التقاعس آفة العمل الرياضي

 

 

مجيد بن عبدالله العصفور

 

يعمل الإنسان لكي يشبع كل حاجاته، وأكثر ما يريد الإنسان إشباعه هو المتطلبات الأساسية في الحياة مثل الطعام والشراب والكساء والأمن والاستقرار، والعمل هو الوسيلة الوحيدة القادرة على إشباع تلك المتطلبات.

والتقاعس عن العمل من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمع في الوقت الراهن، فالجميع يعلم أن العمل هو أساس الحياة ويعتبر المصدر الأساسي للرزق، وهو أحد العوامل الرئيسية لاستمرار الحياة على هذا الكوكب.

وتقل أهمية الانسان كلما تقاعس عن أداء الأعمال الواجب عليه أدائها، فالتقاعس عن العمل، هو إساءة كبيرة بحق الحاضر والمستقبل.

 وفي العمل الرياضي يفرز هذه السلوك نتائج سلبية ومدمرة بلا شك، فلنا أن نتصور حجم الأضرار التي يسببها تقاعس مجالس الإدارة عن القيام بواجباتها، وكذلك المدربون والإداريون والمشرفون وأخيراً وليس آخرا اللاعبون.

 ويصبح التقاعس ذريعة سهلة للتهرب من المسئولية، وعندما نسمح بإستمرار هذه العادة السيئة، فنحن من حيث لا ندري نساهم في إضعاف الحاضر، ونقتل أي أمل أمام المستقبل المشرق، لأننا سنذهب إليه بعمل فاتر، وغير جاد لأنه مليء بالثغرات والإحباطات.

 ولذلك فإن أحد الحلول الناجحة للقضاء على هذه العادة هو أن يعتاد العاملين في الوسط الرياضي على عشق العمل الجاد والدؤوب، وفتح الباب لدخول عناصر جديدة لديها الطموح ومليئة بالحيوية والنشاط، وأن نقول شكراً للذين أدمنوا التقاعس دون بارقة أمل في إصلاح أحوالهم.

ولقد رفع ديننا الحنيف من شأن العمل، فجعله بمنزلة العبادة، التي يتعبد بها الإنسان،

وإذا كان الرزق بيد الله، فليس معنى ذلك أن يتكاسل ويتقاعس أصحاب الأعمال، فالله سبحانه وتعالى، حثنا  جميعا على اتقان العمل؛ لتعمير هذه الأرض ولكسب الرزق.

وجميع الأديان السماوية تمقت الكسل والتقاعس عن العمل، والتواكل منبوذ في كل الثقافات والمجتمعات.

ومن هنا فإن العمل الرياضي كغيره من المجالات، يحتاج قوة وعزيمة واصرار على تحقيق النجاحات، لحتى لا يصبح التقاعس عن العمل أول مسمار في نعش التفوق الرياضي.