إشادة تؤكد المستقبل المشرق

 

 

على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تواجهها السلطنة منذ التراجع الحاد في أسعار النفط الخام وهبوط إيرادات الدولة من هذا المورد الحيوي، إلا أنّ الجهود الحكومية تتواصل لمواجهة تداعيات هذه الأزمة، والخروج بحلول غير تقليدية واتخاذ إجراءات لتعزيز التنويع الاقتصادي.

ولذلك فإنَّ إشادة البنك الدولي بمراجعة السلطنة للسياسات الاقتصادية وما أسفر عنها من متغيرات جديدة تدعم مناخ الاستثمار وتزيد من عوامل النمو، تؤكد المستقبل المشرق الذي ينتظر اقتصادنا الوطني خلال السنوات القليلة المُقبلة، فالإجراءات الاقتصادية التي أعلنت عنها السلطنة ولا تزال تواصل تنفيذها، ساهمت في فتح الباب أمام رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية واستثمارها في مشروعات واعدة تبشر بتوفير الآلاف من فرص العمل علاوة على الأعمال المساندة التي سيستفيد منها رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

تقرير البنك الدولي المعنون "المرصد الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، توقع أن تؤدي مراجعة السياسات الاقتصادية المشجعة لأنشطة الأعمال مثل قانون تملك الأجانب وقانون الاستثمار الأجنبي المُباشر، إلى زيادة معدلات النمو الاقتصادي، وارتفاع إجمالي الاستثمارات الأجنبية في البلاد.

كما أثنى التقرير على الخطوات الحكومية المتخذة بشأن فرض ضريبة القيمة المضافة، وزيادة ضرائب ورسوم بعض الخدمات الحكومية، وهي إجراءات من شأنها أن تقلص عجز الموازنة العامة للدولة، بما يحقق مزيدا من الاستقرار المالي والاقتصادي.

هذه التوقعات تبرهن الآفاق الاقتصادية الواعدة في السلطنة، خاصة وأن نتائج الإجراءات الاقتصادية لا تكون آنية، بل تستغرق بعض الوقت كي يشعر المواطن بها ويجني ثمارها. وهنا ينبغي الإشارة إلى أن الحكومة تؤكد دوماً أن أي إجراءات اقتصادية لم ولن تمس المواطن البسيط، بل تستهدف في الأساس زيادة قدرة الدولة على دعمه بمختلف الطرق.

النمو الاقتصادي أيضاً كان محور تقرير البنك الدولي؛ حيث يتوقع التقرير ارتفاع معدل النمو الاقتصادي تدريجيًا في السلطنة إلى نحو 3 في المائة بحلول 2019، وهو أمر سيسهم في جذب مزيد من الاستثمارات وتحسين معيشة المواطن.

إنَّ مثل هذه التقارير الدولية وما تقدمه من رؤية اقتصادية موضوعية خير دليل على أنَّ السلطنة ماضية على طريق التنمية المستدامة، وأن الخطط والإجراءات التي يجري تطبيقها على أرض الواقع تحقق النجاح المتوقع، والتي ستُسهم بلا شك في توفير مستوى معيشي أفضل لجميع المواطنين، ومواصلة مسيرة النهضة المباركة، وتجاوز التحديات والعقبات، بروح وثابة إلى الأمام.

تعليق عبر الفيس بوك