فايزة الكلبانية
"تمكين الشباب" عبارة تحمل في طيّاتها ملامح من التحفيز والتشجيع للشباب لبذل المزيد من الجهد للتقدم والرقي، ولطالما جاءت خطابات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- داعية للأخذ بأيدي الشباب.. فهم صُنّاع المستقبل، وها هي المشاريع الوطنية اليوم تحرص على المشاركة المجتمعيّة في جميع مناحي أعمالها، وتتيح للشباب مساحة للتعبير عن أفكارهم ورؤاهم؛ حيث لمسنا ذلك في ندوة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بسيح الشامخات بدايةً؛ وجامعة السلطان قابوس ثانيًا، ومرة ثالثة؛ اليوم بإشراكهم في مراحل البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ"، وغيره من الأعمال بمختلف المؤسسات الحكومية والخاصة.
ولكنّ الأكيد أنّ "شباب عمان" اليوم لا يكتفون بإشراكهم في التخطيط للمشاريع المستقبلية، ورؤاهم وأفكارهم، إنّما هم متعطشون لرؤية نتائج وثمار غرسهم، بل يطمعون في المزيد من التوظيف للخريجين المتكدسين من حملة شهادة الدبلوم العام أو المؤهلات الجامعيّة وما بعد الجامعيّة، ممن يترقبون الفرج تحت مُسمى "الباحثين عن عمل" من خلال تنفيذ مبدأ الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتذليل التحديات أمام القطاع الخاص ليتمكّن من تفعيل الخطط واستحداث مشاريع ترفد السوق بفرص التوظيف، فالأمر يحتاج لطاولة نقاش أخرى مستديرة، تجمعكم أنتم صناع القرار من المسؤولين لإيجاد آلية حقيقية لسد فجوة عدم الترابط بين الجهات المعنية، فاليوم نحن لا نبحث عمّن يرأس العمل ويأخذ زمام القيادة في ذلك، بل نبحث عمّن ينفذ هذه الأعمال والخطط والاستراتيجيات؛ من خلال الحراك الحقيقي في تبسيط الإجراءات وإيقاف سياسة "الضغط" و"التضييق" أمام المواطنين والقطاع الخاص بالاشتراطات والضوابط والقوانين في ظل ما يمر به الجميع من توتر في أوضاعهم الاقتصادية، فليس الحل أن ننقذ الوضع العام على حساب أوضاع الناس، ولاسيّما أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وذوي الدخل المحدود والمواطن البسيط أولا وأخيرًا.
كلي فخر بشباب بلادي الطموح ممن أجدهم يعملون في وظائف بعقود مؤقتة وغالبا في القطاع الخاص، وفي ذات الآونة يسرقون الوقت مترددين بين كرسي العمل بالمؤسسة، وكرسي الدراسة؛ ليحققوا حُلمهم في الحصول على مؤهل علمي يرتقي بمستواهم الوظيفي، وما يسعدني اليوم أكثر أن أخوض غمار هذه التجربة، وأضيف اسمي إلى قائمة هؤلاء المثابرين، والحالمين بغد أجمل ومستقبل أكثر إشراقا أنال خلاله درجة الماجستير بإذن الله.
إنّ "تمكين الشباب" بحاجة إلى إعطاء الشباب الثقة في قدراتهم ومهاراتهم لتحقيق الذات والمساهمة في تحقيق الطموحات، وبين هذا وذاك ينبغي تضافر المزيد من الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص، والأخذ بيد الشباب لإحراز مزيد من النجاحات.