استطلاعان يرصدان امتناع نحو خُمس الناخبين عن المشاركة

نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة الفرنسية أقل بقليل من الدورة الماضية

 

باريس  – رويترز

قالت وزارة الداخلية الفرنسية أمس إن الأرقام المتعلقة بمعدل إقبال الناخبين في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية أظهرت أنّ نسبة المشاركة بلغت 69.42 بالمئة بحلول الساعة 1700 بالتوقيت المحلي، وهو ما يعني أنّ الأعداد أقل بشكل طفيف من نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة السابقة. وبلغت نسبة المشاركة 70.59 بالمئة خلال نفس الفترة الزمنية في انتخابات عام 2012 مقابل 73.87 بالمئة في انتخابات عام 2007 و58.45 بالمئة في انتخابات عام 2002.

وأظهر استطلاعان للرأي نشرا أمس أنّ النسبة النهائية لمن امتنعوا عن المشاركة في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية تبلغ نحو 20 في المئة على الأرجح وهي قريبة مما كانت عليه قبل خمس سنوات. وقدّر استطلاع لمؤسسة هاريس إنترأكتيف المعدل النهائي للامتناع عن المشاركة بنسبة 21.5 في المئة بينما أظهر استطلاع آخر أجراه مركز إيفوب فوديسيال لحساب صحيفة باري ماتش وتلفزيون سينيوز أنّ معدل الامتناع بلغ 19 في المئة. ووفقا لبيانات وزارة الداخلية بلغت نسبة الامتناع 20.52 عام 2012.

وبدأ التصويت أمس في الجولة الأولى من سباق انتخابات الرئاسة الفرنسية المحتدم والذي يمثل أهميّة خاصة لمستقبل أوروبا واختبارًا أيضا لمدى استياء الناخبين من المؤسسة السياسية. وتمّت تعبئة أكثر من 50 ألف من رجال الشرطة المدعومين بوحدات قوات خاصة من الأجهزة الأمنية الفرنسية في حالة تأهب قصوى ونظموا دورياّت في الشوارع بعد أقل من ثلاثة أيام على مقتل شرطي بالرصاص وإصابة اثنين آخرين بجروح في شارع الشانزليزيه بوسط باريس.

واتخذ قرابة 47 مليون ناخب قرارهم في ظل إجراءات أمنية مشددة للاختيار من بين مرشح جديد على الساحة السياسية موال لأوروبا يمثل تيار الوسط وآخر محافظ مخضرم تلاحقه الفضائح ويريد خفض الإنفاق العام ومرشح ثالث ينتمي لأقصى اليسار ويشكك في اليورو ومن معجبي الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو ومرشحة تعهدت بغلق الحدود والتخلي عن اليورو في سعيها لكي تصبح أول رئيسة لفرنسا.

ويترقب العالم النتيجة بقلق بوصفها مؤشرا على انحسار أو استمرار تصاعد المد الشعبوي الذي أدى لتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة.

وإيمانويل ماكرون (39 عامًا) المرشح الأوفر حظا في الجولة الأولى وفقا لاستطلاعات الرأي وهو مصرفي سابق ينتمي لتيار الوسط وأسس حزبه قبل عام واحد فقط كما يتوقع أن يتفوق على مرشحة أقصى اليمين زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبان في جولة إعادة بين مرشحين اثنين في السابع من مايو. وسيمثل فوز هذين المرشحين بأكبر نسبتين من التصويت تغييرا جذريا في المشهد السياسي لأنّ الجولة الثانية لن تشمل أي مرشح من الحزبين الرئيسيين اللذين يحكمان فرنسا منذ عقود.

وقال جيروم فوركيه من معهد إيفوب لاستطلاعات الرأي "لن يكون الانقسام تقليديا بين اليسار واليمين بل صداما بين رؤيتين للعالم". لكن فرص المرشح المحافظ فرانسوا فيون تتحسن بعض الشيء بعد أن لاحقته لشهور فضيحة وظائف وهميّة كما ارتفعت نسب تأييد المرشح اليساري جان لوك ميلينشون في الأسابيع القليلة الماضية. ولكل من هؤلاء المرشحين الأربعة فرصة للتأهل لخوض جولة الإعادة.

ويتخلّف المرشحون السبعة الآخرون كثيرًا عن متصدري السباق الأربعة في استطلاعات الرأي ومن بينهم مرشح الحزب الاشتراكي الحاكم بنوا هامون واثنان من مؤيدي فكر الزعيم الماركسي ليون تروتسكي وثلاثة من القوميين وكاهن سابق أصبح نائبًا ينتمي لتيار الوسط.

 

تعليق عبر الفيس بوك