فلسطين.. قضية العرب الأولى

خيرا فعلت القمة العربية التي اختتمت أعمالها أمس في البحر الميت بالأردن، عندما أكد البيان الختامي لها على "مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، وإعادة تأكيد حق دولة فلسطين بالسيادة على كل الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ومجالها الجوي، ومياهها الإقليمية، وحدودها مع دول الجوار".
ويأتي هذا التأكيد في وقت تتحدث فيه دولة الاحتلال عن عدم تأييدها لحل الدولتين، وهو ما يعني استمرار حالة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، علاوة على إشارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنّه لا يمانع قيام دولة واحدة، وهي الخطوة التي لاقت اعتراضات واسعة وتنديدا شعبيا كبيرا، إذ يعد ذلك انتكاسة غير مسبوقة لتعهدات الإدارات الأمريكية بشأن السلام في الشرق الأوسط، وبخاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشدد "إعلان عَمّان" على "تمسُّك والتزام الدول العربية بمبادرة السلام، كما طُرحت في قمة بيروت عام 2002، وعلى أنّ السلام العادل والشامل خيار استراتيجي، وأنّ الشرط المسبق لتحقيقه هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت في العام 1967، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرّف، بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المُستقلة كاملة السيادة، وإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين".
لا شك أنّ مثل هذه العبارات القوية تعكس الإرادة الحقيقية بداخل القادة والزعماء العرب ورغبتهم الصادقة في حل القضيّة الفلسطينية، لكن البيانات والتصريحات شديدة اللهجة لن تصنع السلام المنشود، ولن تعيد الحقوق المغتصبة، بل إنّ الإجراءات والتحركات من جانب الدول العربية هي الكفيلة ببلوغ الأهداف المنشودة، وذلك من خلال مواصلة الضغط على الدول الفاعلة في هذا الملف، لاسيما الولايات المتحدة، وكذلك دعوة المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن، لتنفيذ القرارات الأمميّة الخاصة بهذه القضية.
لقد تسببت الأحداث التي مرّت بها المنطقة منذ العام 2011 في صرف نظر الحكومات العربية عن قضيّة فلسطين، وقد استغلها الاحتلال الغاضب في تسمين سرطانه الاستيطاني ومواصلة بطشه بأبناء الشعب الفلسطيني ومواصلة مسلسل الحصار والاعتقالات التعسفية، بيد أنّ الآمال لا تزال معقودة على ما تنفيذ مخرجات هذه القمة، واتخاذ ما يلزم وتلبية مطالب الشعوب العربية.

تعليق عبر الفيس بوك