سماء عيسى يبحر في أشعار قاسم حداد.. وتجربة "طرفة بن الوردة" تثري الأمسية

 

الرؤية– محمد قنات

انطلقت أمس أولى فعاليات الموسم الثقافي للنادي الثقافي لعام 2017 بأمسية شعرية للشاعر البحريني قاسم حداد في مقر النادي بالقرم، وأدار الأمسية الشاعر سماء عيسى، الذي قدم شهادة حوت مسيرة وتجربة الشاعر قاسم حداد، وحملت عنوان "تحولات طرفة بن الوردة" تطرق فيها إلى اللغة السليمة التي يستخدمها الشاعر البحريني إضافة إلى علاقته بعمان.

وطاف سماء عيسى في حياة الشاعر مقدماً سياحة أدبية في أشعاره، مستخدماً لغة رفيعة لوصف تنقله من مكان إلى آخر، ووحدته في مرات أخرى، إلى جانب حبه لعمان ومتابعته للحركة الثقافية فيها، مستشهداً لذلك بأبيات كان قد نظمها الشاعر في أزمنة مختلفة.

وقال سماء عيسى عندما اشتدت الحرب في الجبل الأخضر كان حداد صبياً لم يتجاوز العاشرة من عمره، وكان العمانيون في البحرين والخليج عامة يتوافدون كعمال ومزارعين بأعداد كبيرة، وعبر الفلاحين القدماء ارتبطت تجربة صبا عميق حملها قاسم في أعماقه..

وأضاف أنّ قاسم نظر إلى الجبل الأخضر كسيد أو كمتصوف وكجبل مكتنز بالتاريخ، وأن التجربة برغم ما تحمله من الفقد كخصوصية تثري نصوص قاسم منذ البدء تحمل لغة وداع لمحارب ينشر أشرعة الرحيل عند الحياة؛ مما يعني أنّ الشاعر وصل إلى خاتمة رحلة الإبداع، كما أنّ قراءة التجربة وحدها هي التي تقدم الفهم الأقرب إلى روح الشاعر قاسم حداد وهي التي تقودنا إلى الضوء.

فيما استعرض قاسم حداد تجربته بقراءته لباقة من تجربته الشعرية التي وجدت قبولاً واستحساناً من قبل الحضور الذين تفاعلوا معها، حيث قرأ جانباً من قصائد "الوقت – وكان يعرف - ومديح النعش - والقراءات – ورقصة الغجر".

وعبر قاسم عن سعادته باللقاء وقال إنّ تاريخ علاقته بعمان بدأ بالنادي الثقافي قبل سنوات، وأن الشهادة التي قدمها الشاعر سماء عيسى في حقه يعتز بها.

وذهب إلى أن الإنسان العربي فقد كل وسائل التعبير ومساحات الحرية، وأنّ الشعر هو الرثاء العميق الذي نفتقده خلال هذه السنوات، والأدب والثقافة لهما دور كبير في حياة الإنسان وبناء الحضارات ومحاولة استكشاف الخلل، فالحضارة تعني المعرفة وكل شيء يتعلق بالإبداع الإنساني الذي يتصل بالحرية، وغياب هذه الأشياء يجعلنا مرشحين إلى مزيد من التخلف.

وأبدى قاسم إعجابه بالمشهد الثقافي العماني وقال أنا أتابع ثلاثة أجيال في عمان وأحبهم؛ فالكتابة في عمان أصبحت مقدرة ومحترمة عربياً إلى جانب تقديرها نقدياً. وجاءت الأمسية الشعرية، افتتاحا لموسم ثقافي متنوع يحمل في طيّاته الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية والفكرية.

وقاسم حداد شاعر بحريني معاصر من مواليد 1948. شغل إدارة عدد من المراكز القيادية، وشارك في تأسيس (أسرة الأدباء والكتاب في البحرين) عام 1969. تولى رئاسة تحرير مجلة كلمات التي صدرت عام 1987 وهو عضو مؤسس في فرقة (مسرح أوال)، ترجمت أشعاره إلى عدد من اللغات الأجنبية. شارك في الكثير من المهرجانات والندوات والمؤتمرات. يكتب مقالاً أسبوعياً منذ بداية الثمانينات بعنوان (وقت للكتابة) ينشر في عدد من الصحف العربية. كتبت عن تجربته الشعرية عدد من الأطروحات في الجامعات العربية والأجنبية، والدراسات النقدية بالصحف والدوريات العربية والأجنبية. له العديد من المؤلفات منها: البشارة - البحرين - أبريل 1970، خروج رأس الحسين من المدن الخائنة - بيروت - أبريل 1972، قلب الحب - بيروت - فبراير 1980، الجواشن (نص مشترك مع أمين صالح) - المغرب – 1989، يمشي مخفوراً بالوعول - لندن – 1990، له حصة في الولع – دار الانتشار – بيروت – 2000، المستحيل الأزرق (كتاب مشترك مع المصور الفوتغرافي صالح العزاز) ترجم النصوص إلى الفرنسية/ عبد اللطيف اللعبي، والإنجليزية، لستَ ضيفاً على أحد - المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت –2007، لستِ جرحاً ولا خنجراً- الهيئة العامة للكتاب –القاهرة- 2012، سماء عليلة – دار مسعى- 2013. وآخر أعماله: أيها الفحم يا سيدي، (دفاتر فنسنت فان جوخ) - دار مسعى- 2015.

الجدير بالذكر أنّ الشاعر قاسم حداد فاز مؤخرا بجائزة أبي القاسم الشابي للإبداع الأدبي التي عادت هذا العام للساحة الثقافية في تونس بعد توقفها منذ 2011م لتكون هذه الجائزة تتويجا لمسيرته الشعرية البارزة على الساحة العربية، لتكون هذه الأمسية احتفالا بالشاعر وبالجائزة التي حصل عليها.

تعليق عبر الفيس بوك