خاص - روادنا
الشغف بالفنون الحرفية وخاصة المشغولات الفنية اليدوية، كان دافعاً كافياً لكل من أميمة وإيمان الحارثي للبدء في مشروع عالم فن الورق، الذي بدأ بسيطاً عام 2012 كهواية شخصية تُمارس في المنزل ثم انطلق إلى آفاق أوسع وحظي بردود أفعال جيدة، وتحول إلى مكان ينشر في بيئته مختلف أنواع الفنون.
فكرة المشروع عبارة عن مركز للفنون والحرف يهدف لنشر ثقافة العمل الفني الحرفي واليدوي وإدخال مجالات جديدة وخارجة عن المألوف، ومن أهداف المركز إبراز دور الفنون في تنمية مخيلة أطفالنا من خلال خلق هوايات جديدة ومُمتعة، كما يخدم المركز فئة كبيرة من صاحبات المشاريع المنزلية الصغيرة اللاتي يعملن في مجالات فنية حرفية مشابهة من خلال تدريبهن وتوفير الأدوات الفنية المناسبة لأعمالهن وبالتالي تحسين دخل الأسرة.
وتقول الأختان إنّ المركز يقدم خدمات منوعة منها عرض وبيع الأدوات والخامات الفنية المختلفة عن الموجودة في السوق المحلي من أدوات ومواد خاصة بفنون ممتعة كالسكراببوكينج والديكوباج وفن لف الورق وفن الميكسدميديا وغيرها، كما ينظم المركز ورشاً ودورات فنية لتعليم مثل هذه الفنون للأطفال وللهواة وأصحاب المشاريع المنزلية التي تعمل بهذا المجال، بالإضافة إلى ذلك، يلبي المركز رغبات محبي التميز بقطع فنية مصنوعة بدقة وعناية لهم خصيصاً.
وكأيّ صاحبات مشروع طموح واجهت أميمة وإيمان بعض الصعوبات وأهمها الموازنة بين المسؤوليات الأسرية والمهنية وبين العمل الحُر فهما ضمن الأمهات العاملات، مثل الكثير من العمانيات اللواتي يواصلن نجاحهن بقوة، وهنا يأتي السؤال التقليدي.. عن كيفية النجاح في كل هذه الالتزامات، الا أن كل منهما استطاعت تجاوز هذه الصعوبات بالتطور التدريجي المحسوب -حسب تعبيرهما-حتى صار الأمر متوازناً بين مختلف الالتزامات سواء الأسرية أو العملية، خاصة وأن التقدم في بناء وتطوير المشروع كان يتم بشكل تدريجي وتتزايد الالتزامات بمرور الوقت، ولهذا تشعر كل منهما بالفخر بأنها استطاعت تحقيق النجاح في كل التحديات المهنية أو العائلية .
الخطوة القادمة في ريادة الأعمال بالنسبة لإيمان وأميمة هي المُضي قدماً في تطوير المركز الذي يرين أنَّه لازال في مرحلته التأسيسية ولم يصل إلى حجم الطموح، ولهذا يجري العمل الآن بجد واجتهاد من أجل توسعة نطاق الخدمات وتنويع المُنتجات والدخول في مشاريع مشتركة مع بعض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة .
وحسب رأيهما فإنّ رائدات الأعمال في السلطنة يعشن عصرهن الذهبي في هذه الفترة، مع استمرار الدعم الذي توليه حكومة السلطنة لريادة الأعمال وهو مهم جداً وفعَّال، وقد انعكس ذلك إيجابا على وضع السوق المحلي فتنوعت الخيارات وظهرت العديد من الشركات الشبابية التي تخدم مجالات جديدة ومستحدثة، ونتائج الاهتمام واضحة فيما نراه من المشاريع الصاعدة التي ستشكل قريباً ركيزة مهمة من ركائز الاقتصاد الوطني.