كنوز القيم

 

 

منى بنت حمد البلوشية

وُلِدَ بعد مخاضٍ وألمٍ طويلين، وصرخاتٍ كثيرة وكل من حوله يضحكون، هكذا هو حال كل مولود يُولد، رغم ذلك تعرَّض لعدة مراحل من حالات كادت أن تودي به إلى الاستسلام، لم يكن سهلًا أن يأتي ويخرج للعالم، غير أنَّه أبى إلّا أن يكون جزءًا لا يتجزأ وأن يكون له أثر بين العالمين، وألّا يكون حبيس الورق بعد كل محاولات الإحباط التي مرّ بها، فكان في كل مرة يتعرَّض لها بالإخفاق يجد نفسه أكثر إصرارًا وتحدياً مع ذاته التي أبت ألا تستلم، وأن يكون له شروق كشروق الشمس التي تنسدل على الأرض، إنِّه كتاب تربوي أطلقتُ عليه "كنوز القيم" فكل مولود لا بُد له من اسم يتميَّز به.

"كنوز القيم" كتاب تربوي صدر وأشرقت شمسُه بداية عام 2025، وهو أول إصدار لي، رغم وجود عدة كتابات، إلّا أنني وجدتُ أن يكون هذا الإصدار باكورة إصدارات قادمة بإذن الله تعالى، ليكون له بصمة لكل من يقتنيه وبحب، فأعتبرُه إصدارًا وكنزًا لا بُد له أن يكون بين أورقة كل بيت وأسرة وتربوي وبين رفوف المكتبات التي يُلجأ إليها في كل حين، لما يحمل بين طياته الكثير من الكنوز الإسلامية والأخلاقية المهمة لتربية جيل واعٍ ومتزن وسط هذه المعمعة من التغيرات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي ومواكبة التغيرات التي لا بُد منها إلا أنه ليس علينا إلا أن نغرس القيم في ذات أبنائنا في وقتنا الحاضر مهما واجهتنا التحديات.

إصداري "كنوز القيم" أعتبرُه كنزًا لكل تربوي؛ حيث كان له نصيب من دعوات والدّي- حفظهما الله- بعد توفيق من الله تعالى حتى يكون الآن بين الأيدي، وأن يمر بعدة محكمين تربويين ومُدققين لغويين، وكان له شرف أن يكون للمكرم الدكتور صالح الفهدي رئيس مركز قيم وعضو مجلس الدولة رأي فيه وكتابته لمقدمة له، التي تلفت انتباه كل من يقتنيه، ولا أنسى أيضاً كان له نصيب أن تخط أحرف الإهداء ومشاركتها معي الدكتورة بدرية الشحية نائب مجلس الدولة سابقًا كلمات بحب يليق به، فكل كلمة لها الأثر الذي سيظل عالقًا في الأذهان فلم يبخل به أحد حين أطلب منه المشورة والمشاركة معي.

كنوز القيم قيّم بما يحتويه من محتوى وتصميم من وكالة حرف بالمملكة العربية السعودية، التي كان لها نصيب في تصميمه وإخراجه بصورة تلفت الانتباه وسؤال كل من اقتناه أين تمَّ تصميمه حتى يكون بهذا المظهر، ولم يبق هكذا حتى يكمل مسيرته بعد أن أخذ الموافقة عليه من قِبل وزارة الإعلام هنا كانت الفرحة الكبرى ولله الحمد حتى وصل للنهاية المنتظرة والطباعة والإصدار من بذور التميز التي تميزت بإصداره.

حملتُ "كنوز القيم" بعدها بين يدي احتضنته كاحتضان الأم لمولودها، اللحظة تلك نسيت بها كل عناء مررتُ به وكل لحظة كدتُ استسلم بها، إلا أنني أكملتها بيوم حفل التدشين والتوقيع عليه في معرض مسقط الدولي للكتاب كان يومًا استثنائيًا ليس كأي يوم، عندما أعلنتُ التدشين والتوقيع انهالت المباركات من جديد، ونال من نال التوقيع له وحملوه بين أيديهم، كانت تلك الليلة وكأنها عرس وزفاف لإصداري " كنوز القيم" عندما كان يُصرّح من قبل المنظمين والآن يتم التوقيع وبصوت عالٍ للكاتبة ولإصدارها كنوز القيم هنا ازدادت الفرحة أكثر، كيف لا وهي من اللحظات المنتظرة التي انتظرتها سنوات من عمري، بعد أن كنتُ أتردد كل عام على معرض مسقط الدولي للكتاب لاقتناء الكتب التي أخطط لشرائها إلا أن إصداري كان الهدف الأسمى لي هذا العام في المعرض وكانت له مبيعاته المتصدرة والثناء عليه فهذا هو من فضل الله عليّ.

أكتبُ مقالتي هذه للتعريف بإصداري الذي لا بُد لي أن أكتبُ عنه أكثر وأكثر وأُعرِّفُ به المُجتمع، حتى يتمكن من التوسع ويكون له الأثر الذي أطمح أن يكون له.

فما زال "كنوز القيم" يخطو خطواته وأصبح له اسمه بين الإصدارات الأخرى.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة