خبراء: حاجة مُلِّحة للاستفادة من التمويل المبتكر لمعالجة الأوضاع الحالية

منتدى "وقف" يبحث طرق تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر التمويل الاسلامي

 

الغزالي: "وقف" منتدى عالمي يستهدف بحث آليات تنمية "الصغيرة والمتوسطة"

تدشين تقرير البنك الدولي وبنك التنمية الإسلامي حول التمويل المتوافق مع الشريعة

 

 

الرؤية- نجلاء عبدالعال

انطلقت أمس أعمال المنتدى الدولي الدولي الأول حول الاقتصاد الإسلامي والاستثمار الاجتماعي "وقف"، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية، وبحضور واسع من الخبراء والمختصين من داخل وخارج السلطنة في قطاع الصيرفة الإسلامية والوقف.

وناقش الخبراء سبل الاستفادة من أشكال التمويل الإسلامي المتعددة كطريق لتنمية المؤسسات الاقتصادية خاصة صغيرة الحجم. وركزت محاور المنتدى على طرق تحفيز النمو والتوظيف من خلال تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتمويل الإسلامي في عصر الاضطراب الرقمي والمالي، والابتكار والتحديات والفرص للاستفادة من إمكانيات الوقف. واستعرضت جلسات العمل أفضل الممارسات الاستثمارية الإسلامية التي تساهم في الازدهار الاقتصادي، ليكون بمثابة منصة لنشر المعرفة وتبادل المعلومات والخبرات، ليتم تطبيقها في تنمية الأعمال الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات، والاستعداد لمرحلة جديدة في ظل التغيرات في النظام المالي في العالم بمشاركة مؤسسات دولية وإقليمية متخصصة. وفي كلمته الافتتاحية، قال حذيفة بن سالم الغزالي رئيس مجلس إدارة شركة الغزالي للاستثمار ورئيس المنتدى إن منتدى "وقف" الذي تنظمه- الشركة بالتعاون مع البنك الدولي وبنك التنمية الإسلامية والمنتدى العالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة- يأتي كحدث سنوي ليكون بمثابة منصة حوار وأرضية تجمع المعنيين والمهنيين والمختصين من أجل نشر ثقافة معرفية مواكبة للاقتصاد الإسلامي والوقف.

وأضاف الغزالي أن المنتدى يسعى إلى الاستفادة من المؤسسات المحلية والتجارب العالمية بما يتماشى مع خطط السلطنة وتطلعات القطاع الخاص ومتطلبات المجتمع، لا سيما التركيز على تنويع مصادر الدخل والتي من الممكن أن يكون للوقف دور كبير في المساهمة الفعالة في هذا الجانب.

من جانبه، تطرق زامر إقبال مدير المركز العالمي لتطوير التمويل الإسلامي بالبنك الدولي إلى أهمية التمويل الإسلامي بأشكاله المختلفة في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبشكل خاص في إيجاد فرص توظيف للشباب، مشيرا إلى أنّ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر يمكنها الاستفادة بشكل كبير من التمويل الاسلامي، وخاصة الوقف الإسلامي. وشدد إقبال على أن إيجاد فرص توظيف للشباب في منطقة الخليج وفي الدول الإسلامية بشكل عام، من أهم تحديات المرحلة المقبلة، مع تزايد نسبة الشباب في التركيبة السكانية فيها، مشيرا إلى أن هناك نموا مضطردا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في المشاريع الناجحة التي يدعمها الوقف الإسلامي. وأكد اهتمام البنك الدولي بالتمويل الإسلامي من خلال تأسيس مركز التمويل الإسلامي بتركيا قبل 3 أعوام. ولفت إقبال إلى أنّ من أهم ما يجب العمل عليه خلال المرحلة المقبلة هو العمل على تطبيق مخرجات وتوصيات المؤتمرات والندوات المختصة بهذا المجال.

وتطرق الدكتور تونش يويانيك الرئيس التنفيذي للمنتدى العالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأهمية أن تأخذ نصيبها من الاهتمام في الدول العربية والإسلامية، حتى يمكن أن تقدم للاقتصاد مردودا مماثلا لما تقوم به في العالم. وقال إن هناك اعتمادا متناميا على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إذ تمثل 75 في المئة من إجمالي الناتج المحلي في الدول المتقدمة، بينما تتراجع هذه النسبة كثيرا في الدول النامية والإسلامية والعربية. وأشار إلى بعض التحديات التي تواجه هذه المؤسسات، منها كيفية الوصول إلى الأسواق والتمويل والخبرات اللازمة والقوانين وغيرها وهو ما يحتاج تكاتفا من جميع الأطراف للتغلب على هذه التحديات.

وأكد معالي الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية أن للوقف دورًا بارزا في تنمية المجتمعات الإسلامية ودورًا اقتصاديًا في العديد من المجالات التنموية كالتنمية الزراعية وغيرها. وقال إنه لابد من تفعيل دور الوقف في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التعليم والصحة وغيرها من المجالات المهمة، مشيرا إلى أهمية النموذج الذي نشرته مملكة البحرين في التمويل الإسلامي للمشاريع الصغيرة ومشاريع التنمية في أكثر من 50 دولة. وأضاف أنّ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة بحاجة إلى تمويل مشروعاتها على أساس المالية الإسلامية لتسهيل التحديات أمام هذه المشروعات التي تشمل غياب أساليب تمويل قطاع المشروعات بصورة موافقة لأحكام الشريعة وعدم استقرار مستويات الأرباح وغياب مهارات ريادة الأعمال.

وتم خلال المنتدى تدشين التقرير العالمي للبنك الدولي وبنك التنمية الإسلامي حول التمويل الإسلامي، كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة الغزالي للاستثمار والبنك الدولي والمنتدى العالمي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتقديم الدعم الفني فيما يتعلق بمشاريع الوقف والاستثمار الاجتماعي.

وتضمّن المنتدى ثلاث جلسات نقاشية تضمنت عدة مواضيع رئيسية تم التركيز فيها على الوقف ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتحديات وفرص زيادة كفاءة أموال الوقف واستعراض نماذج عصرية للتمويل الإسلامي والوقف والبحث عن بدائل للتمويل الإسلامي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك