العوْدُ أحمد

 

عيسى الرَّواحي

عادتْ الحياة مُجدَّدا إلى مدارسنا نبض الوطن، مُعلنةً بَدْء الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي (2016-2017م) بعد توقفها أياما معدودات فترة إجازة منتصف العام الدراسي، ومع هذه العودة الميمونة نأمل أن تكون قد تجدَّدت الهمة والحيوية والجد والنشاط لدى جميع أبنائنا الطلاب، فالمتفوق مطالبٌ بأن يحافظ على تفوقه، والناجحُ مطالب بأن يواصل مشوار نجاحه، والمخفق في بعض المواد الدراسية مطالبٌ بأن يُضاعف جهده ويصحح مساره ويصوب خطأه خلال هذا الفصل، و لا تزال فرصة النجاح قائمة لديه، ولكل مجتهد نصيب.

 

*****

خطتْ الوزارة هذا العام خطوة طيبة في شأن مركزية الاختبارات النهائية على مستوى كافة المحافظات التعليمية لجميع المواد، بدءاً من الصف الخامس للتعليم الأساسي، بعد أن كانت هذه المركزية مقتصرة على الصفوف من العاشر إلى الثاني عشر في الأعوام المنصرمة، فيما كانتْ الاختبارات على مستوى المحافظة التعليمية للصفوف من الخامس إلى التاسع.

هذه المركزية في الاختبارات تتطلَّب من الطلاب اهتماما أكبر واستعدادا أكثر، كما أنها ستضفي على الاختبارات صبغة أكثر دقة ومعيارية في إعدادها، وأكثر مراعاة للفروق الفردية، وأكثر اهتماما بمختلف الفئات الطلابية في مستوى المهارات والقدرات، وستجعل من تقييم نسب النجاح والرسوب على مستوى المحافظات أقرب إلى الدقة والموضوعية من ذي قبل.

لكننا في الوقت نفسه نأمل أن تتلافى الجهات المختصة بإعداد هذه الاختبارات ما حدث من ملاحظات وأخطاء مُتكرِّرة في اختبارات الفصل الدراسي المنصرم، والتي تتعلق بصياغة الأسئلة ونماذج أجوبتها في أغلب المواد ولأغلب الفصول الدراسية.

 

*****

بدايةُ الفصل الدراسي الثاني هذا العام كانت متأخرة عمَّا كانت عليه في الأعوام السابقة؛ وهذا يقتضي عدم التفريط في أي يوم دراسي من أجل سير المنهج الدراسي وفق الخطة المرسومة، كما أنه يستوجب على إدارات المدارس أن تخطط من أول يوم لمناشطها المعتادة هذا الفصل، فالطلاب المتفوقون يستحقون تكريما يليق بهم، في احتفالية تستوجب جهدا ووقتا، كما أننا على مشارف الاحتفال بيوم المعلم الذي يصادف الرابع والعشرين من فبراير من كل عام، وهذه مناسبة هي الأخرى تقتضي إعدادا واهتماما يليق بمكانة الاحتفاء بالمعلم؛ لذا فعامل الوقت أهم ما ينبغي أن يكون في حسبان المدارس.

 

*****

خلال شهر مارس المقبل يُحدِّد طلاب الصف العاشر خياراتهم النهائية للمواد الدراسية فيما يتعلق بمساراتهم المهنية وفق رغباتهم وقدراتهم، وقد تحدثت في مقال سباق بعنوان "التوجيه المهني في المدارس.. الواقع والتحديات"، وأضحت فيه نقاطا عدة تتعلق بهذه القضية المدرسية، ورغم ما يحظى به الطالب من اهتمام وتوجيه مهني بهذا الشأن وطول المدة التي تتاح له بالتفكير وتحديد الخيارات؛ فإنَّ التردد والتغيير ورغبة التراجع عن بعض الخيارات التي حددها الطلاب تظل سمة غالبة في أغلب المدارس إن لم يكن أجمعها؛ مما يؤثر سلبا على انتظام الجدول المدرسي بداية العام الدراسي. وعليه؛ فإننا نأمل جهدا أكبر من قبل الأسرة والمدرسة في الحد من هذه الظاهرة، وأن تكون هناك لقاءات مشتركة خلال الفصل الدراسي تتعلق بخيارات الطالب ومساراته المهنية وفق الأسس والمعايير المتعلقة بالرغبات والقدرات، لا تخضع لتأثير الأقران وولي الأمر.

 

*****

وِفْق الخطة المحدَّدة لمواعيد الدراسة والاختبارات من المديرية العامة للتقويم التربوي للعام الدراسي (2016-2017م) فإنَّ مجموعة من الاختبارات النهائية لصفوف النقل للفصل الدراسي الثاني ستصادف شهر رمضان المبارك، وخلال العام المقبل وما بعده من أعوام -بمشيئة الله تعالى- ستنتظم الدراسة في الشهر الفضيل، وهكذا هي دورة الزمن، فعلى أبنائنا الطلاب أن يهيئوا أنفسهم لذلك، وعلى الأسرة الدور الأكبر في تهيئة أبنائها لهذا الأمر بعدما أسرف كثير من الطلاب على أنفسهم في السهر طيلة ليالي شهر رمضان الفضيل في الأعوام المنصرمة... والله المستعان.

 

issa808@moe.om