من القطاعات الأخرى، باهتمام بالغ من الحكومة الرشيدة، وتحققت خلال الخطط الخمسية المتوالية تطورات تعليمية مُهمة، ومضت مسيرة التعليم ترتقي كماً ونوعاً.. وبينما نحن نتذكر البدايات نُتابع بفرحة غامرة أنباء مشروع جامعة عُمان، الصرح التعليمي الذي سيكون ذا شأنٍ إقليمي وعالمي مرموق، عندما يكتمل الحلم ويتحوَّل إلى حقيقة على أرض الواقع. واستعرضت أمس اللجنة العليا لمشروع جامعة عُمان برئاسة صاحب السُّمو السيِّد شهاب بن طارق آل سعيد مُستشار جلالة السُّلطان رئيس اللجنة، ما تمَّ إنجازه حتى الآن في هذا الحلم الكبير، حيث تعكف اللجنة على رسم ملامحه، وصياغة خططه، لاسيما تلك المُتعلقة بوضع التصاميم للمخططات الرئيسية، بما يُواكب رسالة الجامعة وتفاصيل الموقع، والتي لن تغفل أهم وأنجح التَّجارب المشابهة في المنطقة والعالم؛ لتصاميم مؤسسات أكاديمية ومدن علم وتقنية، وكذلك الخطط ذات العلاقة بالشراكة الإستراتيجية للجامعة مع مؤسسات أكاديمية وبحثية عالمية رفيعة المستوى فضلاً عن المؤسسات المحلية البارزة، من خلال تأسيس مراكز مُتخصصة لهذا الغرض داخل الجامعة المُنتظرة.

إننا الآن واقفون على أعتاب الحلم ونمد الخطوات إلى الغد كي نحققه، ونراه واقعاً ماثلاً أمام أعيننا وأعين أبنائنا من الدارسين في هذه الجامعة، أن نراه منارة علمية تشع ضياء العلم والمعرفة في السلطنة والمنطقة والعالم أجمع.

إنَّ جامعة عمان مشروع يستهدف بناء مستقبل فلذات أكبادنا وتسليحهم بأحدث العلوم والمعارف، وجعلهم قادرين على البحث العلمي وابتكار الحلول التي تُساعد على مواكبة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية المُتلاحقة التي يشهدها العالم كل يوم.. هو مشروع طموح من المؤمل له أن يضع عُمان على خريطة العلم والمعرفة شامخة بين مختلف دول العالم.

تعليق عبر الفيس بوك