إعلام خالٍ من الإعاقة

حيدر اللواتي

من خلال متابعتي للوسائل الإعلامية العربية حول متابعتها لحيثيات وقضايا المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وجدت أنّ الإعلام العربي والمحلي مقصران من حيث متابعة قضايا المعاق وأسرته والمعاناة اليومية التي تواجهها الأسرة في محيط حياتها، واكتشفت أيضا أن الإعلام يُحيي فقط الأيام العالمية للمعاق على سبيل المثال (يوم الثالث من ديسمبر من كل عام) ذلك اليوم هو الذي يتوج وترصد له مساحات لا بأس فيها في صحفنا المحلية والعربية وينسى ذلك العنصر المفقود في حلقته الاجتماعية ومعاناته اليومية على أساس أنّ الصحافة هي القناة التي تعالج قضايانا وتطرق أبواب المسؤولين لتطرح التساؤلات وتجد لها الحلول بأسرع من المخاطبات الرسمية فيما بين الجمعية والمسؤولين.

لفتتني دراسة لإحدى الباحثات الخليجيات حول اهتمام الصحافة العربية بالمعاق وقضاياه فتناولت 15 صحيفة عربية لتحقيق غرض الدراسة وقد كشفت الدراسة عن اهتمام عام محدود لدى الصحافة العربية بقضايا الإعاقة حتى في المناسبات الهامة مثل اليوم العالمي للمعاق.

كما خرجت الدراسة بما يدل على وجود فجوة بين الإعلاميين والتربويين المتخصصين في مجال التربية الخاصة من حيث تبادل الآراء فيما يتعلق بموضوعات الإعاقة وما ظهر من المسميات السلبية والمصطلحات النمطية عن ذوي الاحتياجات الخاصة في الصحافة العربية، وأوضحت الدراسة محدودية الاهتمام بالمقالة الصحفية في إبراز قضايا الإعاقة مما يعكس ضعف مبادرة الصحف في توجيه الرأي العام العربي بما يدعم أهداف القائمين على شؤون المعاقين.

وهذه الدراسة تتلخص حول موضوعية الطرح لهموم وقضايا أبنائنا المعاقين فالمجتمع الإعلامي يجب أن يعني بجميع الأطياف الاجتماعية والجمعيّات الأهلية التي أنشئت في مختلف تخصصاتها.

إذا لم تحظ هذه المؤسسات باهتمام إعلامي وتتبناها من خلال التواصل مع أقسام علاقاتها وتخصص إعلامي متفرغ لمتابعة الجمعيات الأهلية والتطوعية وإلا فإنّ هذه الكيانات إن فقدت الدعم الإعلامي ستتأخر في تحقيق أهدافها وستعاني من تأخر في الركب فدول الغرب فاقتنا مئات السنين في هذا الجانب مع العلم أنّ ديننا الحنيف يحضنا على التكافل والتكاتف مع هذه الفئات وذلك للتأكيد على حقوق المعاقين والتوعية بوجودهم وضرورة إدماجهم في المجتمع بشكل طبيعي، وكلمتي الأخيرة قد تشكر بعض الوسائل الإعلامية في متابعتها غير الدورية في وضع المعاق في أجندتها ولكننا نحتاج إلى مشروع إعلامي يهتم بكيانات المؤسسات التطوعية وتخصص إعلاميين متفرغين لنصرة قضاياهم وبحث همومهم وهموم عوائلهم والسير قدما نحو فرص متساوية ومشاركة كاملة للأشخاص ذوي الإعاقة يدا بيد مع دعم إعلامي تفاعلي طويل الأجل.