خالد الخوالدي
كلما تشرق شمس صباح جديد تشرق مع هذه الإشراقة أرواح جديدة تحمل كل منها أملا وحياة متجددة؛ بأنّ هناك تطورات مختلفة في حياتنا، وقد أشرقت شمس صباحي مختلفة في ذلك اليوم الجميل قبل ثلاث سنوات من شهر ديسمبر حيث بدأت الإطلالة معكم بمقالاتي أيّها الأعزاء الأوفياء وها أنا أضيء معكم الشمعة الرابعة بأمل أن استمر بنفس العطاء.
لقد مرّت ثلاث سنوات متتالية علمتني الشيء الكثير واستفدت من تجارب مختلفة وكنتم متابعيني الكرام لي الزاد الذي لا ينقطع والضوء الذي ينير لي جوانب الطريق نحو الاستمرار في الكتابة التي كانت شاقة في بدايتها ومتعبة في تنسيق أفكارها، وكدت أن أقف في بداية المشوار لولا تشجيعكم والدافع الكبير الذي وجدته منكم فكنتم خير معين لي للاستمرار في التعبير عمّا يدور في ذهني وأذهانكم.
مرّت ثلاث سنوات.. طرحت عبر عمودي هذا الكثير من الأطروحات التي تهمكم والهموم التي تشغل بالكم والتحديات التي تقف أمام تحقيق تطلعاتكم لحياة سعيدة في الوطن الجميل الذي نسعى جميعا أن نكون فيه لحمة واحدة، طرحت الإيجابيات والسلبيات وقدمت الشكر والثناء وانتقدت بأسلوب هادئ وعنيف من أجل التصحيح والتطوير وتحسين المسار فكلنا الحكومة والمواطن والصحافة والقطاعات الخاصة والأهلية في قارب واحد إذا غرق هلكنا جميعا وإذا حاولنا جميعا أن نسد أي فجوة وأي خلل في هذا القارب نجونا جميعا ووصلنا إلى بر الأمان بسلام وأمان.
مرت ثلاث سنوات بحلوها ومرها فكنت يومًا الممجد معكم، ويوما آخر المنتقد؛ وهذه هي سنة الحياة فمهما بذلت ومهما حاولت لن ترضي جميع الأذواق والأفكار والتطلعات، وشخصيا أؤمن بحرية الفكر واحترام الرأي الآخر فما أطرحه هي وجهة نظر تحتمل الصواب والخطأ وبها من العيوب الكثير، كما أنّ الأفكار التي أطرحها هي ليست أفكاري فقط بل إن بعضها من أفكاركم قمت بإعادة صياغتها وبلؤرتها في قالب صالح للنشر، وبذلك فأنتم شركاء ولستم متابعين فقط، وأسعد بهذا، فنحن جميعا نسعى إلى هدف واحد ومصلحة واحدة هي (عمان) فأغلب ما طرحته عبر عمودي هذا على مدى السنوات الماضية لم يخرج عن طور تصحيح لبعض المسارات التنموية والخدمية والمؤسساتية والإنسانية والمجتمعيّة فلم أتطرق إلى الجوانب السياسية التي تمر بها الكثير من الدول العربية والإسلامية رغم المطالب المتكررة لي بالكتابة فيها وهذا يرجع لإيماني التام بأنّ عمان وأهلها أولى وأنّ إصلاح الشأن الداخلي أولى وأهم؛ فإن كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة.
إنّ مرور ثلاث سنوات من الكتابة أسبوعيًا يعني لي الشيء الكثير فرغم إنّي ما زلت صغيرًا جدًا في هذا المجال إلا أنّي استطيع أن أعبّر عما يدور في ذهني ولو بكلام مكسر وبحروف مبعثرة كما أنّي أسعد وللسنة الرابعة بأن أكون جزءا من وقتكم ولو لدقائق كل أسبوع نتناقش ونتحاور ونتفق ونختلف في الطرح الذي أطرحه، وأشكر الله على كل لحظة كنا معاً فأنتم الزاد الذي لا ينضب والنفس الذي لا ينقطع والفكر المتقد الذي استنير به خلال مشواري الكتابي البسيط الذي أتمنى أن يتطور في السنوات القادمة فدمتم لي ذخرا وعزا وفخرا أيها القراء، وأشكر أسرة تحرير جريدة الرؤية وعلى رأسهم المتألق دائمًا المكرم حاتم الطائي الذي كان دائما المشجع والمحفز لي ولجميع الشباب الطموح، وأتقبل منكم أي ملاحظات فوجهات نظركم محل اهتمام وتقدير مني، ودمتم ودامت عمان بخير.