دعوا إلى زيادة تدريب وتأهيل المذيعين وابتكار أدوات تلفزيونية مواكبة للعصر

إعلاميون لـ"الرؤية": تطوير البرامج الحوارية عبر إبراز الرأي الآخر وتعزيز ثقافة الفكر النقدي البناء

 

 

 

الرُّؤية  - خالد الخوالدي

تَحْظَى البرامج الحوارية التليفزيونية، بمتابعة واهتمام من الجمهور لعدة أسباب؛ منها تواجدها في مساحات كبيرة من ساعات البث، إضافة إلى واقعيتها واهتمامها بملامسة احتياجات واهتمامات المشاهدين، وحرصها على تقديم المعلومة المفيدة في مُختلف القطاعات التي تمس حياة الناس بشكل مباشر، إضافة إلى أنَّ الظهور التليفزيوني من أهم وسائل التخاطب والتأثير بالنسبة للشخصيات العامة، خاصة في البرامج التي تحظى بمتابعة، وأكثر تشويقا وجاذبية وإيصالا للمعلومات، والتي ﻳُﻔـﻀِّﻠﻬﺎ المشاهدون ﻧﻈﺮا ﻟﺘﻌﺪد الأصوات والمواضيع المطروحة ووجهات النظر، إضافة إﻟﻰ ﺗﻨﻮُّع اﻵراء والخبرات واﻟﺜﻘﺎﻓﺎت اﻟﺘﻲ ﺗُﺸﺒﻊ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ المعرفية، وتجعلهم ﻋﻠﻰ اﺗﺼﺎل داﺋﻢ بمشاكل الحياة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ. وفي السلطنة يُتابع المشاهدون البرامج الحوارية بشغف كبير مع تمنياتهم الدائمة بأنْ تخرج هذه الحوارات من إطارها التقليدي إلى إطار جديد وحديث يواكب العصر الجديد.

وفي هذا السياق، يقول المخضرم في الحقول الإعلامية المختلفة محمد بن حمد بن سعيد الرحبي مدير المطبوعات والنشر سابقا، ومدير نادي الصحافة سابقا: الحوارات الهادفة البناءة يجب أن تخرج عن الرسميات والروتين المتبع والمستهلك حتى تعطي ثمارها على ارض الواقع وأن يتم إفساح المجال بحرية للرأي والرأي الآخر، ويعطى المحاور الضوء الأخضر في قول رأيه هو لا كما ينبغي له أن يقوله ويحدد له مسبقا أن يقوله بموجب الروتين المتبع.

وأضاف الرحبي بأنَّ الرأي الآخر يُثري ولا يهدم ومن وجهة نظري الخاصة، يجب أن تستضيف القنوات من المثقفين والمتخصصين المشهود لهم بالثقافة والانتماء الوطني والبعد عن المصالح الخاصة؛ حيث يعد الضيف المشارك عنصر مهم لإنجاح أي لقاء فهو الهدف الرئيسي وصاحب المعلومة المنتظرة أو الفكرة المقنعة أو الشخصية التي يريد المشاهدون التعرف عليها أكثر، كما ان المذيع المحاور لابد ان يكون مطلع اطلاع تام على المحاور التي سوف يتطرق إليها وتكون لديه دراية كاملة بالموضوع حتى يستطيع إخراج المعلومة التي يحتاجها المشاهد بأي طريقة كانت ويعتمد هذا على اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ الحوار والمناقشة والذي أرى انه ﻟﻢ ﻳﺤﻆ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ وﻧﻮﺻﻲ ﺑﺘﺪرﻳﺐ ﻣﻘﺪﻣﻲ اﻟﺒﺮاﻣﺞ الحوارية القائمين ﻋﻠﻴﻬﺎ والضيوف أيضا ﻋﻠﻰ ﻛﻞ الأمور اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺻﻘﻞ ﺧﺒﺮاﺗﻬﻢ وﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎراﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا المجال، وزﻳﺎدة وﻋﻴﻬﻢ ودﻋﻢ ﻗﺪراﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ التليفزيون ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ اﻟﺼﻮرة الحية المقترنة ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ اﻟﺪال ﻋﻠﻰ ﻋُﻤﻖ المشاعر والأحاسيس، ﺳﻮاء ﺑﺤﺴﻦ اﻷداء أﻣﺎم اﻟﻜﺎﻣﻴﺮات أو الميكروفونات، ﻣﻊ الاهتمام ﺑﺘﺪرﻳﺐ ﻣﻘﺪﻣﻲ البرامج الحوارية ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻓﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ وإﺟﺮاء الحوارات والمناقشات لأن اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻳﻮﻓِّﺮ ﻟﻬﻢ ﻓﺮﺻﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ لتحسين ﻣﻌﺎرﻓﻬﻢ وﺗﻨﻤﻴﺔ ﻣﻬﺎراﺗﻬﻢ الحوارية، ويمكنهم ﻣﻦ أداء ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن ﻣﻦ ﻗﺪرات، وﻳﺠﺐ أﻻ ﻳﻘﻒ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻓﻲ ﻫﺬا المجال ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى أو ﺣﺪ معين ﻣﻦ المعرفة؛ ﻷن ﻫﺬا المجال ﻓﻲ ﺗﻄﻮر ﻣﺴﺘﻤﺮ وﺗﻐﻴﺮ داﺋﻢ، وﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ المسايرة المتواصلة ﻷﺣﺪث ﻓﻨﻮن المحاورات والمناقشات التليفزيونية.

وسألنا الكاتب حميد بن مسلم بن سعيد السعيدي: كيف يمكن أن نطور من البرامج الحوارية في التليفزيون؟ فقال: يمكن ذلك من خلال بناء محاور نقاشية والتركيز على الفكر الناقد والتطويري، والتمكن الثقافي والمعرفي لدى مُقدِّم البرنامج، ونوَّه إلى أنَّ مُعالجة البرامج الحوارية التي تسلك منهجا تقليديا في التحاور هو بأن تكون هذه الحوارات ذات أسلوب علمي مدروس ويجب أن تكون وفقا لمحاذير معينة وتواجد المداخلات مناسب إذا كانت موجهة. وأضاف السعيدي بأنَّ الإعلام له دور في قيادة منهجية التغيير والتطوير للمجتمع ومعالجة قضاياه وتهيئته للمشكلات المستجدة، ولكن من خلال الاستعانة بالخبرات وأصحاب العلم والمعرفة القادرين على توصيل الرسالة للمشاهد، إلى جانب التركيز على الحس الوطني الذي لا يجب أن يغيب عن هذه البرامج والعمل على الترويج الإعلامي قبل بدء هذه الجلسات بطريقة حديثة.

وقال عزان بن سعيد بن سيف الهنائي: إنَّ القائمين على التليفزيون يستطيعون أن يُطوِّروا من البرامج الحوارية من خلال طرح برامج منوعة يُفضِّلها المشاهدون، ذات أهمية وتشويق، خصوصاً التي تلامس الحياة اليومية، والابتعاد قدر الإمكان عن البرامج الحوارية التقليدية التي استهلكت، ولم يعد هناك إقبال عليها من المشاهدين، وفتح باب الاتصالات الهاتفية المباشرة وربطها بالأطراف المعنية، وتسويق هذه البرامج ونشرها بقنوات التواصل الاجتماعي، وتفعيل هذه القنوات للنقل المباشر والتعامل معها بمهنية ودون أي تحيز، والتنويع في برامج الحوار من حيث أهدافها من معلومات وآراء وشخصيات مهم جداً لإشباع احتياجات المشاهد.

وأضاف الهنائي: لابد أن نفرِّق في مجال الحوارات بين التي تجري داخل ستوديو التليفزيون والتي تعكس جزءا من واقع الموضوع وبين تلك الحوارات التي ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ الإحداث ضمن تقرير عن حدث معين وتنبع أﻫﻤﻴﺔ المقابلات اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ إﺟﺮاؤﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻊ الإحداث، أو ﺧﺎرج اﺳﺘﻮدﻳﻮﻫﺎت التليفزيون ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ المواقع بأنها أﻛﺜﺮ أﻧﻮاع الحوار ﺗﺸﻮﻳﻘﺎً، وتهدف إلى اﻟﺘﻌﺮُّف ﻋﻠﻰ الحقائق أو المعلومات أو اﻵراء والخبرات اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ المشاهدون في حدث أو موضوع محدد، ويمكن أن ﺗﺨﺮﺟﻬﻢ ﻣﻦ داﺋﺮة الملل ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﺎﺑﻬﻢ، وهذا ما يطمح إليه أغلب المشاهدين؛ فالحوارات التي تتم في الاستوديوهات في الأغلب تكون ميتة وغير عاكسة لما يدور في الشارع، وإنما تتم في بعض الأحيان لسد فراغات في الخارطة البرامجية.

تعليق عبر الفيس بوك