كنوز المرأة العمانية.. جماليات الأزياء التقليدية والتراث بين دفتي كتاب

مسقط - العمانية

يُشكّل التراث الشعبي وجدان أيّ أمة وهو يجسّد كل ما يتعلق بالهويّة الوطنية.

وقد أدركت السلطنة منذ فجر نهضتها المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- قيمة الإسهام العماني في الحضارة الإنسانية وأهمية التراث ودوره في الحفاظ على أصالة الشخصية العمانية من ناحية وكركيزة لبناء الدولة العصرية من ناحية أخرى.

 ومثلما تتنوع جغرافية السلطنة وطبيعتها عبر أوديتها وأفلاجها وحاراتها القديمة تتفرد الأزياء العمانية التقليدية عن غيرها من الأزياء بحشمتها وجمال ألوانها وأشكالها وتفرد حياكتها وبساطتها وأسلوب لباسها.

 ويأتي تدشين كتاب "كنوز المرأة العمانية.. بين الأصالة والمعاصرة " الذي صدر مؤخرًا للسيدة زكية بنت حمد بن سعود البوسعيدية ليبرز ذلك التنوع والجمال والثراء في أزياء المرأة العمانية وحليها التقليدية.

 تقول السيدة زكية البوسعيدية إنّ السلطنة بحكم موقعها الجغرافي تتميز بتنوع بيئاتها التي أثرت وساهمت في تنوع الأزياء الخاصة بالمرأة العمانية فتميزت بثرائها وجمال ألوانها وأشكالها وهي تمثل عراقة المجتمع وأصالته وحضارته وأنماط حياته.

 وأوضحت أنّ للأزياء العمانية مكانة خاصة ومميزة فإلى جانب اتصافها بالبساطة والأناقة فهي تتميز بخصوصيتها النابعة من البيئة المنتسبة إليها بالإضافة إلى تأثرها بالشعوب الأخرى من خلال تواصل عُمان الحضاري فكان جزء من جماليات تلك الأزياء نتاج هذا التواصل" مشيرة إلى أن الكتاب بمجلديه تضمن كل ما يتعلق بالأزياء الخاصة بالمرأة العمانية وكيفية حياكتها وطريقة لبسها وتزيّنها؛ إيمانا بأهمية تجميع كل ما يتمحور حول الإرث العماني الأصيل الخاص بالمرأة العمانية سواء كان ذلك خاصا بالأزياء العمانية والأقمشة أو بالحلي والبخور والأعشاب العطرية.

وعبرت عن شكرها لكلية الزهراء للبنات الراعية والداعمة لهذا الكتاب معربة عن أملها في أن يكون الكتاب مرجعا ودليلا للباحثين والمهتمين وأن ينال مكانته بين الكتب المهتمة بالموروث العماني.

 ويقع الكتاب في مجلدين ويحوي ما يقرب من ألف وثلاثمائة وسبعين صورة ملونة حيث يقع المجلد الأول في 363 صفحة ويضم الباب الأول أزياء المرأة العمانية في محافظة مسقط، والباب الثاني الأزياء العمانية في محافظتي شمال وجنوب الباطنة، والباب الثالث في أزياء محافظتي البريمي ومسندم، والباب الرابع في أزياء محافظة الظاهرة، والباب الخامس في أزياء المرأة العمانية في محافظة الداخلية والباب السادس في أزياء محافظتي شمال وجنوب الشرقية.. ويضم المجلد الثاني الذي يقع في أزياء المرأة العمانية في محافظة الوسطى (الباب السابع)، ويضم الباب الثامن أزياء محافظة ظفار.

 ويتحدث الباب التاسع عن الأزياء والحلي الخاصة بالأطفال والباب العاشر حول الحلي الفضية القديمة بينما يتحدث الباب الحادي عشر حول أدوات ومواد الزينة ويتضمن الباب الثاني عشر معلومات حول الأقمشة التي تحرص المرأة العمانية على اختيارها. كما يضم الكتاب جداول لمصطلحات ومفاهيم لغوية شملت المصطلح المحلي ومقابله في اللغة ومعناه اللغوي.

قدم للكتاب صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة الذي وضح أن هذا الإصدار يختزل بين جنباته ذلك التنوع الثقافي الزاهي بين أنماط الزي النسائي للمرأة العمانية والنمط الجميل للحلي العمانية بمختلف تشكيلاتها البهية مؤكدا أن هذا الكتاب يشكل إضافة ثرية لصالون الأزياء العمانية في هذا العهد الزاهر.

وثمن جمال بن حسن الموسوي القائم بأعمال مدير عام المتحف الوطني ما تضمنه الكتاب، وقال إنه يشكل مادة مهمة وتطوافًا جميلًا في ملابس المرأة العمانية وحليها التقليدية في كافة محافظات السلطنة.

ويشير الموسوي إلى أنّ الكتاب الذي وثق لذلك الثراء الذي تمتلكه المرأة العمانية واحتفاء المتحف الوطني العماني بتدشين إصداره الأول جاء اكمالًا للدور الذي يقوم به المتحف الوطني في الجانب المتصل بالمحافظة على مكنونات الصناعات الحرفية لعُمان ومن بين تجليات تلكم الصناعات الحرفية اللباس التقليدي وزينة المرأة العمانية، حيث اتخذ المتحف الوطني في السنوات الستة الماضية عددا من المبادرات في هذا السياق على مستوى السلطنة من خلال تكليف أمهر الحرفيين في هذه المجالات لجرد وحصر وتوثيق الملابس والحلي العمانية التقليدية، وتكليف أبرز الصناع على مستوى السلطنة لعمل تصاميم للمتحف الوطني بحيث يتم عرضها وحفظها للأجيال القادمة؛ كون الملابس والحلي التقليدية تعتبر من المفردات التي توثق للهوية العمانية وجزءا رئيسيا من هذه الهوية.

وتقول السيدة زكية بنت حمد البوسعيدية إنّ الزي النسائي في محافظتي مسندم والبريمي يتكون من الدشداشة، الكندورة، والثوب، والشيلة، والبرقع، والسروال والعباءة، وتعتني المرأة في المحافظتين بالتصدير (التطريز على الصدر) وتطريز الأكمام للدشداشة وأيضا طرفي ساقي السروال.

وتطرق الباب الرابع من الكتاب إلى الملابس النسائية في محافظة الظاهرة حيث إنّ لباس المرأة هناك يتكون من الدشداشة، والسروال، والوقاية، والشيلة، والعصابة والبرقع.

وفيما يتعلق بالحلي الفضيّة والذهبية التي تلبسها النساء في محافظة الظاهرة فأشار هذا الباب إلى أنّها تشمل إضافة إلى الخواتم والقلائد، الحرز المسلسل، والمخنق، والبتل والختمة، فهناك حلي الرأس وتشمل الشغبان بشماريخ، وتشمل حلي الأذن الشغاب وحلق مع جلاجل وحلق بدون جلاجل، وحلي الأذن ومنها البدلة والبلاغة، ومن حلي اليد، البنجري المشوك والبنجري بونجوم والعضد، وحلي القدم النطلة والفتخة.

وفي محافظة الداخلية أشارت المؤلفة في الباب الخامس إلى أنّ المرأة تعتمد في تزيين الدشداشة على خيوط التلي التي كانت تصنعها بنفسها وبعض الغرز المعروفة مثل المراي وهي تتحكم فيها من حيث الخيوط وألوانها واتجاهات الغرز حسب الشكل المطلوب، بينما يطلق على السروال الميزر، وحلي المرأة في محافظة الداخلية تتنوع بما يتناسب مع أزيائها وتتشابه مع المحافظات الأخرى.  

وتحدثت المؤلفة في الباب السادس عن ملابس المرأة في محافظتي شمال وجنوب الشرقية، وأوضحت أنّها تميزت من حيث أناقتها الجميلة وألوانها الزاهية التي تعبر عن الذوق العام للمرأة من حيث تنوع الألوان وبروز الزخارف المتوفرة على الأقمشة وتغلب عليها النقوش الفضية والذهبية والأشكال المتنوعة بحيث يتناسق مع أناقتها أثناء اللبس والحلي المستخدمة.

وأشارت إلى أنّ اللباس الصوري نسبة إلى ولاية صور) يتكون من الدشداشة وثوب قبعة يلبس عليها والسروال أو البسطة وشادر طرح، وقدمت شرحا مفصلا لها من حيث تفصيلها وخياطتها والغرز المستخدمة فيها.

وأوضحت أن أزياء وحلي المرأة العمانية في ولايات محافظة جنوب الشرقية الأخرى الكامل والوافي وجعلان بني بوعلي وجعلان بني بو حسن تتشابه مع زي المرأة في ولاية صور في جميع مكوناتها مع اختلاف بعض المسميّات.

وبينت أنّ لأزياء محافظة شمال الشرقية هويّتها الخاصة التي تختلف عن أزياء محافظة جنوب الشرقيّة من حيث الخياطة والتفصيل والأسماء وطريقة اللبس، وتعتبر أزياء المرأة العمانية في ولاية بدية مزيجا من أزياء المرأة في محافظتي شمال الشرقية وجنوبها..

وتضمّن المجلد الثاني بابا حول أزياء المرأة العمانية في محافظة الوسطى وهي من البيئات البدوية، ويشتمل الزي البدوي على الدشداشة وثوب القبعة والسروال واللحاف والبرقع الذي تتعدد أشكاله.

وتناول الباب الثامن أزياء المرأة العمانية في محافظة ظفار، حيث أوضحت مؤلفة الكتاب أنّ أنماط تلك الأزياء تختلف في بيئات ظفار الثلاث الساحلية والجبلية والبادية أو النجد، وتتكون أزياء المرأة الظفارية من ثوب أبو ذيل وهو ثوب واسع فضفاض ويرتفع من الأمام إلى نصف الساق بينما من الخلف فهو طويل بمقدار الشبرين، ومن أغطية الرأس المقنع، والليسو والشقة والسروال.

وتطرق الباب التاسع إلى الأزياء والحلي الخاصة بالأطفال، وأشارت مؤلفة الكتاب إلى أنّ الاهتمام بأزياء الأطفال وحليهم وبخاصة البنات يعتبر شيئا مهما فهو يظهر براعة الأمهات في الابتكار والاختيار.. كما أنّه سينعكس مستقبلا على تنمية الذوق لدى الأطفال ويجعلهم أكثر حرصا على انتقاء المناسب من اللبس وما يكمله من الحلي والاقتداء بأمهاتهنّ وبالتالي سينشأ جيل يتمتع بذوق عال وحس مرهف.

واهتم الباب العاشر بالحلي الفضية القديمة، بينما أجمل الباب الحادي عشر أدوات ومواد زينة المرأة العمانية، وأشار إلى أنّه يوجد في السلطنة العديد من أنواع الأشجار والزهور والنباتات العطرية التي قامت المرأة العمانية بجمعها وتصنيفها وخلطها حتى تنتج خلطات عطرية جميلة سواء كانت سائلة عن طريق التقطير أم جافة وتعتبر هذه العطور أساسية خاصة في تكريم الضيوف. وفصل هذا الباب الأعشاب المستخدمة للوجه والجسم والشعر والعيون والبخور وأدوات الزينة وأدوات الضيافة.

وتحدث الباب الثاني عشر حول الأقمشة وأنواعها ومنها أقمشة الدشداشة والثوب، القبعة وأقمشة البسطة والليسو والتلي وشرائط تزيين الملابس العمانية النسائية.

تعليق عبر الفيس بوك