اهتمام حكومي

 

 

يمثل افتتاح المرحلة الأولى من طريق وادي منقال ووادي بني جابر بولاية صور في محافظة جنوب الشرقية أمام الحركة المرورية بطول 16.7 كيلومترا، حدثا تنمويا مهما؛ إذ يسلط الضوء على مدى الاهتمام الحكومي بالمواطن في مختلف أرجاء الوطن العامر، وليس فقط في المدن الرئيسة أو الحواضر.

ويؤشر ذلك المشروع الحيوي إلى أنّ السلطنة ماضية في تنفيذ المشروعات التنموية رغم ما تواجهه من تحديات كبيرة بسبب تراجع الإيرادات العامة نتيجة لأزمة هبوط أسعار النفط، فضلا عن تنمية القرى وتوفير الخدمات التي تدعم النمو العمراني والتوسع في المشروعات، لما توفره مثل هذه الطرق من خدمات تسهّل على المواطنين الحركة بين القرى والمدن. فذلك الطريق الجديد يخدمُ قرى واد وعبات وعدة وسناف والشبيكة وغيرها من القرى بالولاية؛ الأمر الذي سيعود بالنفع على الأهالي ويسهل تنقلاتهم من وإلى المناطق والقرى التي يمر عليها الطريق.

ولا شك أنّ الزيارة التفقدية التي قام بها معالي الدكتور وزير النقل والاتصالات بصحبة عدد من المسؤولين تعكس الحرص الحكومي على الوقوف عن كثب على سير العمل في هذه المشروعات، وتأكيد على ما يبذله المسؤولون من جهد لحث المقاولين العاملين في المشروع على الالتزام بالجدول الزمني للمشروع، تفاديا لأية نفقات إضافية.

ومن المميز في هذا المشروع أنه يشهد استخدام الجسور الحديدية المقوسة لأول مرة في السلطنة، ما يمثل إضافة جيدة وغير مسبوقة لمنظومة الطرق في بلادنا. وتم تنفيذ الطريق حسب المواصفات المعتمدة ليكون سالكاً في جميع حالات الطقس، بفضل ما يحتويه من 34 عبارة صندوقية بمقاسات مختلفة، وجسر حديدي قوسي بطول 160 مترا لضمان انسيابية الحركة المرورية وعدم انقطاعها عند جريان الأودية.

العمل الجاد والدؤوب الذي تقوم به مختلف مؤسسات الدولة يؤكد أن السلطنة ستتجاوز التحديات الاقتصادية الراهنة، لكن ينبغي التأكيد على أن هذا لن يتأتى سوى بمشاركة المواطنين أيضا في عملية التنمية من خلال بذل العطاء في العمل وتعزيز معدلات الإنتاج.

إن التوجهات الحكومية لمواصلة تنفيذ المشروعات الخدمية تبرز مدى الاهتمام بتوفير مختلف المرافق والخدمات للمواطن في أي موقع كان، علاوة على أنّها تؤكد إدراك الحكومة لأهمية هذه المشاريع في دفع عجلة التنمية ورفد القطاعات الخدمية بما يعينها على تعزيز إسهاماتها في نمو الاقتصاد الوطني وتحقيق الغايات المرجوة من ورائها.

تعليق عبر الفيس بوك