أولياء الأمور يطالبون بزيادة فترة الإعداد بهدف جني المزيد من الألقاب في النسخ المقبلة

مسؤولون: فوز طلاب السلطنة بـ 9 ميداليات في "أولمبياد الرياضيات والفيزياء" الخليجي تأكيد للتميز العماني

 

 

 

صور- حمد العلوي

حققت السلطنة إنجازا علميا في أولمبياد الرياضيات والفيزياء الخليجي والذي استضافته المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 2-5 أبريل الجاري، تحت إشراف مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية؛ حيث حصد طلاب وطالبات السلطنة 9 ميداليات فضية وبرونزية، وتمكن طلاب تعليمية جنوب الشرقية من إحراز ثلاث ميداليات برونزية في الفيزياء والرياضيات؛ حيث نال الطالب مرشد الراشدي من مدرسة قتيبة بن مسلم للتعليم الأساسي الميدالية البرونزية في الفيزياء، فيما حققت كل من الطالبة جمانة الراسبية والطالبة رحاب الحكمانية من مدرسة الوافي للتعليم الأساسي الميدالية البرونزية في الرياضيات.

وحول هذا الإنجاز الذي حققه طلاب تعليمية جنوب الشرقية، تحدث الدكتور ناصر بن عبدالله بن سالم العبري مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الشرقية مباركا بهذا الإنجاز العلمي الذي حققه طلاب المحافظة، مقدما تهانيه لأسر الطلاب ولإدارات المدارس والمعلمين والمعلمات والمشرفين، ومثمنا الجهود التي بذلت والتي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز الذي شرف المحافظة. وقال العبري إن ما تميز به طلابنا بشكل عام هو روح المنافسة والمسؤولية والسمعة الطيبة وحماسهم نحو تمثيل السلطنة وتحقيق النتائج المشرفة الطيبة للسلطنة بشكل عام فكانوا عند حسن الظن وشرّفوا المحافظة خير تشريف.

انطباعات الطلبة

وقال الطالب مرشد بن خادم الراشدي بمدرسة قتيبة بن مسلم للتعليم الأساسي والحائز على برونزية الفيزياء: "لله الحمد والشكر على ما وصلنا إليه؛ حيث كانت المشاركة في المحفل الخليجي وسام فخر للجميع، ومشاركتي في المسابقة أفادتني كثيرا من جميع النواحي، سواء حصلت على مركز ام لم أحصل، فقد كانت الفوائد التي اكسبتها شاملة لنواحي عديدة". وأضاف أنه على المستوى الاجتماعيا تعرف على ثقافات مختلفة من المشاركين من جميع دول الخليج ما ساهم في تنمية مهارته في التفاعل والتواصل مع الآخرين. وتابع: "أمّا من الناحية النفسية فكوني أشارك لأول مرة بمسابقة بهذا النطاق الكبير فقد تعرضت للعديد من التحديات والضغوط التي تواجه المتنافسين، لكن بفضل الله ثم جهود المعلمين الأكارم تمكنت من التغلب عليها، وأنا على استعداد للتعامل معها في الفرص الأخرى مستقبلا، غير أن أهم جوانب الاستفادة فيتمثل في الجانب الثقافي؛ حيث توسعت معارفي ومداركي وأصبحت على دراية بما وصل إليه العالم من تقدم في مجالات العلوم المختلفة ولذلك أطمح للمزيد".

وأوضح الراشدي أن للمدرسة والمشرفين الدور العظيم لما أسهموا به في تهيئة المشاركين من الجانبين النفسي والعلمي؛ حيث خضعت لتدريب مكثف في المدرسة من قبل المشرفين، أما نفسيا فقد شجعونا وأنقذونا من حفر اليأس والتشاؤم إلى الصعود فوق قمم الثقة بالنفس، مما كان له الأثر الكبير في نفوسنا قبل خضوعنا للاختبار هذا وغيره الكثير من الجهود المبذولة من قبلهم ففوزنا في نظري لا يكفي لرد جميلهم".

وعن أبرز التحديات، قال الراشدي إن أبرز التحديات التي واجهتني طوال فترة مشاركتي في المسابقة مشاعر القلق وعدم الثقة بالنفس، وصعوبة الضغوط، إضافة إلى المادة العلمية الواسعة مع قصر الوقت، لكني استطعت بنجاح أن اتجاوز هذه التحديات.

وقالت الطالبة جُمانة بنت محمد الراسبية بمدرسة الوافي للتعليم الأساسي الحائزة على البرونزية في الرياضيات إن المسابقات المنظمة من قِبل مكتب التربية العربي مهمة تهدف لرفعة مستوى الطلبة والطالبات والرقي بمستوياتهم الفكرية والعلمية وتخلق روح التنافس والتحدي وتدفعهم لإثبات ذواتهم والسّمو بأوطانهم؛ فالمسابقة فرصة عظيمة للطلاب لتمثيل دولهم والحصول على ميداليات على مستوى الخليج، تثبت أنهم أكفاء. وتابعت: "من خلال ذلك مشاركتي اكتسبت مهارات عديدة وطرق تفكير وقدرات عُليا لحل مسائل أولمبياد بمستويات جامعية من اعداد أساتذة اللجنة الأكاديمية العالمية إضافة إلى بث روح المنافسة والإصرار والتحدي لتحقيق ما نرتَجيه وتبادل خبرات ومعارِف مع طلبة الدول الأعضاء الشقيقة".

وأشارت الراسبية إلى أن الطلاب المشاركون حظوا بوافر الاهتمام من قِبل المدرسة إدارةً ومعلمات وطالبات وكذلك المشرفين المختصين بالأولمبياد، فكان لهم الدور العظيم في تعزيزنا وإعدادنا عِلميا ومعنويا لمنافسة طلبة الدول المشاركة. وذكرت أن من أبرز التحديات التي واجهتها، كثافة المتطلبات العلمية، رغم أنها في حد ذاتها لا تعد تحديا، وإنما ضيق الوقت في فترات التدريب جعلتها تحديًا، واجهناها بتنظيم الوقت وتضافر الجهود وتكاتفها لتحقيق ما نصْبو إليه، فبفضل من الله ومنة حصلت على ميدالية برونزية كانت حصاد إنجاز يسطر مسيرة الأولمبياد.

وتشاركها الرأي الطالبة رحاب بنت سالم بن راشد محمد الحكمانية من مدرسة الوافي للتعليم الأساسي الحائزة على الميدالية البرونزية في الرياضيات وقالت إن المشاركة فرصة مناسبة لأثبت ذاتي ولأكون ممثلة لبلدي عمان وامنحها لقب الأفضل دائما، لأنها تستحق، مشيرة إلى أن الأولمبياد مسابقة رائعة في التنافس على المراتب الأولى أمام الدول الأخرى، كما أنها طريق للوصول للقمة ولدفع الآخرين للعمل بجهد، حين يرون من هم من دول أخرى يبذلون جهدهم لأن كل إنسان بطبيعته يحب المنافسة الشريفة المبنية على مبادئ وأسس راقية.

وأضافت أن الفوز لا يأتي على طبق من ذهب، بل يجب علينا أن نجد ونجتهد للوصول إليه وأنه يجب علينا أن نمارس ما نحب لننجح فيه وأنه رغم كل شيء يجب علينا أن نثق بالله فالله سبحانه وتعالى لا يضيع عمل أي إنسان وأنّه يجب علينا أن نتقبل النتائج مهما كانت ما دمنا بذلنا قصارى جهدنا وأن ننظر للآخرين بنظرة إيجابية حيث أن جميع الطلاب من الدول الأخرى كانوا لطفاء وأن الفوز جميل جدا وشعور رائع لا يوصف وخاصة إذا كان الفوز لدولتنا الحبيبة سلطنة عُمان.

وتابعت القول إن للمدرسة دورا كبيرا جدا؛ حيث أنهم ساعدونا ماديا ومعنويا، واستلمنا هدايا تحفيزية على كل تقدم نحققه، كما وفروا كل متطلبات التدريب من كتب ومراجع وأساتذة، فلولاهم لما كنا قد حصدنا هذا القدر من المادة العلمية التي تأهلنا بها للمشاركة في أولمبياد الرياضيات الخليجي. وأكدت أن أصعب التحديات تمثلت في تأخر فترة التدريب؛ حيث كان ضيق الوقت سببا في جعلنا لا نشمل كل مجالات الرياضيات، ولا نمر بالمزيد من المسائل التي تحوي أفكار قد تساعدنا في حل المسائل المعقدة، وبرأيي هذا التحدي لا يمكن تداركه حيث إنّه عبارة عن أمر تراكمي يجب حله من البداية.

وترى الحكمانية أن تدريب طلبة الأولمبياد خلال الإجازات الفصلية أو الصيفية مهم للغاية، كي لتفادي الضغط عليهم أيام الدراسة، موجهة الشكر الجزيل إلى الأستاذة نافجة الراسبية مديرة مدرسة الوافي للتعليم الأساسي، لحضورها التدريب معهم قبل الذهاب للرياض، وهو ما يمثل تحفيزا كبيرا.

وقال علي بن محمد الهاشمي مدير مدرسة قتيبة بن مسلم للتعليم الأساسي إن ادارة المدرسة ومعلميها اهتمت بالطالب مرشد الراشدي منذ الصف العاشر؛ حيث تشكفت ملامح تفوقه وتميزه في الجانب التحصيلي، وتم توجيه المعلمين بضرورة رعاية الطالب والاهتمام به منذ بداية العام الدراسي وتشجيعه بشكل مستمر، وهذا مما أدى إلى تفوقه في الصف الحادي عشر، لذلك اختير الطالب للمنافسة في مسابقة أولمبياد الفيزياء لجدارته وكان لدينا الثقة التامة بأنه سوف يجتاز هذه المنافسات وكان بالفعل حقق الجدارة والتفوق.

وأضاف أن ما قدمته المدرسة للطالب بعد تأهله في التصفيات الأولى على مستوى المحافظة يشمل اعداد برنامج تدريبي ينقسم الى مرحلتين في الفترة الصباحية والمسائية وذلك بالتعاون مع مشرفي المادة في مكتب الاشراف التربوي بجلان وقد شمل الجانب النظري والتطبيقي حول أساسيات مادة الفيزياء والمستجدات العلمية الحديثة وتم تكريم الطالب وولي أمره بعد فوزه في التصفيات الأولى باستضافة سعيد بن ناصر المرهوبي رئيس مجلس الآباء بالمدرسة فكل الشكر والتقدير لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز من إداريين ومعلمين وطلابا والشكر موصول لأولياء الأمور الذين كانوا لنا سندا وعونا وللمشرفين وللمديرية العامة للتربية والتعليم بجنوب الشرقية خصوصا ووزارة التربية والتعليم واللجان المنظمة فبوركت كل الجهود.

وأوضح المعلم علي السيد (معلم الفيزياء) أنّ الطالب مرشد الراشدي كان متميزا في كافة الجوانب وبادرنا في مشاركته في هذه المسابقة العلمية مع مشورة المعلمين: المعلم الأول عامر مبارك الهاشمي وسلطان الحارثي؛ حيث تم تدريبه وتأهيله للمسابقة وتوفير الكتب والمراجع في الفيزياء، وقد حقق الأول على مستوى المحافظة وتوجه إلى مسقط للتدريب وكان منافسا زملاءه المشاركين في حل المسائل وبفضل الله واجتهاده ومثابرته تأهل وكان من الأوائل على مستوى السلطنة ومن ثم لخوض في أولمبياد الفيزياء في الرياض وحقق البرونزية. من جهته، قال المعلم سلطان بن أحمد الحارثي معلم مادة الفيزياء إنّه بعد تأهل الطالب ضمن خمسة عشر طالبا على مستوى السلطنة تمت مرافقته في ورشة تدريبية نظمتها الوزارة، وخلال هذه الورشة تعرفنا على نقاط القوة والضعف لدى الطالب للوقوف عليها فيما بعد وأيضا خلال هذه الفترة طالبنا أعضاء التقويم في الوزارة بتزويدنا بنماذج سابقة للأولمبياد لكي يتعرف الطالب على نوعية الأسئلة بعدها تم تنفيذ اختبار لاختيار اربعة طلاب لتمثيل السلطنة واستطاع الطالب مرشد الراشدي الحصول على المركز الأول.

وقالت نافجة بنت ناصر الراسبية مديرة مدرسة الوافي للتعليم الأساسي: إن تألق جمانة ورحاب كان حصاد ولي أمر حريص ومعلمةٍ مجيدة وطالبة لاتكل عزيمتها ولا تفتر، وكانت النتيجة مبهرة؛ حيث إن الطالبتين تميزتا بالخلق الرفيع والاجتهاد المتواصل والسعي إلى القمة منذ الصفوف الدراسية الأولى وواصلن مشوار الإجادة ليتوجنه بالبرونزيه ولايكتفين بذلك وكلي ثقة بأننا سنسمع المزيد عن إنجازتهن مستقبلا. وتابعت: "انتهز الفرصة لأثني على جهود معلمات المدرسة فهنّ دائما وسام شرفٍ ذهبيٍ أتقلده يوميا في طابور الصباح وفي الحصص الدراسية بل في كل لحظة. فليطبن نفسا بما حققته بناتهن وأملي بالله أن تكون جمانة ورحاب أول الغيث ولا ننس شكر مؤسسات المجتمع المحلي التي باركت حفل تكريم الطالبتين في المدرسة بإسهامات متنوعة من رحلات عمرة وليالٍ ترفيهية وهدايا عينية".

وقالت فاطمة بنت سالم الهاشمية معلمة رياضيات: "الحمد لله الذي منّ علينا بمبدعتين رائعتين رفعا اسم عماننا الحبيبة فالفرحة لا تسعني لأعبر عما يجول بخاطري ولكنني أكنُ لهن كل الشكر والامتنان وأدعو الله تعالى لهما دائما ان يديم النجاح والتوفيق في دروبهما".

فيما قال محمد بن راشد الراسبي (ولي أمر): إن سفري للرياض مرافقا لابنتي جمانة كان بهدف الوقوف بجانبها لتشجيعها ومساندتها والإرشاد والتعزيز النفسي، أما شعورنا بفوز جمانة فهو شعور فخر واعتزاز لأنها مثلت السلطنة وحققت إنجازا يسجل ويحسب لتطور مسيرة التعليم بالسلطنة وسط منافسة شديدة من الأشقاء بالدول الخليجية الذين استعدوا مبكرا للمنافسة بشهور". وأضاف: "توصياتنا للمسؤولين تتمثل في الاستعداد المبكر لهذه المسابقة السنوية والمعروفة مسبقا لديهم في تأهيل وتدريب الطلبة المشاركين وإعدادهم بخطة تدريبية تتخطى المنافسة على مستوى المجلس إلى العالمية، وكذلك الاهتمام بأصحاب الإنجازات بصفتهم مبدعين ويستثمرون فيهم التعليم بصفة خاصة ومميزة في مراحل التعليم العالي، وإعداد مدربين في كل المحافظات من كوادر التدريس حتى يسهل تدريب وتعليم المتأهلين في مثل هذه المنافسات". واختتم حديثه بتقديم الشكر للأساتذة المرافقين للطلاب في المسابقة، على ما بذلوه من جهد في تدريب وتعليم هذه الكوكبة من الطلبة مما أثمر عن حصول السلطنة على 9 ميداليات.

تعليق عبر الفيس بوك