الأهالي يناشدون الجهات المعنية حل مشكلة وعورة الطريق

قرية الغيل بولاية الرستاق تعاني من عدم الاهتمام الحكومي وندرة المشاريع والخدمات الأساسية

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

يونس السيابي: غياب الخدمات يطرد السكان ويدفعهم إلى القرى المجاورة

سعيد العبري: معاناة الأهالي تتكرر كل صباح على الطريق الوعر

عبد الله الحراصي: رصف الطرق يخفف معاناة الطلاب والموظفين وجميع سكان القرية

عبد الله السيابي: انعدام الخدمات الأساسية يهدد بخلو القرية من السكان مستقبلا

أحمد الشكيلي: المعالجات السطحية للطريق لا تجدي نفعا.. والحل في الرصف الكامل

جمعة الشكيلي: معالم سياحية اندثرت تحت التراب بسبب غياب الاهتمام

 

 

الرستاق- طالب المقبالي

تُعد قرية الغيل بولاية الرستاق واحدة من الواحات الجميلة التي تبهر الزائر بوفرة مياهها المتدفقة، ونخيلها الباسقات، ومساكنها الطينية التي تُحافظ على طابعها التراثي الجميل، وبساتينها الجميلة، وأشجارها الوارفة الظلال.

إلا أنَّ هذا الجمال تنغصه وعورة الطريق، ومعاناة الأهالي في التنقل بين القرية والمدينة من أجل قضاء مآربهم ومن أجل العلاج والتسوق والعمل، هذا ما أكده عددٌ من أهالي القرية الذين ناشدوا الجهات المعنية التدخل من أجل العمل على حل هذه المشكلة التي تسببت لهم في الكثير من المعاناة.

ويقول يونس بن خليفة السيابي إنَّ قرية الغيل بوابة الشرق للرستاق وهي تبعد عن الولاية بـ17 كم وعن ولاية نخل طريق الأبيض 7 كم وعن طريق خط الباطنة السريع 9 كم وهي همزة وصل بين ولاية نخل والرستاق حيث المسافة  25 كم. ويضيف أنّ الغيل واحة خضراء بين الجبال، ولكنها قرية غائبة عن أجندة المشاريع والخدمات، والتي لم تلاق أي اهتمام من المسؤولين والحكومة في ظل الرخاء الذي تنعم به معظم مناطق السلطنة والقرى الأخرى في الخدمات، مما اضطر معظم أهالي هذه القرية إلى النزوح منها بسبب عدم توافر خدمة أساسية بالحياة ألا وهي الشارع رغم كثرة المطالبات بهذا الشأن التي امتدت أكثر من 15 عاماً، والتي تمخض عنها مُقابلة معالي وزير النقل والاتصالات لأكثر من 4 مرات دون أن يوجد رد مقنع.

وتابع: لا يخفى على أحد أنَّ عدد سكان هذه القرية وتوابعها مجتمعة يقارب الألف نسمة، حيث يخرج كل صباح ما يقارب السبع حافلات لنقل الطلبة إلى مدارسهم القريبة من القرية، ولكن يصل الطالب منهكاً من رداءة الطريق وكثرة الغبار المنبعث من الشارع خلال سير الحافلات، فكيف للطالب أن يتقبل يومه الدراسي واستيعاب دروسه في ظل ما يلقاه من مشقة الطريق، وقد سجلت عدة حالات من أمراض الربو وأمراض الجهاز التنفسي والتي يسببها كثرة الغبار وتلوث الهواء.

وأشار إلى أنه في الجهة المقابلة فإنّ قاطني هذه القرية يلقون المشقة وكثرة أعطال سياراتهم بسبب وعورة الطريق، مطالبا برصف الطريق الذي يربط قرية الغيل بولاية الرستاق وصولاً لولاية نخل بطول 25 وربط القرية بشارع خط الباطنة السريع والذي يمر شمال القرية على بعد 9 كم عنها، إضافة إلى الرصف الداخلي وإنارة القرية وتوفير دورات مياه عامة للسياحة، فكما يعلم الجميع فإنّ قرية الغيل من القرى السياحية حيث المياه على مدار السنة متوفرة ناهيك عن أنها قرية قديمة وتوجد بها آثار وبرج قديم.

عيون وأفلاج

وقال سعيد بن حمدان العبري إن الغيل قرية سياحية تضم في جنباتها العيون والأفلاج وبرجا أثريا قديما، لذا نرفع نداءنا إلى الجهات المعنية مطالبين برصف الطرق التي تربط القرية بالولاية حتى يستطيع قاطنوها التنقل بكل أريحية ويسر، ووضع نهاية للمعاناة التي يُعانيها الأهالي وطلبة المدارس والمرضى من سوء الطريق.

ويشاركه الرأي عبد الله بن خلفان الحراصي؛ حيث يقول: نحتاج إلى من يوصل صوتنا إلى الجهات المسؤولة للتعبير عن حجم المعاناة التي يعانيها أهالي القرية، هذه القرية الجميلة والتي تحدها من الشرق الأبيض ومن الجنوب العوابي ومن الغرب الوقيبة الشمال طريق خبة القعدان إضافة إلى المصنعة شمال غرب المنصور وجماء، وتتميز بجمالها الخلاب ومنظرها الجميل وطبيعتها الباردة، فتحيط بها سلاسل جبلية وكهوف، وجبالها الشامخة لها طابعها الخاص، حيث يستوقف الزائر خرير مياهها، كما أنَّ أرضها خصبة ويعمل أهلها في الزراعة ويحافظون على النخلة، القوت المفضل لهم وهم حريصون كل الحرص على الاهتمام بها ويحثون أبناءهم على الحفاظ عليها.

وتتميز قرية الغيل بأفلاجها الجميلة وسواقيها التي طبع عليها الآباء والأجداد هندسة معمارية، كما توجد بها مدرجات زراعية لها طابعها الجميل. فقد حبا الله هذه البلدة الجميلة بالخيرات فتجمعهم تلك العادات الجميلة والتقاليد، ومتمسكين بعاداتهم الجميلة، ويستأنسون بألفة الجوار وزيارة مرضاهم وتجمعهم أسبوعياً في مجلس القرية، يتسلون بالفنون التقليدية كالرزحة والعازي، هذه الفنون التي يجيدها الصغار منذ نعومة أظفارهم.

ويمضي الحراصي قائلا: ما ينغص سعادة الأهالي معاناتهم من الطريق الترابي الموصل للقرية الممتد على بّعد 20 كم من مركز المدينة، علماً بأنه شارع غير مُعبد وبه الكثير من الحفريات والعقبات مما يصعب على المركبات الصغيرة المسير فيه، والمأساة تتمثل في أن يتكبد الصغير المسير على الأقدام من وإلى موقف الحافلات لتقله من مكان يعرف بنقطة التجمع إلى المدرسة والعكس صحيح، ناهيك عن المعاناة الأخرى التي يتكبدها أصحاب المركبات الخفيفة من حيث تلبية احتياجاتهم أو المسير إلى بيوتهم.

ودعا الحراصي الجهات المعنية إلى رصف الطريق المؤدي إلى القرية لتخفيف المعاناة وتسهيل الوصول إلى القرية، ولتشجيع السياحة وتسهيل حركة السائحين كي يستمتعوا بأجوائها الجميلة وبشلالات مياهها المنحدرة من قمم الجبال خلال فترة الأمطار، ونحن على أمل أن نصل بأصواتنا إلى المسؤولين وأصحاب القرار لتلبية احتياجاتنا كونهم المعنيين بخدمة هذا الوطن العزيز ومواطنيه في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه.

رصف الطرق

وحدد صالح بن عبد الله السيابي مطالبه في رصف الشارع الذي يربط القرية بالولاية، كما دعا إلى توفير مرافق سياحية للبلد، فقد كررنا مطالباتنا عدة مرات لدى الجهات المعنية ولم نجد اهتماماً حتى الآن، مما خلق حالة من التذمر لدى الأهالي وبعضهم غادر القرية للسكن في مكان آخر، فلم يستطيعوا العيش في قرية بدون خدمات أساسية لهم ولأبنائهم، ومن هنا نُناشد الحكومة الرشيدة النظر بعين الرحمة والرأفة لسكان قرية الغيل، فجميع القرى المجاورة تتمتع بطرق مسفلتة وخدمات متنوعة ونحن لا زلنا نستجدي ونجدد المطالب آملين أن يصل صوتنا إلى وزارة النقل والاتصالات وسماع بشرى طيبة بقدوم الفرج لهذه القرية.

بينما قال المهندس أحمد بن سالم الشكيلي إن الطريق يبدأ من دوار فلج الشراة بولاية الرستاق إلى منطقة الغيل بطول 17 إلى 20 كيلومتراً، ويوجد طريق آخر هو طريق جما ـ الغيل بطول 15 كيلومترا يتقاطع مع طريق الغيل فلج الشراة مع نقطة 9 كيلومترات، ويوجد طريق يربط بين ولاية المصنعة ومنطقة الغيل بطول 8 كيلومترات، جزء من الطريق مُعالج معالجة سطحية في سنة 2010 من قبل إحدى الكسارات العاملة بالمنطقة من أجل عبور شاحنات الشركة وتمّ استغلاله من قبل أهالي القرية لعدم وجود البديل، حيث يبلغ طول الطريق بالمعالجة السطحية 10 كيلومترات ومتبقي 7 كيلومترات، ويأمل الأهالي في رصف الطريق إلى قرية الغيل.

ويقول جمعة بن طالب الشكيلي: "الغيل هي جنة يمكن أن تصبح من أهم الوجهات السياحية في المنطقة، وحال ذهابي إليها بطلب من أحد الإخوة للزيارة تفاجأت بتواجد مكان سياحي طمر تحت أنقاض تجاهل الطلبات المتكررة من الأهالي للجهات المسؤولة".

وأوضح أنَّ القرية تبعد 20 كيلومترًا عن مركز المدينة، وتبعد دقائق معدودة عن وادي الأبيض، ولكن ما يصعب عملية الوصول إليها هو عدم تواجد شارع معبد كذلك لا توجد إنارة للطريق المؤدي للقرية، من جهة أخرى تستمر المعناة واللامبالاة من قبل شركات الاتصالات، فحال وصولك للقرية تنقطع عن العالم ويبقى السبيل للتواصل هو الدعاء بتواجد الإرسال.

وأضاف: "حين دخولك للقرية تجد هناك أماكن سياحية دثرت خلف التجاهل للتعريف بها ويبقى التساؤل هل سيكتشف أحد تلك الأماكن التي تمثل جزءًا مهماً من المزايا التي حبا الله بها السلطنة ويمكنها أن تصبح جهة جذب للسياحة".

تعليق عبر الفيس بوك