صدور كتاب الراقصات على الجمر

 

مسقط - العمانية

صدر مؤخراً كتاب "الراقصات على الجمر"  للكاتبة والشاعرة الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية عن دار الوراق وهو باكورة الإنتاج الفكري والأدبي للمؤلفة في العام الحالي.

"الراقصات على الجمر" وحسب رؤية الكاتبة في مُقدمتها هو عنوان لأحد المقالات في الكتاب الذي يتناول المرأة ذات التوجه الفني الإبداعي في منطقة الخليج العربي وتؤكد الكاتبة أنَّها وجدت أن عنوان ذلك المقال يصلح لكي يستقطب جميع مقالات الكتاب نظرا لكون المرأة الخليجية هي بحد ذاتها امرأة التغيرات الكبرى كما تقول الأديبة ظبية خميس وهي بعمومها – أي المرأة الخليجية -  في حالة اغترابية نتيجة لما وقع عليها من متغيرات جراء الطفرة النفطية والتحولات المجتمعية المصاحبة وخروجها من بوتقة الجهل والأمية وسطوة العادات والأعراف التي تحرم عليها كثيرا من الحقوق التي منحها إياها الدين.

 وبقراءة متأنية لمحتوى الكتاب ووفق نظرة الكاتبة فإن "في خليجنا واهب اللؤلؤ والمحار.. ينثر الخليج من هباته الكثير.. وتظهر الدانات وما إن نفرح بها حتى تختفي، وهناك دوما مبرر للآتي اختفين لعدم طرح الفرص والتشجيع الكافي أمامهن.. (وبطبيعة الحال فإن وصف المرأة الخليجية بلفظ الدانات لم يكن وصفًا عابرًا للكاتبة وإنما هي حقيقة المرأة حيث إنها دوماً غالية المعنى والمعاني).

 وتتساءل الكاتبة: لماذا تظهر عشرات الأسماء من الكاتبات ويتحملن في البدء مرارة اللسعة الأولى من قبل الأهل أو الزوج أو المجتمع؟، ثم فجأة يذهبن مع الريح وكأنهن لم يكنَّ شيئًا مذكورا، وهذه آفة من آفات المسيرة الأدبية النسائية في الخليج بشكل عام.

 وترى الدكتورة سعيدة أنَّ الاستمرارية أهم من البدء وتطور الموهبة - أهم من الاستمرارية التي تظل تراوح مكانها فكم من مبدعة ظلَّت كما هي لم يتغير فيها إلا صورة وجهها بفعل تراكمات الزمن وترى لماذا هذه الانسحابات والتراجعات ولماذا هذا الجمود؟ هل لأنّ الموهبة لم تكن أصيلة في الكاتبة؟ وبالتالي لم تتحمل تبعات الجهد والإرهاق ولم تستطع دفع ضريبة هذه الموهبة - وهي بلا شك ضريبة كبيرة- خاصة على المرأة .. أم لأنَّ الإبداع والثقافة ليس همّا حقيقياً يشغل الكاتبة وكان الأمر مجرد نزق إعلامي للظهور والشهرة؟ أي أنَّ الدخول للمجال الثقافي كان لهن فيه مآرب أخرى كعصا موسى.

 

تعليق عبر الفيس بوك