قصص نجاح

 

 

ودع عشرات الآلاف من الجمهور مواطنين ومقيمين وسياحا مهرجان مسقط، الذي اختتم فعالياته وأطفأ أنواره أمس، بعد أن تلوّنت العاصمة بأفراحه 24 يوماً.. الآن أسدل الستار وبقيت الدروس المستفادة والنتائج التي تحققت، وحقُ لمنظميه وكل من شارك فيه الشعور بالفخر والاعتزاز بالنجاح.

لقد تضمّنت نسخة هذا العام فعاليات وفقرات وأحداثا مميزة، تمّ تنظيمها بدقة متناهية وإدارة محكمة، لم تترك ثغرة واحدة، وبحضور لافت للكوادر العمانية الشابة التي لونت بابتسامتها المضيئة أركان المهرجان وأسعدت زواره، وطبعت بصمتها الخاصة في القلوب مبرزين جود الضيافة العمانية.

24 يوماً فتح فيها المهرجان أحضانه وأبوابه للجميع من أصغر طفل إلى أكبر شيخ، لا فرق بين مواطن ووافد وسائح، بين من جاء بحثاً عن الإثارة والمرح والتشويق أو الثقافة والأدب والطرب والموسيقى أو حتى التسوق أو الرياضة بفنونها.. كل شيء كان متوفرا وبكثافة في مختلف الأركان من النسيم إلى العامرات إلى النادي الثقافي وجمعيّة السيّارات وأماكن أخرى.

وبين كل هذا الزخم، تتطاير الصور والفقرات الفنيّة والإعلامية لتتردد أصداء المهرجان في الإذاعات والقنوات التلفزيونية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، والجميع يتشارك في نقل وقائع البهجة وتوصيل الرسائل المطلوبة للتعريف بملامح وطن غني بماضيه وحاضره، بتراثه وبتطوره، بقيمه وأبنائه، هؤلاء الذين كنت تراهم ساهرين إلى آخر الليل على راحة وأمن الزوار.

أسدل الستار ولازالت في كل ركن وكل زاوية قصة نجاح، يحفظها أصحابها ومن كانوا شهوداً عليها، لمشروع صغير حقق صاحبه أو صاحبته الشابة نجاحاً واقنع الناس بمنتجه، أو فرقة شابة التف المئات حولها مشدوهين بفنونها، أو رجل أمن لم يكن قلبه يطمئن إلا بعد أن يغادر آخر زائر المكان، قصص كثيرة ستتجمع خيوطها وأبطالها في تجارب أخرى قادمة، تتكئ على الخبرات والتجارب وتكمل البناء والأحداث وفعاليات أخرى، تلفت انتباه العالم إلى ما تتمتع به هذه البلاد من ثروات، ليس في شواطئها وجبالها وأراضيها وقلاعها وحصونها وتاريخها العريق، وإنما أيضاً إنسانها.

تعليق عبر الفيس بوك