شبكة الأنفاق الممتدة تحت أرض البلدة لا تزال تشكل جيوبا للمقاومة

القوات العراقية تسيطر على بلدة إستراتيجية بالموصل.. والمدفعية تمهد لاقتحام المطار

 

 

 

الموصل - الوكالات

سيطرتْ القوات العراقية على بلدة البوسيف ذات الأهمية الإستراتيجية والواقعة غرب الموصل، خلال اليوم الثالث من العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وبسيطرته على البوسيف، أصْبَح الجيشُ العراقيُّ يُشرف على مطار الموصل وأحيائها الغربية كثيفة السكان. ولا تزال شبكة الأنفاق الممتدة تحت الأرض في البلدة تشكل جيوبا للمقاومة.

وتنتشرُ وحدات خاصة للشرطة في شوارع البلدة وعلى سطوح المنازل فيها. وأدتْ غارة جوية شُنَّت خلال الليل إلى تدمير منزل به العديد من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، وقتل جميع العناصر وعددهم سبعة. وتعرض الجيش لإطلاق نار كثيف خلال تقدمه في البلدة، كما أدَّت التفجيرات المفاجئة لإعاقة تقدم القوات. وشوهدت جثث مقاتلي تنظيم الدولة على جوانب الطرقات.

وبوصول الجيش إلى البلدة، خرجتْ مجموعة من السكان تلوح بالأعلام البيضاء. ويشارك في معركة الموصل آلاف الجنود العراقيين مع تعزيزات من الطيران والمدفعية، وتمكنوا من محاصرة الجزء الغربي تقريبا. وعبَّرت الأمم المتحدة عن قلقها على سلامة المدنيين العالقين في المدينة والبالغ عددهم 650 ألفا حسب بعض التقارير.

وأسقطتْ منشورات على المدينة تنبه السكان إلى اقتراب بدء العملية العسكرية. وقال مسؤولون عسكريون إن تحرير الجزء الغربي من المدينة، بشوارعه الضيقة وأزقته، قد يكون أصعب من الجزء الشرقي. ورغم أن الجزء الغربي من المدينة أصغر من الشرقي إلا انه أكبر كثافة سكانية. وتمهد مدفعية الجيش العراقي لاقتحام مطار الموصل، حسبما قالت الشرطة الاتحادية العراقية.

وأعلن الفريق رائد جودت قائد الشرطة إنَّ المدفعية تواصل قصف مقار تنظيم الدولة الإسلامية في المطار الواقع على بعد حوالي 6 كيلومترات جنوب مركز الموصل. وتقصف المدفعية كذلك حي الطيران، الواقع على بعد حوالي 4 كيلومترات جنوب مركز المدينة، في الساحل الغربي لنهر دجلة، تمهيدا لاقتحامه.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن قادة عراقيين قولهم إن قوات من الشرطة الاتحادية ووحدات خاصة تابعة لوزارة الداخلية تعرف باسم قوات الرد السريع تقود الهجوم صوب المطار الواقع على الطرف الجنوبي للموصل وتعتزم تحويله إلى قاعدة دعم للهجوم على غرب الموصل. وجاء في بيان للجيش العراقي أن القوات طردت مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من قرية جبلية تعرف اسم البوسيف التي تطل على المطار لتصل إلى محيطه. وأفادت تقارير بأن مسلحي التنظيم أصبحوا محاصرين في غرب الموصل، مع ما يقدر بنحو 750 ألف مدني بعد أن طوقت قوات مدعومة من الولايات المتحدة المدينة من الشرق في المرحلة الأولى من الهجوم التي اختتمت الشهر الماضي بعد 100 يوم من القتال.

وتوجَّهتْ وحدات خاصة من جهاز مكافحة الإرهاب إلى الخطوط الأمامية حول الجانب الغربي من مدينة الموصل التي يقسمها نهر دجلة إلى شطرين. وتقصف طائرات هليكوبتر تل البوسيف لتطهيره من القناصة، ويمكن سماع دوي المدافع الرشاشة والقذائف الصاروخية، كما تمكنت القوات التي تتقدم في المنطقة من إبطال مفعول سيارة ملغومة استخدمها المسلحون لعرقلة القوات المهاجمة.

وتتقدَّم القوات العراقية حتى الآن في مناطق ذات كثافة سكانية منخفضة لكن القتال سيصبح أشد وطأة عندما تقترب القوات من المدينة نفسها مما يشكل خطرا أكبر على المدنيين. وقالت ليز غراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق: إنَّ ما يصل إلى 400 ألف مدني قد ينزحون بسبب الهجوم، بينما يعاني سكان غرب الموصل من نقص في الغذاء والوقود وإغلاق الأسواق. ويتوقع قادة أن تكون معركة غرب الموصل أصعب من شرقها لأن الدبابات والمدرعات لا يمكنها التحرك في الشوارع الضيقة والأزقة.

ويقول سكان إن المتشددين أقاموا أيضا شبكة من الممرات والأنفاق تمكنهم من الاختباء والقتال بين المدنيين والاختفاء بعد تنفيذ عمليات خاطفة وتعقب تحركات القوات الحكومية.

 

تعليق عبر الفيس بوك