برنامج دولي لدراسة أوضاع 87 نوعًا من الطيور المائية في شبه جزيرة بر الحكمان


مسقط – الرؤية

خلُصت دراسة أجرتها مؤسسة "وتلاندز إنترناشيونال" إلى أن شبه جزيرة بر الحكمان موطنٌ لحوالي 87 نوعًا مختلفًا من الطيور المائية والتي يصل عددها إلى أكثر من نصف مليون طائر.  وجاء تنفيذ الدراسة في شبه جزيرة بر الحكمان عن طريق مؤسسة "وتلاندز إنترناشيونال" وبدعم من شركة شل للتنمية – عمان كجزء من التزام الشركة اتجاه دعم مبادرات الحفاظ على البيئة في السلطنة. وتوصلت هذه الدراسة إلى نتائج مهمة جدًا وذات معلومات قيّمة، بما يؤكد مرةً أخرى على الأهمية الفريدة لهذه المنطقة الساحلية القريبة من جزيرة مصيرة التي تستقطب العديد من الطيور المائية إليها من حول العالم.
"وتلاندز إنترناشيونال" هي مؤسسة عالمية غير ربحيّة تكرس أنشطتها لصون ورعاية الأراضي الساحلية، وهي أحد الشركاء الاستراتيجيين في مجال البيئة لشركة شل عالميا والتي تشارك بخبراتها في مجالات متنوعة مثل التنوع البيئي للمساعدة في تحسين أداء شركة شل.
وأظهرت الدراسة لعام 2017 أن الطيور الخوّاضة في الماء مثل طائر الكروان المائي وطائر زقزاق الرمل الصغير تشكل أكبر مجموعة من الأنواع الموجودة في شبه جزيرة بر الحكمان، تليها طيور الغاق والبلشون والفلامينجو. وقد قام فريق الدراسة بتعداد عدد مذهل من طيور الكروان المائي وصل عددها إلى 136،359 طائرا، بينما بلغ عدد طيور زقزاق الرمل الصغير 104،385 طائرا وذلك خلال فترة الدراسة.
وأشار فريق الخبراء من مؤسسة "وتلاندز إنترناشيونال" أيضًا إلى وجود عدد أكبر من طيور النحّام الكبير " Greater Flamingos" التي تظهر بالمقارنة مع أعدادها في السنوات السابقة إلى تزايدها المستمر مع مرور الوقت. وفي المقابل، تناقصت أعداد طيور البقويقة مخططة الذيل " Bar-tailed Godwits". ومن الجدير بالذكر أن معظم الطيور المهاجرة تأتي إلى شبه جزيرة بر الحكمان من مناطق التكاثر الشمالية البعيدة مثل أوروبا الشمالية وحتى الشرق الأقصى الروسي.
وقد تم عرض ومشاركة النتائج مؤخرًا خلال ورشة فنية مشتركة نظمتها شركة شل للتنمية - عُمان وحضرها ممثلون عن وزارة البيئة والشؤون المناخية، وجمعية البيئة العمانية، وشركة تنمية نفط عمان، وشركة شل العمانية للتسويق، بالإضافة إلى بعض الجماعات والأفراد المهتمين بهذا الجانب في السلطنة.
وقد عززت نتائج الدراسة لعام 2017 الأهمية العالمية لشبه جزيرة بر الحكمان، وهي أكبر منطقة مد بحري من مناطق الأراضي الساحلية الرطبة بالسلطنة، وواحدة من أهم محطات الوقوف في الشرق الأوسط بالنسبة لهجرة الطيور المائية. ويُعرف الموقع باسم منطقة الطيور المهمة " Important Bird Area (IBA) " وفقًا لمؤسسة بيرد لايف الدولية، وهي منطقة مؤهلة لتكون كأحد مواقع "رامسار" – أيْ الأراضي الرطبة الساحلية التي يتم الاعتراف بها كمواقع ذات أهمية دولية.
وقال وارد هاجميجر، رئيس قسم الأعمال والنظم البيئية لمؤسسة وتلاندز إنترناشيونال: "من خلال الدراسات الاستقصائية التي أجريناها في عام 2016 وعام 2017 بدعم من شركة شل للتنمية عُمان، أثبتت مؤسسة وتلاندز إنترناشيونال أن شبه جزيرة بر الحكمان هي موقع مهم للغاية للطيور المائية. وبناءً على ذلك، صدر قرار وزارة البيئة والشؤون المناخية في سلطنة عُمان لاقتراح ضم هذه الأراضي الرطبة الساحلية لتكون ضمن مواقع رامسار العالمية."
وأضاف هاجميجر: " "في عام 2017، وبدعم من شركة شل للتنمية عُمان، قمنا بتوسيع فهمنا لكيفية استخدام الطيور لهذا الموقع، بما في ذلك المكان الذي يتركز فيه وجود السبخة، أي سهول الملح التي تعتبر نموذجية جدًا في المنطقة، خلال المد العالي. تعتبر هذه المعلومات ذات أهمية كبيرة للغاية للإدارة المستدامة والحفاظ على شبه جزيرة بر الحكمان."
وعلى الرغم من أهميتها العالمية، لا يزال يُعرف القليل نسبيًا عن شبه جزيرة بر الحكمان من حيث كونها منطقة نظام بيئي للطيور المائية والأنواع البحرية والبرية الأخرى التي تعتمد عليها على مدار السنة. وتهدف الدراسة إلى ضمان توفير أحدث وآخر المعلومات حول الطيور المائية لدعم جهود الحفاظ عليها في جميع أنحاء العالم، وتعزيز إجراءات الحفاظ الفعالة التي يتعين اتخاذها في المواقع ذات الأهمية الكبيرة في جميع مسارات هجرة الطيور في العالم.
وقال كريس بريز، المدير العام ورئيس شركة شل في عُمان: "تفخر شركة شل للتنمية عُمان بالعمل بشكل وثيق مع مؤسسة وتلاندز إنترناشيونال والمساهمة في تحسين فهم طبيعة البيئة في شبه جزيرة بر الحكمان. وتوفر الدراسة التي أجرتها مؤخرًا مؤسسة وتلاندز إنترناشيونال مصدرًا حيويًا آخر للمعلومات من أجل المحافظة على هذه المنطقة الفريدة ورعايتها. كما أننا فخورون أيضًا بمساهمتنا الإيجابية في تحسين فهم البيئة الغنية في شبه جزيرة بر الحكمان.

 

تعليق عبر الفيس بوك