حصاة بن صلط بين مطرقة الإهمال وسندان التخريب

 

 ناصر العبري

لكلِ دولة هوية ونحن في سلطنة عُمان هويتنا تاريخنا وتراثنا العريق الضارب في الجذور. ولقد ترعرع على تراب هذا الوطن الغالي القادة العظماء والعلماء الأجلاء ونحتوا جبالاً صماء كي يُشيدوا القلاع والحصون وقاموا على حمايتها بمدافع يصعب في وقتنا الحاضر رفعها إلى تلك الأماكن سوى بالرافعات واستخدام التقنية الحديثة واتخذوها مراكز دفاعية ضد كل مُعتدٍ ولا يخفى على أحد أنَّ محافظة الداخلية هي مهد العلم والعلماء ولا تزال في قلوب العُمانيين تحتفظ بمكانتها. وفي الطرف الآخر تأتي ولاية الحمراء العريقة مسقط رأس علماء أجلاء أمثال الشيخ المرحوم إبراهيم بن سعيد العبري المفتي العام للسلطنة الأسبق. والتي حافظت على طابعها العماني المعماري القديم ولا تزال تلك الحارة القديمة صامدة صمود الأبطال الذين شيدوها على صعيد ذلك الجبل الذي يقف حارساً لها، كما أنّ لبيت الصفاة مكانة خاصة في نفوس أهالي الحمراء وبجهود أبنائها المخلصين تمّ الحفاظ عليه وتحويله إلى تحفة ومتحفا عمانيا يحتوي التراث العماني ومقصدا سياحيا معروفا يستقبل كل يوم أفواجاً سياحية من داخل الوطن وخارجه..

 كما تحتوي كهف الهوتة الشهير الذي أعيد تأهيله مجددًا.

وعند سفح قرن كدم بالحمراء تقف حصاة بن صلت شامخة وهي صخرة كبيرة عليها رسومات عمرها 4000 عام وهذا يدل على استيطان البشر بهذه الولاية  منذ القدم، وتدور حول هذه الصخرة الكبيرة والتي يزيد ارتفاعها على 3 أمتار رواية عن تسميتها حيث قيل بأنها سميت بهذا الاسم على اسم فارس مغوار كان اسمه صلط وكان رجلاً شجاعًا لا يستطيع أن يقارعه أحد وكان أعداؤه الكثيرين يتربصون به وكي يتخلصوا منه فكروا في حيلة ليصطادوه بها وهي عرقلة حصانه الذي يمتطيه ثم الانقضاض عليه فغمروا الطريق الذي يسلكه بالمياه حتى يصبح وحلاً وبالفعل تعثر الفارس ولم يستطع الخروج من تلك الأرض حتى خارت قوى الحصان وانغرست أقدامه في الوحل فما كان من الفارس إلا أن ترجل عن ظهر الحصان ودفعه بما أوتي من قوة وأخرجه من ذلك المأزق. ولكن تعرضت هذه الحصاة التاريخية للتخريب من قبل ضعفاء النفوس لذلك هي بين مطرقة التعرية وسندان المخربين الذين يتربصون بها بين فترة وأخرى، ومن هنا نطلق مناشدة للجهات المعنية أن تتحرك لإنقاذ ما تبقى من رسومات عليها بعمل سياج حماية أسمنتي.