"قضايا مدرسيّة"

 

 

عيسى الرواحي

 

تتعدد توجهات الكتاب وتتباين أفكارهم، ولكل منهم أطروحاته المختلفة ومواضيعه التي يطرحها بما يعبر عن رأيه ويسيل به قلمه، وفي كثير من الأحيان نجد أنَّ كل كاتب يطغى عليه جانب معين في الطرح، فهناك من الكُتّاب من يتخصصون في القضايا الدينية أو القضايا السياسية وهناك من يهتمون بالجوانب الاقتصادية وغيرهم من يشتغل بالنواحي التربوية، وهناك من لا يكتب إلا في المجال الرياضي، وهكذا تجد لكل كاتب صبغة واضحة فيما يطرحه، وقد تجمع هؤلاء الكتاب جميعا بعض القضايا الوطنية أو المجتمعية الطارئة إذ سيكون لكل كاتب منهم كلمة ورأي عبر الزاوية التي يراها.

وقد تحدثت في أكثر من مناسبة وعبر أكثر من مقال بأنَّ من القضايا ما ينبغي أن تشغل الرأي العام بكافة أطيافه ومختلف شرائحه دون أن يقتصر الحديث فيها على المختصين أو المعنيين بالأمر، وعلى رأس هذه القضايا قضية التعليم التي كما أشرنا سابقا بأنّها القضيّة الاستراتيجية الأولى عند الوطن والمواطن، وعليها تبنى الآمال وتحقق الطموحات.

وإذا كنّا نؤمن بأنّ مدارسنا نبض الوطن وهي مرتع فلذات أكبادنا منذ طفولتهم إلى مقتبل شبابهم فعلينا أن نولي هذا الأمر عناية بالغة واهتماما فائقا، وألا يقتصر هذا الاهتمام على المعنيين في المؤسسات التربوية فحسب، بل كل فرد يعيش على ثرى هذا الوطن شريك في المسؤولية تجاه كل القضايا المدرسية والمواضيع التربوية سواء في جوانب التربية والأخلاق أو جوانب العلوم والمعارف، وأن تسخر كافة الإمكانات في خدمة قضية التعليم التي بها أساس النهضة والتنمية والتقدم والرخاء والازدهاء.

 

 

 

ولمّا كان الأمر كذلك فقد تغلغل حب المدارس وطلبة العلم في قلوبنا، ووجد قلمنا المتواضع رغبته ومتعته في مواصلة البحث والحديث عن قضايا التعليم وشؤون المدارس وأحوال طلبة العلم في وطننا العزيز، ويأتي إصدارنا "قضايا مدرسية" إيمانا بأمانة الكلمة ودورها المأمول في التطوير، وأثرها الملموس على أرض الواقع، وسعيا في أن تصل رسالتنا إلى كل المعنيين بقضايانا المدرسية التي نحسبها أهم القضايا الوطنية والمجتمعية، ونحسبها كذلك تعنى بجميع أفراد المجتمع.

يلامس الكتاب الواقع الحقيقي لطلبة المدرس في قضايا مدرسية مختلفة فيطرح التحديات ويبحث الرؤى، ويضع الحلول من زوايا تربوية مبنية على أسس محكمة مستندة على الحقائق والوقائع والتجارب والخبرات؛ أملا في إيجاد بيئة تعليمية جاذبة، وتعليم رصين تبنى عليه الآمال، وأجيال يسعد بها الوطن.

 

 

 

يضم الكتاب أربعين مقالا تربويا يبحث في قضايا مدرسية مختلفة تعنى بجميع أركان العملية التعليمة، ودورها في القضايا المطروحة التي تصب في مصلحة الطالب علما وسلوكا داخل وخارج المدرسة، والكتاب يواصل سلسلة القضايا المدرسية التي طرحتها في كتاب "حديث المدارس" الذي تم إصداره عام 1435 هـ 2014م.

 

 

 

إنَّ قدرا لا بأس به من مكامن الخلل وجوانب القصور الشائعة في جوانب التربية والتعليم التي يعاني منها الأبناء، ويبحث فيها الآباء عن مقترحات وحلول قد تم طرحها في ثنايا هذا الكتاب؛ من خلال تشخيص الداء ووصف الدواء، كما تم طرح جوانب القوة لأبنائنا الطلاب التي يجب علينا تعزيزها وتطويرها نحو الأفضل، والارتقاء بها عاليا؛ لذا فإنني آمل أن يطلع على هذه المواضيع كل المعنيين بدءًا من الطالب نفسه فولي الأمر فالعاملين في الحقل التربوي وانتهاء بصناع القرار في مؤسساتنا التربوية.

ختاما فإنني أتقدم بوافر الشكر وعظيم الامتنان إلى كل من كان له إسهام في إصدار هذا الكتاب، وأخص مكتبة الجيل الواعد بجميل الثناء على نشرهم هذا العمل المتواضع؛ وأرجو الله تعالى أن يكون خالصا لوجهه الكريم، ونافعا لكل من قرأه واطلع عليه.. إنّه سميع مجيب.

 

 

issa808@moe.om