تركيا تحرّك قوات المعارضة السورية لطرد "الميليشيات الكردية" من منبج.. وبوتن يلوّح بـ"الفيتو" ضد فرض عقوبات على سوريا

عواصم - الوكالات

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا ستتحرك صوب بلدة منبج في شمال سوريا بعد إكمال عمليتها في الباب مثلما كان مخططا في الأساس. وأضاف أردوغان في مؤتمر صحفي في أنقرة قبل بدء زيارة رسمية لباكستان إنّه يتعين تحريك وحدات حماية الشعب الكردية - التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية - إلى شرق نهر الفرات. واستبعد الرئيس التركي أي فرصة للتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية.

وعلى جانب آخر، قال جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أمس إن طرح القوى الغربية مشروع قرار بمجلس الأمن لمعاقبة الحكومة السورية بسبب الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية سيكون له أثر سلبي على محادثات السلام في جنيف. ويسعى القرار الذي يأتي تزامنا مع محادثات سلام تقودها الأمم المتحدة بين الأطراف السورية المتحاربة إلى حظر إمداد الحكومة السورية بطائرات الهليكوبتر وإدراج قادة عسكريين سوريين على قائمة سوداء. وكانت موسكو قالت إنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) للتصدي لهذا القرار.

وقال جاتيلوف للصحفيين "سيكون له أثر عكسي.. المناخ سيكون سلبيا ليس لأننا سنستخدم الفيتو ولكن لطرح هذا المشروع." وستضع روسيا الحليفة للرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول التي تدعم المعارضة.

وسعت روسيا لإحياء المساعي الدبلوماسية منذ أن ساعدت قواتها الجوية الجيش السوري وفصائل متحالفة معه على إلحاق الهزيمة بالمعارضة في حلب في ديسمبر في أكبر انتصار حققه الأسد خلال الحرب التي بدأت قبل ست سنوات.

ورغم إعلان وقف لإطلاق النار برعاية روسيا وتركيا ودعم إيران استمرت التفجيرات والضربات الجوية أثناء المحادثات التي بدأت الأسبوع الماضي. وتبادل الطرفان اللوم ولا توجد بوادر على اقترابهما من إجراء مفاوضات حقيقية.

وقال جاتيلوف إنه تحدث أمس إلى وفد الحكومة السورية وإنه سيلتقي مع وفد المعارضة يوم الاربعاء. ودعت المعارضة موسكو يوم الإثنين لممارسة الضغط على الحكومة السورية لبحث الانتقال السياسي وعدم قصر المحادثات على مكافحة الإرهاب. وقال مصدر بالمعارضة إن عناصرها ستجتمع أولا مع سيرجي فيرشينين مدير إدارة الشرق الأوسط في الخارجية الروسية في وقت لاحق. وقال جاتيلوف "الحرب ضد الإرهاب أولوية وينبغي أن تكون على جدول الأعمال (في جنيف) بجانب موضوعات أخرى." وأضاف "يجب ألا يتم تجاهلها خلال المفاوضات."

ورعت روسيا وتركيا وإيران محادثات موازية في آستانة عاصمة قازاخستان حيث جرى تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار وهو ما مهد الطريق لاستئناف جهود الوساطة بقيادة الأمم المتحدة بعد توقف دام عشرة أشهر.

وفي ورقة عمل سلمت إلى الجانبين قال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إن مسألتي مكافحة الإرهاب ووقف إطلاق النار ينبغي معالجتهما في آستانة. وستركز محادثات جنيف على ثلاث قضايا سياسية استنادا إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254 وهي دستور جديد وانتخابات بإشراف الأمم المتحدة وحكم خاضع للمحاسبة.

وقال جاتيلوف "اجتمعنا مع (مفاوض الحكومة السورية بشار) الجعفري الذي أكد مجددا أنه ليس ضد مقترح جدول الأعمال لكنه قال إنه يجب ألا يتم تجاهل الإرهاب وينبغي إدراجه أيضا على جدول الأعمال."

من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي طرحته قوى غربية لفرض عقوبات على الحكومة السورية بسبب استخدامها المزعوم للأسلحة الكيماوية غير ملائم.

وصوت مجلس الأمن في وقت متأخر أمس على مشروع القرار الذي صاغته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لحظر إمداد الحكومة السورية بالطائرات الهليكوبتر ووضع قادة عسكريين سوريين على القائمة السوداء. وقال بوتين في مؤتمر صحفي في بشكك عاصمة قرغيزستان بعد لقاء بنظيره القرغيزي ألمظ بك أتامباييف "أعتقد أنه غير ملائم على الإطلاق." وأضاف أن مشروع القرار "سيقوض الثقة في عملية التفاوض. روسيا لن تدعم أي عقوبات جديدة على القيادة السورية." وأبلغ فلاديمير سافرونكوف نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة الصحفيين يوم الجمعة أن موسكو ستستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع صدور القرار.

تعليق عبر الفيس بوك