أفكار للبناء والتنمية

 

 

يحفل المشهد الاقتصادي في السلطنة بالعديد من المُنتديات والمؤتمرات المعنية بالشأن الاقتصادي ودعم جهود الاستثمار بالبلاد من خلال توفير الظروف الملائمة وتجاوز التحديات والقضاء على السلبيات، ومن بين أبرز الفعاليات الاقتصادية التي تشهدها السلطنة منذ 6 سنوات، منتدى الرؤية الاقتصادي، وهو واحد من أهم المُنتديات الاقتصادية التي تنعقد في السلطنة، وتنظمه جريدة الرؤية.

منتدى الرؤية الاقتصادي هذا العام قرر طرح قضية ربما لم تشهدها المنتديات والمؤتمرات التي عُقدت في الأونة الأخيرة؛ حيث سيناقش المنتدى في دورته السادسة "عمان واقتصاد المُستقبل"، وهي قضية تندرج تحت مظلة "التنبؤ الاقتصادي"، وهو فرع معرفي بارز في العلوم الاقتصادية، يستهدف بالأساس استكشاف الفرص المستقبلية في القطاعات المختلفة، والتي ستقود مرحلة النمو خلال العقود المقبلة.

ولا شك أنَّ اقتصاد السلطنة يمضي قدمًا في توجهاته الإصلاحية الرامية إلى توظيف كافة الفرص المتاحة لتحقيق الانطلاقة الاقتصادية التي تنقل عمان من مرحلة الاقتصاد الريعي القائم على الاستفادة بصورة كلية فقط من عوائد مبيعات النفط ومشتقاته، إلى مرحلة التنويع الاقتصادي التي تستند على عدم الاعتماد على مصدر واحد للدخل، وتحقيق التنويع الاقتصادي من خلال التركيز على عددٍ من القطاعات التنموية التي تدر عوائد إيجابية على الاقتصاد الوطني، في صورة وظائف للباحثين عن عمل، وفرص استثمار واعدة تدفع عجلة النمو إلى الأمام.

المنتدى الاقتصادي الذي تحرص جريدة الرُّؤية على تنظيمه سنويا منذ العام 2012، يشهد دوماً الخروج بحزمة من التوصيات التي ترسم خارطة طريق تضع الأسس الكفيلة بكيفية الاستفادة من الأفكار البناءة التي طرحها بيان المنتدى أو أوراق العمل، فضلاً عن مخرجات الجلسات النقاشية، التي تمثل ذورة أحداث المنتدى، بفضل ما تتيحه من مجال حُر للمشاركين من الجمهور لمحاورة ومناقشة الخبراء حول ما تضمنته أوراق العمل، ومن ثم إعادة صياغة هذه الأفكار في صورة توصيات قابلة للتنفيذ.

إن منتدى الرؤية الاقتصادي ينعقد هذا العام وجميع المشاركين فيه والقائمين عليه يأملون في الخروج برؤية استشرافية تحدد بصورة واضحة معالم طريق الاقتصادي العماني نحو المستقبل، وتضيء لصُنَّاع القرار مصابيح الفكر المُشارك في عملية البناء والتنمية، بغية مواصلة مسيرة النهضة المباركة سنوات وسنوات..

تعليق عبر الفيس بوك