قضى طفولته بين حقول النفط وحقق حلمه بتأسيس شركة واعدة في القطاع

المهري: دعم "الرفد" عزَّز قدرة "بيربا" على منافسة الشركات الكبيرة في مناقصات صيانة مضخات النفط

روادنا- راشد البلوشي

في طفولته، شاهد مُبارك المهري عملية استخراج النَّفط من قريته محويس التي تقع بين حقل مرمول وحقل هرويل بولاية شليم بمُحافظة ظفار، والتي تعدُّ من أغنى ولايات السلطنة بالمخزون النفطي. وكل صباح أثناء ذهابه إلى المدرسة، كان يُشاهد مضخات النفط التي لا تبعد عن منزله سوى بضعة أمتار، وعند عودته يرى المضخات تعمل دون توقف. ولم يكُن مُبارك يعلم أنَّه سيأتي يوم ويصبح واحداً ممن يُسهمون في هذا المجال وتكون لديه شركة يُديرها بنفسه، في ظل وجود أكثر من 4000 مضخة نفط وعدد كبير من الأنابيب والمضخات النفطية تعمل في محيطه.

ويقول مُبارك المهري صاحب شركة بيربا الممولة من صندوق الرفد: فتحت عيني على الدنيا أرى زحام المضخات من حولنا، وكان حلمي أن أعرف ماذا تفعل هذه المضخة، ومع مرور الوقت فهمنا وعرفنا دور المضخة في إنتاج النفط. وتدور عجلة الزمان بنا حتى وصلنا إلى مرحلة استطعتُ خلالها أنْ أفهم ما يدور في قريتي من حراك اقتصادي، وأكملت دراستي الثانوية ودرست في أحد معاهد شركة تنمية نفط عُمان في إدارة الأعمال.
ويضيف صاحب شركة بيربا الممولة من صندوق الرفد: عُدت بذاكرتي إلى تلك الأيام التي اختزنتها في ذكريات الطفولة وتلك الآلات التي تستخرج النفط من باطن الأرض، وحدثت نفسي قائلاً: لماذا لا أكون جزءا من هذا المجتمع النفطي، وأسهم فيه مستغلاً بذلك خبراتي العملية التي حصلت عليها من أعمالي السابقة. وبدأت في إنشاء شركة أطلقتُ عليها (Berba) بيربا متخصصة في مجال المضخات النفطية وتتخصص في صيانة مضخات النفط، التي باتت من شركات المجتمع المحلي الرائدة في مناطق الامتياز، وتركز عملنا على صيانة المضخة وتشحيمها وتبديل القطع القديمة وتشغيلها لضخ النفط بعد أن استلمت المشروع الأوَّل في أبريل من 2014 تحت إدارة شركة الصناعات العربية، ومن مهامها صيانة مضخات النفط وتغيير معدات الضخ وأعمال الصيانة الدورية والسنوية وكل 4 سنوات لمضخات النفط، إلى جانب تشحيم المضخات التي تساعد على ضخ النفط.

ويتابع المهري: بدأ الحلم يكبر أمامي وحصلت الشركة على شهادة الآيزو في تخصصها، وأصبحت  BERBA من الشركات الرائدة في صيانة مضخات النفط، وأصبح العائد من المشروع مجزيًا جدًّا. وأحلم في يوم من الأيام أن أكون المقاول الرئيسي في تنمية نفط عمان في مجال صيانة المضخات، وأن أكون مهندس مضخات نفط بعد مواصلة دراستي، وأشعر حالياً بالراحة النفسية حينما حققت هدفي بعد أن بدأت من الصفر.

وكان لصندوق الرفد الدور المحوري في دعم الشركة من خلال التمويل؛ لذلك يوجه المهري الشكر والتقدير إلى الصندوق والشركات النفطية التي كان لها الدور البارز في دعمه للدخول في المُنافسة، خاصة شركة تنمية نفط عمان وشركة جنرال إلكتريك (GE OIL & GAS) لدعمها المتواصل لشركات المجتمع المحلي.

ويُضيف المهري: من خلال خبراتي ومؤهلاتي تمكنت من منافسة الشركات الكبرى في مجال صيانة مضخات النفط، باعتباري صاحبَ إحدى شركات المجتمع المحلي مما يؤهلني لدخول المناقصات. ويختتم المهري بقوله: نسعى من خلال تعميق العلاقات العامة مع الحكومة إلى الارتقاء بالعمل في مجال صيانة المضخات النفطية، ويكون لنا موقع مرموق وسط الشركات الكبرى التي تعنى بشؤون النفط، كما نستهدف تحقيق أكبر نسبة من عمليات التعمين في الشركة، وقد تمَّ تعيين 17 عمانياً بالفعل من إجمالي 46 موظفاً بالشركة، وهم من ذوي الكفاءة في مجال الصيانة بعد تأهيلهم وتدريبهم في معاهد متخصصة في شركات نفطية.

تعليق عبر الفيس بوك