انطفأت نار الحرب في حلب

 

 

عندما تنطفئ نار الحرب يلتقط الجميع الأنفاس، ويرنون ببصرهم إلى الأفق آملين في مستقبل أفضل، وأقل عنفاً، يسوده السلام والأمان، هكذا هي المشاعر التي يمكن أن تستولي علينا ونحن نتابع قرب انتهاء الحرب في واحد من أكثر ميادين الحرب توهجاً بالنيران والرصاص وأعمال القتل والتدمير.. واحدة من أجمل وأعرق المدن العربيّة التي هدمتها وأرهقتها الحرب وشردت سكانها..

حيث تمّ بالفعل حسب وكالات الأنباء التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار.. وكذلك خروج مسلحي المعارضة من المناطق التي يسيطرون عليها شرق المدينة التي تواجدت قوات الجيش السوري في 98% منها، وهو الاتفاق الذي تم برعاية تركية سورية.

ويعني استسلام أو انسحاب قوات المعارضة من حلب نهاية المعارضة المسلحة في المدينة، مما يهدي الرئيس السوري أكبر انتصار في الحرب الأهلية، والذي نتمنى أن يضع خاتمة لهذه الفصول المأساوية التي استمرت ما يقارب 4 سنوات، سقط فيها الكثير من الضحايا، ويعود بعدها سكان المدينة إلى بيوتهم وتعود الحياة من جديد، وتبدأ مرحلة إعادة البناء، وليس هناك دليل على ذلك أبلغ من مشاهد خروج مواطنين سوريين في شوارع حلب للاحتفال رافعين العلم السوري كما نشرت تقارير محايدة.

يبقى علينا الآن أن ننظر بعيون التفاؤل إلى الأيّام القادمة، وندعو إلى استمرار وقف الحرب، والشروع في إعادة من هاجروا أو غادروا بيوتهم وبلادهم، والبدء في إعادة إعمار لكل شيء لتعود الطفولة تمرح من جديد في الشوارع وتحمل حقائبها ودفاترها إلى المدارس.

خاصة وأنّ سكان حلب يحتاجون إلى الكثير والكثير من المساعدات الإنسانية، والتي بادرت بها جهات كثيرة أثناء الحرب وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي، فقد عانوا طويلاً من الحرمان ويحتاجون إلى الأيدي التي تربت عليهم وتطمئنهم على مستقبلهم.

عسى أن يكون ما حدث في حلب بداية النهاية لحلقات الدم والنار التي تحيط بالكثير من المناطق بالعالم، فلا مستقبل للدمار.. المستقبل فقط للبناء وزرع الأمان والطمأنينة في النفوس.

تعليق عبر الفيس بوك