تأكيدا على أنّ (السلام للعالم أجمع).. معرض (رسالة الإسلام) يصل جمهورية رومانيا

50 لوحة تعرض لأول مرة بالرومانية ورسائل عالمية لنشر ثقافة التسامح في "رسالة الإسلام"

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط – الرؤية

من أجل نشر وتعزيز ثقافة التعايش المشترك والتفاهم السلمي بين الأمم والثقافات والشعوب يواصل معرض (رسالة الإسلام) جولاته في مختلف دول العالم، حيث انطلقت في عاصمة جمهورية رومانيا (بوخارست) فعاليات المعرض بالتعاون مع قسم حوار الأديان في كلية اللاهوت التابعة لجامعة بوخارست والمركز الثقافي الأوروبي الروماني العربي ومؤسسة ايطاليا بلازا تحت رعاية معالي فيكتور أوباسكي وزير شؤون الأديان وسط حضور رسمي وشعبي كبيرين من المهتمين بالقيم المشتركة.

اشتمل المعرض على 50 لوحة لمعرض رسالة الإسلام والتي تعرض لأول مرة باللغة الرومانية معبرة عن أوجه الحياة العامة في سلطنة عُمان وما شهدته من نهضة حديثة وتطور مستمر تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، كما اشتمل المعرض على لوحات من الفن التشكيلي العماني والخط العربي بالإضافة إلى عرض بعض التحف العمانية وملامح الحياة العامة في السلطنة ماضيا وحاضرا.

كما اشتمل المعرض على (رسائل عالمية) وهو حملة إعلامية عالمية تهدف الى نشر ثقافة التعايش والسلام؛ والتسامح والوئام؛ عبر نشر بطاقات تعبر عن هذه القيم في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية بمختلف اللغات.

ويأتي المعرض في سياق الجهود التي تبذلها السلطنة في مجال نشر القيم الإنسانية الرفيعة، وإيصال رسالة السلام في العالم، وسط أجواء من التوترات الإقليمية، وامتداد رقعة التطرف والإرهاب والعنف، ليكون صوت (رسالة السلام) ردا على كل هذه الممارسات اللاإنسانية والتي تتعارض مع تعاليم الأديان والثقافات المحبة للرحمة والسلام..

بدأ حفل الافتتاح بكلمة من معالي البروفيسور ميرتشا رادو - رئيس جامعة بوخارست حيث قال: إن رسالة الأديان السماوية هي رسالة التسامح والحب، ولكوني أكاديميا فمن الواجب علينا تعليم الطلاب هذه المفاهيم التي عبرت عنها لوحات المعرض في كيفية التعايش مع مختلف الأديان والثقافات.

وأكّد رئيس جامعة بوخارست أن المعرض دليل يشهد على وجود مجتمع نموذجي يعيش هذا المفاهيم على أرض الواقع. ونحن في جامعة بوخارست أضفنا قسم حوار الأديان والثقافات لنشر رسالة التسامح.

وقال محمد بن سعيد المعمري المستشار العلمي بمكتب وزير الأوقاف والشؤون الدينية المشرف العام على معرض رسالة الإسلام من عمان أن المعرض زار أكثر من ١٠٠ محطة حول العالم في أكثر من ٣٠ دولة ناقلا صوت التسامح العُماني ورافعا راية الصداقة والتعاون والوئام الإنساني ومادا جسور الحوار والتفاهم من أجل خير البشرية ومستقبلها.

وفي كلمة للدكتور ضرار قطيني رئيس المركز الثقافي الأوروبي الروماني العربي قال: عملنا جنبا إلى جنب دون الشعور بأي تفرقة وبسرور كامل وكأسرة إنسانية واحدة للإعداد لهذا الحدث المتواضع الذي نعرّف فيه ببلد عربي وإسلامي يشكل نموذجا حضاريا وإيجابيا تحت عنوان التسامح والتفاهم والتعايش السلمي وهي رسالة إسلامية من سلطنة عمان التي نفتخر بها وبواقعها ونموذجها الحضاري، فتلك هي ثقافتنا وتربيتنا الحقيقية، كما أننا نفتخر بأننا في بلد يشتهر ويتصف بالتسامح والعيش السلمي المشترك ويرفض التمييز، هي رومانيا وشعبها الصديق والعزيز علينا جميعا.

 بينما قال البروفيسور فاسيلي سيملانو - رئيس مؤسسة الجيوساسية: عجبت كثيرا بالمعرض وما تضمنه من لوحات ترجمت روح التسامح الذي يتمتع به الشعب العماني وأتمنى أن تكون هناك المزيد من المعارض عن عمان في رومانيا.

أمّا البروفيسور فاسيلا بورتا أستاذ علم الاجتماع في جامعة بوخارست ومستشار وزير التربية الروماني، فقال إن الإسلام يشكل أحد أهم الأديان في العالم وله مفاهيمه الخاصة والهامة، مضيفا أن العرب عبر التاريخ كان لهم دور كبير في اكتشاف وتطوير علوم مختلفة مثل قواعد الرياضيات والعلوم الإنسانية فالثقافة تعتبر أساسا في العلاقات الإنسانية.

 ومن ناحية أخرى قال القس الدكتور فالنتين ايليه استاذ مساعد بكلية اللاهوت بجامعة بوخارست: المعرض جاء متمماً لما نعيشه من روح التسامح بين الأديان في كل بيت في رومانيا وأن هذا المعرض دليل على الانسجام الروحي والفكري بين عمان ورومانيا في نشر ثقافة التسامح حول العالم. اللوحات عبرت عن الحياة الاجتماعية والثقافية العمانية والتي كانت الأساس المهم في تكوين الشخصية العمانية المتسامحة.

واشتمل المعرض الذي يقام في واحد من أهم المراكز في رومانيا (مركز بلازا إيطاليا) على لوحات من (فن الظلال) والذي يقدم للجمهور قيما روحية بالدمج بين عدد من الفنون، كفن الخط العربي والزخرفة وعامل الضوء، إذ تشكل في مجموعها لوحة فنية معبرة، وقدم المشروع أربع لوحات مستمدة من الدعاء والسلام والأخلاق.

وتمثلت الحملة المصاحبة للمعرض عبارة: "افعل شيئا من أجل التسامح". والتي تهدف إلى تمكين كل شباب وفتيات العالم من ابتكار الأفكار والأطروحات والتجارب والجهود التي يمكن أن تسهم ولو بشكل بسيط في نشر ثقافة التسامح في المجتمعات الإنسانيّة، وتقديمها كمبادرات فردية وجماعية ومؤسساتية يكون لها إطارها العملي في المحيط الذي هي فيه.

وجاء اختيار هذا الشعار إيمانا بأهمية قيمة التسامح في ردم الهوة في العلاقات المتوترة، وتقريب وجهات النظر المختلفة، وإيجاد مساحات مشتركة في أجواء تمكن من الحوار والتفاهم وتحقيق السلام. مع مناسبة هذا الشعار للأفراد في محيط الأسرة وعلى مستوى المجتمعات والدول.

وتم حتى الآن إصدار سبعة بطاقات لهذه الرسائل: الأولى تحمل رسالة "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا".

والثانية تحمل رسالة "أحب للناس ما تحب لنفسك"، والثالثة تحمل رسالة "خالق الناس بخلق حسن" والرابعة تحمل رسالة "وبالوالدين إحسانا" والخامسة بعنوان: "أد الأمانة إلى من ائتمنك ".

الرسالة السادسة بعنوان: "لنفسك عليك حق" والسابعة بعنوان: "أفضل الناس أنفعهم للآخرين".

 كما تم خلال الافتتاح إطلاق حملة: (افعل شيئا من أجل التسامح) (Act For Tolerance #) لجمع أكبر عدد ممكن من المشاركات في هذا الإطار تعزيزا لنشر ثقافة التعايش بين قطاعات الشباب والفتيات في كل دول العالم.

وأقيم على هامش المعرض عرض لبعض الكتب العمانية المهتمة بالتواصل الحضاري وتعميق الفهم المشترك للقيم الإنسانية. بالإضافة إلى استعراض عدد من صور الكتب العمانية المتعلقة ببعض المعارف الدقيقة كعلم الفلك وعلم البحار وعلم الطب وغيرها، وذلك من أجل إبراز مساهمات وجهود العمانيين في السياق العالمي للمعرفة والثقافة والعلوم.

 الجدير بالذكر أنّ معرض (رسالة الإسلام من عُمان) تم إطلاقه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية منذ عام ٢٠١٠م وزار أكثر من ثلاثين دولة حول العالم حتى الآن، ويحمل عنوان: (التسامح والتفاهم والتعايش: رسالة الإسلام من سلطنة عُمان) ويهدف إلى نشر مظلة هذه القيم بين شعوب العالم، وقد اكتسب المعرض قبولا متناميا في الأوساط العالمية، وتم التنسيق بشأنه مع عدد من المنظمات العالمية وأهمها منظمة اليونسكو، والعديد من المركز الدينية المهتمة بنشر القيم المعتدلة والدعوة إلى السلم والعيش المشترك بين الناس والثقافات والأديان.

تعليق عبر الفيس بوك