تدشين منحوتة "مجد" بصحبة موسيقى المهجر


مسقط - العُمانيَّة
دشَّن النادي الثقافي، بمقره في القرم، المنحوتة "مجد"، التي عمل عليها النحات بكري الفل لمدة شهرين متتاليين، وتم نحتها من الرخام العماني الخالص، ويبلغ طولها حوالي مترين وعرضها متر ونصف المتر، وارتفاع ثلاثة أمتار.
تحملُ المنحوتة رموزَ السلطنة التاريخية والحضارية والاجتماعية لتكون شاهدا من شواهد الثقافة في السلطنة لما لفن النحت من أهمية في إبراز لهذه الرموز، ولما له من تاريخ حضاري في السلطنة.
وفي بداية حفل التدشين، تحدَّث النحات بكري الفل عن مراحل إعداد المنحوتة وتنفيذها، والعلامات التي ترمز إليها في كل جزء من أجزائها، كما شرح أساليب النحت التي اشتغل عليها وطريقته في تنفيذ هذا العمل، وتجربته مع النادي الثقافي. ويقول إنَّ فكرة المنحوتة جاءت من الواقع العماني الذي انبهر به في كافة الأمور المتمثلة في العادات والتقاليد والقلاع والحصون والأزياء العمانية والبنية الأساسية للسلطنة؛ حيث قام بزيارات مختلفة لعدة ولايات ومحافظات بالسلطنة؛ مثل:  صحار والحمراء وإبراء وصحم والعاصمة مسقط. مضيفًا بأنَّه وَجَد التناغم في كلِّ مكان؛ الأمر الذي يأسر الفنان دائمًا ويمكنه من الإبداع.
وأوضح الفل بأنَّ قطعة الرخام التي كونت هذه المنحوتة تم الحصول عليها من ولاية إبراء، وتعدُّ من أجود أنواع الرخام في العالم؛ حيث لم يسبق له أن تعامل مع قطعة رخام بهذه الجودة خلال مسيرته الفنية في هذا المجال. مشيرا إلى أنَّ من يُشاهد المنحوتة سيجد محتواها يعبر عن شمولية وصلابة الإنسان العُماني، إضافة إلى القلاع والحصون والبيوت القديمة والصناعية الحرفية المختلفة، وقد أخذت المنحوتة مجد الخنجر العماني كواجهة لها.
من جانبها، قالتْ الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية رئيسة مجلس إدارة النادي الثقافي: إنَّ فعالية منحوتة "مجد" تعد الأولى من نوعها في أنشطة النادي في مجال النحت من حيث حجم المنحوتة وارتفاعها وعرضها ووزنها. مضيفة بأنَّ تنفيذها كان يمثل تحديًا للنادي حيث جاءت فكرة تنفيذ هذه المنحوتة على رخام عماني خالص كنوع من التسويق لهذا الرخام، والذي يعد من أجود الأنواع.
وبيَّنتْ الدرمكية أنَّ كلَّ زاوية من المنحوتة تمثل رموزا مختلفة عن السلطنة، وتعتبر بعد ذلك منظومة حضارية لعُمان. مؤكدة أنَّ النادي الثقافي يسعى لوضع المنحوتة في أحد الشوارع العامة بالتنسيق مع الجهات المختصة.
وبعد تدشين المنحوتة، كان الحضورُ على موعد مع عزف موسيقي قدمه العازف هلال البلوشي الذي يعزف على آلات الكمان والبيانو والجيتار والعود العربي، وهو من مؤسسي فرقة "الوتري الثلاثي"، وبمشاركة العازف محمد الحبيب الجنحاني، الذي يعزف على آلة التشيلو.
ثم استمع الحضور إلى تعريفٍ مبسطٍ عن "الموسيقى في المهجر" قدمه الدكتور ناصر بن حمد الطائي مستشار مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط؛ وذلك في إطار التعاون القائم بين النادي الثقافي مع دار الأوبرا السلطانية مسقط، ومن واقع حرص النادي على طرح موضوعات فنية لها أبعاد حضارية، تُعنى بالقضايا التي تواجه الفنان والموسيقي العربية في المهجر.
وتحدَّث الطائي عن الموسيقى في المهجر وما لها من ارتباط وثيق بالسياسة، وما قدمته من إبداعات واهتمام، مُستشهدا بنماذج مشهورة مثل زرياب الأندلس ومارسيل خليفة وحسن حكمون وعلي جهاد الراسي وسيمون شاهين ورحيم الحاج، إضافة إلى الراب العربي.
كما تحدث الفنانان أمير الصفار وعمر بشير عن قضايا موسيقى المهجر وما تعانيه من هموم والموسيقى العربية في المهجر؛ وما لهما فيها من التجارب كثيرة؛ كونها موهبتيْن موسيقيتيْن متميزتيْن، خاصة في عزف وتلحين موسيقى الجاز أو الجاز العربي؛ حيث يمزجان موسيقى الجاز الغربية وبمهارة فائقة جنبا إلى جنب مع جذور أجدادهم الموسيقية النابعة من قلب العراق.
ويعزف أمير الصفار على آلة الترمبت وآلة السنطور، أما عمر بشير فيعزف على آلة العود، كما عرض الفنانان أمام الحضور تجربتهما الحياتية والفنية كفنانين عربيين أحدهما يقطن الولايات المتحدة الامريكية، والآخر في هنجاريا منذ زمن طويل، وقدم الفنانان عزفا موسيقيا.

تعليق عبر الفيس بوك