"بيئتنا حياة"

 

 

يعكس الاحتفال بيوم البيئة العماني مدى حرص الحكومة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- على حماية وصون البيئة العمانية بكل ما تشتمله من مقوّمات ومميزات؛ قد لا تتوافر في أي بيئات أخرى في المنطقة، إذ تتمتع عماننا الحبيبة بالعديد من الخيرات في مختلف البيئات، سواء كانت بحرية أو صحراوية أو نباتية.

فالطبيعة العمانية غنيّة من حيث التنوع الأحيائي، ففي المياه العمانية تجتمع الكثير من الأصناف البحرية من أسماك وقشريات ومحاريات ورخويات، وكلها تزدهر وتنمو في هذه المياه دون غيرها، فضلا عن السلاحف البحرية التي تتواجد على سواحل مصيرة أو الدلافين التي تلهو وتمتع السياح والزائرين بأجمل العروض المائية الطبيعية والفريدة.

وإذا انتقلنا صوب الجبل والصحراء، نجد هذه البيئة ثرية بصورة تعكس مدى تميز السلطنة بمثل هذه المقومات، فالحيوانات البرية التي تقطن الصحراء في محميّات مفتوحة تؤكد مدى الاهتمام الحكومي بحماية هذه الحيوانات، لاسيما وأنّ كثيرا منها مهدد بالانقراض. كما تحفل السلطنة ببيئة نباتية تحتوي على العديد من النباتات العطرية والمستخدمة في الصناعات الدوائية، وهي جانب آخر من جوانب الغنى البيئي في البلاد.

ولقد جاء شعار الاحتفال لهذا العام باسم "بيئتنا حياة"، وهو شعار في حقيقته منهاج عمل وخارطة طريق ينبغي على مختلف قطاعات الدولة أن تعمل جاهدة لتطبيقه. فالقطاع السياحي مطالب بمزيد من الاهتمام فيما يتعلق بزيادة الترويج للمواقع السياحية الطبيعية وجذب السياح إليها، إذ ينبغي أن تتحول هذه الطبيعة الغنية إلى مصدر دخل بالتوازي مع جهود عدم الإضرار بالبيئة. كما أنّ الباحثين حول أنحاء العالم مدعوون إلى زيارة السلطنة لإجراء التجارب والملاحظات العلميّة على طريقة حياة المكوّنات البيئية، فالنمر والغزال والقط البري، وغيرها من الكائنات الحيّة، لا يزال يمكن دراستها وفهم طبيعتها وعاداتها، ما يسهم في النهاية إلى مساعدة هذه الكائنات على الاستمرارية وحمايتها من الانقراض.

إنّ المحافظة على البيئة وصون الطبيعة الغنيّة في بلادنا ليست مسؤولية جهة بعينها، لكنّها مسؤولية مجتمعيّة ينبغي أن تقوم بها على أحسن وجه جميع مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني، وكذلك الأفراد الحريصون على حماية البيئة، وأيضًا شركات القطاع الخاص.. فهلا حافظنا على بيئتنا لتكون بحق مصدر الحياة لنا؟!

تعليق عبر الفيس بوك