تعزيز الاكتفاء الذاتي من الغذاء

 

 

لا تتوقف الجهود الحكومية الرامية إلى مواجهة تنامي الطلب على المُنتجات الغذائية؛ حيث تعمل على توفيرها بشتى الطرق، علاوة على تحرك الجهات المعنية لتأسيس شركات تسهم في تعزيز الاكتفاء الذاتي من هذه المنتجات، ضماناً لمستقبل البلاد.

ويأتي انعقاد اجتماع الجمعية العامة التأسيسية لشركة المروج للألبان كخطوة أولى نحو تطبيق إستراتيجة وزارة الزراعة والثروة السمكية لتعزيز الأمن الغذائي للسلطنة في مُختلف المجالات، وخاصة في مجال جمع وتصنيع حليب الإبل والأبقار من المربين المحليين. الشركة الوليدة ستسهم إسهاماً كبيرًا في توفير فرص عمل للشباب، وكذلك تنمية قطاع الثروة الحيوانية في مُحافظة ظفار، والمُساهمة في سد بعض احتياجات البلاد وتوفير مصادر دخل للمربين المحليين، بما يعزز زيادة مداخيلهم.

الاهتمام بالثروة الحيوانية في السلطنة آخذ في النمو بفضل السياسات والاستراتيجيات التي تستهدف تنمية هذه الثروة بالتوازي مع المُحافظة على الغطاء النباتي في البلاد وحمايته من الرعي الجائر عبر عملية متناغمة بين مختلف أطراف هذا القطاع الحيوي.

وتماشيًا مع خُطط الحكومة لتوفير فرص التوظيف والتشغيل للباحثين عن عمل، فمن شأن هذا المشروع أن يُتيح للشباب العديد من فرص العمل، إذ يعتمد على جمع الألبان من المُربين، عبر عددٍ من الشباب الذي سيعمل على جمع هذه الألبان، فضلاً عن توظيف الشباب في عمليات التصنيع بمُختلف مراحلها، وكذلك توزيع المُنتجات في أنحاء السلطنة.

لقد أثبتت الدراسات المُختلفة الجدوى الاقتصادية لمثل هذه المشاريع الاقتصادية وما تُسهم به في تنمية الثروة الحيوانية، وحماية وصون البيئة وتطوير إنتاج المربين، وطرح مُنتجات جديدة لأوَّل مرة في السوق المحلي.

لا شك أنَّ الاهتمام يتزايد بتنويع مصادر الدخل عبر طرح مشاريع ومبادرات تدعم نمو عدد من القطاعات في آن واحد، فمشروع الألبان علاوة على تعزيزه لقطاع الثروة الحيوانية، فإنّه يدعم قطاع التصنيع وزيادة حجم الإنتاج الصناعي من الألبان الذي سيعود بالكثير من النفع على الحركة التجارية بالأسواق.

إنَّ مثل هذه المشاريع ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، فقد آن الأوان كي تنطلق الصناعات الوطنية نحو آفاق أرحب من النمو والازدهار، وأن يحتل المنتج العماني بعلامته وجودته المُميزتين، مكانته التي تليق به بين أسواق المنطقة، فضلاً عن رفع تنافسيته بالسوق المحلية.

تعليق عبر الفيس بوك