على هامش مشاركة الهيئة في معرض فرص التوظيف والتدريب بجامعة السلطان قابوس

"سوق المال" تنظم ندوة للتوعية بطبيعة الفرص الوظيفية المتاحة في قطاع التأمين

≤ الراشدي: بيئة العمل في قطاع التأمين جاذبة وقادرة على استقطاب حملة المؤهلات العليا

≤ المرزوقي: العمل في مجال التأمين يحتاج لصبر ومثابرة لبلوغ أفضل المستويات الوظيفية

≤ الحراصي: الجاذبية المهنية للتأمين تزايدتْ خلال السنوات الأخيرة مُقارنة بالقطاعات الأخرى

≤ اللواتي: العمل في مجال التأمين ليس روتينا.. وإنما يدفع الموظفين لتطوير المهارات

مسقط - الرُّؤية

نظَّمتْ الهيئة العامة لسوق المال ندوة توعوية حول التأمين والفرص الوظيفية، على هامش مُشاركة الهيئة في معرض فرص التوظيف والتدريب 2017، والذي نظَّمه مركز التوجيه الوظيفي بجامعة السلطان قابوس، خلال الفترة من 14 وحتى 16 مارس الجاري. وتأتي محاور الندوة لتوضِّح طبيعة الوظائف والأعمال التي يُمكن أن يُوفِّرها سوق التأمين العُماني لاستيعاب مُخرجات الكليات والجامعات المتزايدة، والتعريف بالمسار العلمي والعملي الذي يحتاجه سوق التأمين؛ بما فيها تحديد نوعية الفرص المميزة، إضافة للخصائص المتعلقة بطبيعة الصناعة التأمين وما تضيفه للعاملين فيها.

وفي مستهل أعمال الجلسة، ألقى راشد بن مُحمَّد الراشدي مدير دائرة تنظيم وترخيص مؤسسات سوق التأمين كلمة؛ أكَّد من خلالها على أنَّ الجهود التي تبذلها الهيئة العامة لسوق المال لتعزيز نسب التعميين في القطاع تجاوزت في سياساتها التركيز على زيادة أعدادهم، بعد أن بلغت النسبة المنشودة خلال المرحلة الحالية وهي 70%، مؤكدا أنَّ المرحلة المقبلة تركز على سياسة تعمين كيفية، تقوم على تمكين الكوادر الوطنية العاملة في القطاع في الوظائف الإدارية والفنية في مستوياتها الوسطى والعليا، دون التركيز على المستويات التشغيلية، وهذه السياسة انطلقت منذ ثلاثة أعوام، مقرونة بالتدريب للكوادر الوطنية العاملة في القطاع، وتأهيلهم في مختلف التخصصات التي تلبِّي حاجة السوق وأعمالهم التي يقومون عليها.

وأضافَ الراشدي بأنه وخلال الأعوام الثلاثة المنصرمة حرصتْ الهيئة العامة لسوق المال على تسجيل حضور لافت في معرض الفرص والتدريب الذي تُقيمه الجامعة سنويا؛ بغية استقطاب أصحاب المهارات والمخرجات من حملة الشهادات العلمية في مستوياتها المتقدمة وتعريفهم بخصائص العمل في مؤسسات سوق التأمين؛ لتحقيق سياسة تمكين القائمة على تعزيز وجود الكوادر الوطنية في المستويات الوظيفية العليا 23% إلى 50%، وفي الوسطى من 50% إلى 75%، وفي الوظائف التشغيلية من 70% إلى 90%؛ وذلك خلال السنوات الخمس المقبلة. وأكَّد الراشدي أنَّ بيئة العمل في القطاع تمتاز بالجاذبية والتنافسية وقادرة على ضم الكفاءات من مخرجات الكليات والجامعات.

وشَهِدت مُناقشات الندوة -التي أدارتها جليلة بنت حمد الأخزمية عضو لجنة التدريب على أعمال التأمين- طَرْح قصص وتجارب المتحدثين في قطاع التأمين؛ مما أضفى إليها أجواء ممتعة ومفيدة، لا سيما عندما يكون الحديث عن النجاحات والتحديات وكيفية اقتناص الفرص وسط ظروف وبيئة عمل محفوفة بالكثير من التحديات في قطاع التأمين تجاوزتها المرحلة الراهنة بكثير من الخطوات.

وأكَّد أحمد بن سالم الحرَّاصي المدقق على شركات التأمين والمتخصص في العلوم الاكتوارية، أنَّ بيئة العمل في شركات وسماسرة التأمين باتتْ تتمتع بقدر كافٍ من الجاذبية والقدرة على منافسة قطاعات الخدمات المالية الأخرى، لا سيما في السنوات السبع الأخيرة من خلال قدرة قطاع التأمين على استقطاب كفاءات وخبرات.

وأوْضَح الحراصي أنَّ أيَّام العمل في القطاع تقلَّصت إلى خمسة أيام بعد أن كانت ستة أيام، والرواتب الشهرية ارتفعت فهناك أعدد كبيرة من الشباب العمانيين يتقاضون رواتب تصل إلى 2000 ريال عُماني. ولم يكن في وسع قطاع التأمين أنْ يستقطب حملة شهادات البكالريوس من الشباب العماني إلا ما ندُر، واليوم الوضع اختلف كثيرا فالقطاع يضم نخبة من الكوادر الوطنية من حملة الشهادات في البكلريوس والماجستير، وهذا دليل على أنَّ القطاع أصبح يتمتع ببيئة عمل جاذبة خاصة خلال السبع سنوات الأخيرة، ناهيك عن أنَّ القطاع يشهد نموًّا في أحجامه وتوقعات كبيرة بأن يشهد القطاع مرحلة جديدة خلال الفترة القادمة تتمثل في إلزامية التأمين الصحي على الوافدين وهو ما يؤكد بأن القطاع يعتبر واعد وحيوي.

وأكَّد الحراصي أنَّ السوق استطاعت الحفاظ على الكوادر الوطنية التي نشأت وعملت داخل القطاع، ونلاحظ أنَّ هناك حركة تدوير للكفاءات الوطنية داخل القطاع؛ فهناك عروض تقدم وفرص تجنى من العاملين في القطاع.

وتحدَّث عادل بن حسن اللواتي نائب رئيس أول رئيس المنطقة شركة أورينت للتأمين عن تجربته في سوق التأمين.. قائلا: إنَّ دراستي الجامعية لم يكن لها علاقة بالتأمين فقد تخرجت في جامعة السلطان قابوس من كلية الهندسة تخصص الهندسة الميكانيكية، وبدأت العمل مباشرة في إحدى شركات النفظ لمدة ثلاث سنوات. وبعدها، شقَّ طريقه في التأمين ويجد نفسه أمام مجال واسع ويمتاز بديناميكية وحيوية تتعلق بتقييم مخاطر الأشياء وكيفية احتساب تكاليفها والعمل في ظروف وبيئات تختلف باختلاف المنتجات التأمينية، وكذلك اختلاف أماكن العمل، لاسيما وأنه عمل لسنوات خارج الوطن في شركات تأمين عالمية، والآن يدير فرع لشركة من أكبر الشركات العالمية في التأمين.

تطوير المهارات الذاتية

ومن خلال التجربة، قال اللواتي إنَّ العملَ في قطاع التأمين ليس روتينيًّا، ويدفعك نحو التطوير الذاتي، كما أنَّه من القطاعات الواعدة التي تضمن استقرار وظيفي؛ ففي ظل الظروف الاقتصادية وانخفاض مؤشرات معظم القطاعات الاقتصادية لا يزال سوق التأمين يواصل نمو في أحجامه حيث تقترب نسبة النمو من 2% مقتربة من نصف مليار ريال عُماني مع نهاية 2016، وهو مُؤشر يدعم استقرار الموظفين في القطاع، مع أنَّ قطاعات أخرى قامت بتسريح عمالها نتيجة تأثرها بالأوضاع الاقتصادية.

واستعرضَ بَدْر بن سالم المرزوقي مساعد مدير عام تطوير الأعمال في الشركة الوطنية للتأمين، تجربته في سوق التأمين.. وقال إنَّها جميلة وقد امتدت لأكثر من 17 سنة بدأت بعد التخرج من الكلية الفنية الصناعية (التقنية) تخصص تأمين وكانت الدفعة الأولى والأخيرة. وقد تم تأهيلنا لمدة سنتين وانخرطنا في القطاع من أيامها وحتى يومنا هذا وأنا أتنقل في العمل داخل سوق التأمين رغم أن أيام العمل كانت تمتد لستة أيام ويوم واحد إجازة، والرواتب غير مجزية مقارنة بالقطاع العام.

ووَصَف المرزوقي العمل في سوق التأمين بأنه مُمتع جدًّا، ويمكن للمجتهد أن يحقق قفزات في القطاع من حيث السلم الوظيفي والرواتب، وهي ميزة لا تتوافر في القطاع الحكومي، وفي حديثه يدعو الكوادر الوطنية إلى التحلي بالصبر وإثبات ذواتهم داخل الشركات والعمل بحماس ينافس لكي يتمكنوا من تحقيق تقدم في مستوى حضور الكوادر الوطنية في مستويات وظيفية إدارية وفنية وسطى وعليا.

تعليق عبر الفيس بوك