علي بن بدر البوسعيدي

ولأننا بلد وشعب يتخذ من قيمة السلام منهاجًا في دبلوماسيته الخارجية؛ ومحفزًا لنسيجه الاجتماعي وسلوكه اليومي فقد اختار أول طيران اقتصاديّ للسلطنة مفردة "السلام" عنواناً، وهويّة بصرية له.. وكما قال خالد بن هلال اليحمدي، الرئيس التنفيذي لشركة مسقط الوطنية للتطوير والاستثمار "أساس" ورئيس مجلس إدارة طيران السلام إنّ روعة كلمة سلام تكمن في أنّها من الجناس اللفظيّ، فهي تشير إلى السلامة التي تعدّ من أهم متطلبات صناعة الملاحة الجوّية، كما أنَّها تعني استتباب الأمن والاستقرار، وهو ما تتميّز به عُمان باعتبارها أمة متقدّمة ومسالمة تحت ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب الجلالة، السلطان قابوس بن سعيد المعظّم -حفظه الله ورعاه-.

مؤكد أنّ الناقل الجوي الجديد سيكون رافدًا وداعمًا أساسيًا لقطاع السياحة باعتباره أحد أبرز القطاعات التي يتوقع أنّ تشهد نموًا وتوسعاً أفقياً ورأسياً خلال الفترة القادمة، لتصبح واحدة من أعمدة مفهوم التنويع الاقتصادي ولاعبا أساسيا في مضمار تنمية القطاعات غير النفطية؛ في وقت يجب الاهتمام فيه أكثر بهكذا قطاعات.

ومع بروز توقعات بارتفاع وتيرة الحركة الجويّة بالسلطنة بواقع 40% بحلول عام 2019 سيضطلع "طيران السلام" بدورٍ ريادي للمساهمة في تعزيز النموّ الاقتصاديّ عبر توفير رحلات جويّة مُنخفضة التكلفة ودفع عجلة التقدّم في قطاع الطيران في السلطنة.

كما أنَّ وجود طيران اقتصادي مرادف للطيران العُماني سيفتح الباب أمام تعزيز مفهوم التنافسية والتطوير، وإنعاش حركة السياحة واجتراح أفكار ووجهات جديدة، وسيكون محفزاً لإيجاد منافذ أخرى..

وقد دشن طيران السلام العُماني قبل أيام أولى طائراته التي تحمل اسم "سمهرم" تيمناً بهذه المدينة التي كانت ميناءً لتصدير اللبان إلى الشرق والغرب؛ إيذاناً ببداية مسيرة طيران السلام، ومقدمًا خدمات تتجلى فيها سمات الثقافة العُمانية، حيث عكست الهوية التجارية لطيران السلام والزي الرسمي للطاقم.. مُفردات الحضارة العُمانية ومُقومات السلطنة الطبيعية مجسدةً المناظر الخضراء النابضة بالحياة، ولون البحر والسهل والجبل.

كما تُعد بادرة إشراك العمالة الوطنية وعدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة العمانية في هذا الإنجاز مفخرة وخطوة تستحق عليها الشركة التَّحية والتَّقدير والتشجيع..

وأخيرًا نتمنى أن يُعزز طيران السلام قطاع السياحة في السلطنة وأن يُسهم في تطويره وتحقيق التطلعات المنشودة والهادفة لتنويع الاقتصاد الوطني.