بالتاريخ وبأحلام "الريمونتادا".. البارسا يأمل في العودة على حساب اليوفي الشجاع

 

الرؤية- أحمد السلماني

تتوجه أنظار محبي كرة القدم إلى ملعب كامب نو مساء اليوم لمتابعة القمة الأوروبية ومباراة النجوم بين فريقي برشلونة ويوفنتوس في إياب دور الـ 8 لدوري أبطال أوروبا.
الفريق الإسباني تنتظره مهمة صعبة للغاية بعد الخسارة ذهاباً في تورينو بثلاثة أهداف دون رد ويأمل عشاقه في تكرار معجزة دور الـ 16 وتحقيق "ريمونتادا" تاريخية مثلما كان الأمر أمام باريس سان جيرمان بالرغم من امتلاك يوفنتوس لأقوى دفاع في البطولة حتى الآن فيما يحلم جمهور الفريق الإيطالي بتخطي عقبة ميسي ورفاقه ومواصلة الطريق نحو حلم اللقب الأوروبي الغائب منذ 21 عاماً بكل شجاعة بعد الفوز المذهل ذهابا.


يعيش برشلونة أسبوعاً حاسماً على الصعيدين الأوروبي والمحلي بمواجهة يوفنتوس في دوري الأبطال ثم الكلاسيكو أمام الغريم اللدود ريال مدريد في مواجهة قد توضح مسار المنافسة على لقب الليجا الأسبانية بالرغم من شعور جماهير البلوجرانا بالقلق الشديد من المستوى الكارثي للدفاع، أما يوفنتوس فينصب تركيزه بالكامل على المواجهة الأوروبية بعد رفع الفارق محلياً بينه وبين مطارده روما إلى 8 نقاط واقتراب الفريق عملياً من حسم لقب الدوري.

يوفنتوس تلقى ضربة موجعة بخروج نجمه وبطل موقعة الذهاب باولو ديبالا مصاباً خلال لقاء بيسكارا الأخير.

مسؤولة الإعلام بالنادي الإيطالي أوضحت لبعض وسائل الإعلام أن موقف اللاعب لم يحسم في المشاركة من عدمها بالرغم من وجود تفاؤل كبير بقدرة اللاعب على اللحاق باللقاء بعد حصول الفريق على راحة يوم الأحد ووجود يومين آخرين قبل إقامة اللقاء وشددت أن "السيدة العجوز" جاهز للعب في وجود ديبالا من عدمه في ظل امتلاك الفريق لنجوم عديدة.

وعودة إلى "الريمونتادا" فإنّ أحلام مسؤولي برشلونة أو جماهيره وآمالهم في تجاوز ثلاثية السيدة العجوز، جاءت من واقع تجارب أوروبية سبق للبارشا إن عاشها، حيث لم تكن الرباعية التي خسرها ذهاباً في الدور الثمن النهائي على يد نادي باريس سان جيرمان الفرنسي قبل أن يقلب عليه الطاولة في الكامب نو بسداسية هي الحادثة الأولى له في تاريخ مشاركاته القارية.
التاريخ يقول إنه قد سبق لبرشلونة أن خسر في مباريات قارية بثلاثة أهداف نظيفة، إلا أنه على الرغم من ذلك، نجح في التأهل للدور التالي بفضل تمكنه من رد الصاع صاعين على أرضه بـالكامب نو الذي يشهد إنجازاته وقدرته على اكتساح المنافسين مهما كانت أسماؤهم، ومهما كانت انتصاراتهم في مواجهات الذهاب.
ومن اللافت للنظر في هذه السيناريوهات الثلاثة أنها حدثت لبرشلونة في المسابقات القارية الثلاث، والتي حسمت جميعها بركلات الترجيح.
وتعود أول مرة يخسر فيها نادي برشلونة بثلاثية نظيفة في مواجهة الذهاب ثم يرد عليها بأكثر منها في لقاء الإياب، إلى موسم (1977-1978) ضد نادي إيبسويتش تاون الإنجليزي الذي كان يدربه الإنجليزي بوبي روبسون، حيث سقط "البلوجرانا" في إنجلترا بثلاثية نظيفة في الدور الثاني من مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي، إلا أنّ كتيبة المدرب الهولندي رينيس ميتشال وعلى رأسهم الجناح الطائر يوهان كرويف نجحوا في هز الشباك الإنجليزية بثلاثية بفضل يوهان كرويف وكارلوس ريكساش وبيدرو ماريا أرتولا، ليتأهل البارشا بركلات الترجيح
وفي الموسم التالي (1978-1979) وتحديداً في بطولة كأس أبطال كؤوس أوروبا تعرض برشلونة للموقف نفسه، عندما خسر ذهاباً في الدور الثاني من المسابقة أمام اندرلخت البلجيكي بثلاثية نظيفة، لكن نتيجة الإياب في الكامب نو منحت تأشيرة التأهل لنادي برشلونة الذي نجح في هز الشباك البلجيكية بثلاثية ليتعادل الفريقان بمجموع المباراتين، ويحتكمان إلى ركلات الترجيح التي قادت البارشا إلى مواصلة منافسات البطولة .
وفي موسم (1985 -1986) وتحديداً في بطولة دوري أبطال أوروبا، عاد فريق برشلونة ليضع نفسه وجماهيره في موقف حرج، ويضعف من حظوظه في التأهل، عندما خسر في السويد لقاء الذهاب في الدور النصف النهائي أمام فريق جوتبورج بثلاثية نظيفة، ليرد عليه في الكامب نو بالنتيجة ذاتها، ويلجأ الخصمان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لـلأسبان ومنحتهم تأشيرة التأهل للنهائي .
وتؤكد هذه التجارب الكثيرة التي مر بها نادي برشلونة، إنه لا يكترث كثيراً لنتائجه في الذهاب عندما يلعب أولا خارج قواعده، طالما انه يتمتع بإمكانيات فنية كبيرة تجعله قادراً على العودة لأجواء البطولة، وحسم تأهله في موقعة الإياب، وقد يكون ذلك المبرر الوحيد الذي يجعله يخسر ذهاباً بنتائج ثقيلة.

الفرق هذه المرة أنهم يواجهون الطليان وهم أساتذة الدفاع في العالم بل إن اليوفي هو أقوى خط دفاع في البطولة وشاهدنا كيف كانوا منظمين جدا في منطقة عملياتهم ولم يسمحوا لسلاح البارسا الثلاثي MSN باسترجاع النفس أو حتى التركيز بغية تقليص النتيجة، وأكثر من ذلك وجود الحارس العملاق ذو الخبرة الميدانية العالية بوفون والذي تنقصه هذه البطولة فقط بعد أن حقق كل الألقاب باستثناء هذا اللقب الكبير وبالتالي فهو يرى أنه الليلة أمام فرصة تاريخية لتجاوز البارشا والوجود في مربع كبار آوروبا.
في المقابل فإنّ مباراة النجوم ستشهد عودة سيرجيو بوسكيتس لوسط ملعب برشلونة بعد غيابه عن لقاء الذهاب بسبب الإصابة بينما سيغيب على الأرجح خافير ماسكيرانو بداعي الإصابة التي تعرض لها في لقاء الذهاب بالرغم من استكماله اللقاء وقتها فيما يعد ماركو بياتسا هو الغائب الوحيد عن يوفنتوس لو تأكد وجود باولو ديبالا في اللقاء.

تعليق عبر الفيس بوك