إبراز الجماليات السياحية بعمان وتسليط الضوء على أدوار الجهات المختلفة في حماية الطيور

"حفظ البيئة" يدشن الفيلم الوثائقي "المُهاجر" بـ4 لغات لإبراز رحلة الصقر الأدهم في السلطنة

مسقط - الرؤية
رعى معالي السيد خالد بن هلال بن سعود البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني تدشين ديوان البلاط السلطاني ممثلاً في مكتب حفظ البيئة، الفيلم الوثائقي "المهاجر.. الصقر الأدهم في سلطنة عمان"، وذلك في حفلٍ بهيج بنادي الواحات التابع لشؤون البلاط السلطاني، بحضور عددٍ من أصحاب المعالي والسعادة ومديري العموم، ومؤسسات القطاع الخاص والباحثين والمهتمين في شؤون البيئة.
ويوثق الفيلم قصة حياة واحد من أبرز الصقور المهاجرة في السلطنة والذي يدعى بالصقر الأدهم؛ حيث يروي الفيلم هجرة هذا الطائر التي تبدأ من إفريقيا متجهةً الى أرخبيل الجزر العمانية (الديمانيات) وجزيرة (الفحل) ابتداءً من شهر مايو وحتى بداية شهر نوفمبر، وذلك بغرض التكاثر على الشريط الساحلي من بحر عمان تحديدا، ويتخلل الفيلم مهمة عمل ميداني يقوم بها أربعة مختصين عمانيين في مجال الحياة البرية. ويعرض الفيلم دورة حياة هذا الطائر الفريد ابتداء من مرحلة تزاوجه ثم تكوين أعشاشه ووضع البيوض، ثم رعايته لصغاره حتى تكبر وتصبح قادرة على التحليق ومستعدةً لطريق الهجرة عبر الصحراء وقطع البحر الأحمر متجهةً الى سواحل أفريقيا بجمهورية مدغشقر. وأثناء هجرته من السلطنة إلى سواحل أفريقيا يُظهر الفيلم بعض معالم الحياة البرية التي تراها عين الصقر أثناء ترحاله، والمخاطر التي يتعرض لها أثناء ذلك، حتى يصل إلى مدغشقر ليقضي فترة الشتاء، ليروي بأسلوب مشوق بعد ذلك حياته المختلفة التي يعيشها هناك. وفي نهاية الفيلم يعود الصقر الأدهم (المهاجر) إلى السلطنة كمحطةٍ له في هجرته السنوية والتي يعتبرها محطةِ أمانٍ له لقضاء فترةٍ حساسة من حياته وهي مرحلة التزاوج والتكاثر.
كما يوثق الفيلم أعمال مكتب حفظ البيئة كالمسوحات والأعمال الميدانية التي قام بها لتكوين قاعدة بيانات من خلال تحجيل وترقيم الطائر، ومراقبة أعداده ومتابعة بيوضه وأعشاشه وجمع عينات الدم والريش ومقاساته وأوزانه، وتمييز الذكور والإناث عن طريق التحليل المخبري الوراثي لعينات الدم. علاوة على توثيق مرحلة وضع أجهزة التعقب التي تم تركيبها في عددٍ من هذه الصقور لتتبع مسار هجرتها وتعقبها عبر الأقمار الاصطناعية، وتوثيق قاعدة بيانات حول ذلك المسار، وتحليل جميع البيانات المتعلقة به؛ حيث تم تحجيل عدد 476 طائرا من الصقر ليتم تعقبها.
ويبرز الفيلم في مشاهدٍ منه الجانب السياحي في السلطنة وذلك بعرض بعض المسارات التي يسلكها الصقر أثناء هجرته كمروره على بعض المحطات السياحية في السلطنة كولاية نزوى والربع الخالي، ومحطات سياحية أخرى شهيرة في جمهورية أثيوبيا كبحيرة (تانا)؛ حيث يقطع الصقر الأدهم وصولا الى مدغشقر حوالي 7 آلاف كيلومتر في كل رحلة.
وحول سبب اختيار هذا الطائر بالتحديد لإنتاج فيلم بهذا المستوى الفني والاحترافي عن الطائر، وما يرمي إليه ديوان البلاط السلطاني ممثلا في مكتب حفظ البيئة من إنتاج هذا الفيلم، قال الدكتور منصور بن حمد بن منصور الجهضمي مدير إدارة الشؤون البيئية والمها العربية بمكتب حفظ البيئية: "السلطنة مسجل فيها أكثر من 528 نوعا من الطيور معظمها مهاجر وبعضاً منها مستوطن؛ والصقر الأدهم تحديدا واحداً من الطيورِ الجارحة المهاجرة التي لها دورة حياة مُميزة تختلف عن الطيور الأخرى تستحق أن تروى في فيلم كمثال جيد لصون الأنواع الأخرى من الطيور المهاجرة المهددة بالانقراض بشكلٍ خاص كونها تقطع مسافات طويلة محفوفة غالباً بالمخاطر لتأمن في رحاب السلطنة في مرحلة التكاثر؛ وصونها يتطلب تضافر وتكاتف الجهود على المستوى الدولي لأن الطيور المُهاجرة تنتقل عبر دول كثيرة، وأي تهديدات ومخاطر تتعرض لها في أيّ من هذه الدول سوف يؤثر تلقائياً على التعداد العالمي لذلك النوع من الطيور".
وقدم مكتب حفظ البيئة أبحاثاً علمية محكمة منشورة في دوريات علمية للدراسات التي قام بها خلال السنوات الماضية من عام 2007 وحتى 2017 وسيتوالى نشر العديد من الدراسات الأخرى لجوانب متعددة ذات صلة لتثري الجانب العلمي لبحوث ودراسات الصقر الأدهم على المستوى الدولي.
فيما قال الألماني هينينج شوارز مخرج الفيلم: "استعنا في تصوير الفيلم بالمصور المحترف روبن جان، صاحب الخبرة الكبيرة في تصوير أفلام الطبيعة والطيور والتي نالت الإشادات الدولية، إضافة إلى مساعدته سارة هيربورت وقد اعتمدنا في تصوير الفيلم على تكنولوجيا التحكم عن بعد، التي مكنتنا من الحصول على صورٍ مميزة من على بضعة سنتيمترات فقط، دونما إزعاج للصقور".
وقال روبن يان مصور الفيلم الرئيسي: "نحن محظوظون لتمكنا من التقاط بعض الصور التي لم يتم تصويرها بهذه الطريقة، ومن الأمثلة على ذلك الفاصل الزمني للصقر الأدهم من على تاج شجرة (الباوباب) العملاقة على الساحل الغربي لمدغشقر".
يشار إلى أنَّ فيلم "المهاجر" سيتم تسويقه لبيعه على محطات عالمية ومحلية، وأنتج بأربعِ لغاتٍ هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية إضافة إلى اللغةِ العربية، من تنفيذ شركة مشاريع التنمية المستدامة الوطنية، كما أن الفيلم أُنتج بالتعاون مع جمعية حماية صقر الشاهين فرع مدغشقر، ومؤسسة أبحاث الطيور الدولية، واليخوت السلطانية لشؤون البلاط السلطاني، وبالتعاون مع وزارة البيئة والشؤون المناخية وشُرطة عُمان السلطانية، وجامعة السلطان قابوس.

تعليق عبر الفيس بوك