كيري يدعو روسيا لإظهار "حسن النوايا" في محادثات جنيف

الجيش السوري يقاتل "داعش" في تدمر.. وقوات أمريكية إضافية لاستعادة الرقة

 

 

رقم:

20 ألف مدني يغادرون شرق حلب أمس

 

بيروت – الوكالات

 

دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا إلى إظهار "القليل من حسن النوايا" في اجتماع المسؤولين الأمريكيين والروس في جنيف أمس لمحاولة التوصل لاتفاق يمكن المدنيين والمقاتلين من مغادرة الجزء المحاصر من مدينة حلب. وقال كيري للصحفيين في باريس عقب اجتماع لدول تسعى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد "المقاتلون لا يثقون في أنهم إذا وافقوا على الرحيل لمحاولة إنقاذ حلب فإن هذا سينقذ حلب ولن يمسهم سوءا. وستكون لديهم حرية حركة حيث لن تتم مهاجمتهم فورا." وأضاف "روسيا والأسد في وقت أصبحا فيه في موقف المهيمن ليظهرا القليل من حسن النوايا" مشيرا إلى أن المحادثات في جنيف تهدف إلى التوصل إلى سبيل محتمل لمحاولة إنقاذ الأرواح.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها أمس إن أكثر من 20 ألف مدني غادروا شرق حلب أمس، وإن أكثر من 1200 من مقاتلي المعارضة السورية ألقوا سلاحهم.

وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أمس إن الولايات المتحدة سترسل 200 جندي إضافي إلى سوريا للمساعدة في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية وممارسة ضغط عنيف على التنظيم لإخراجه من الرقة معقله.

وجمع كارتر - الذي كان يتحدث في البحرين أمام قادة أمنيين من المنطقة - بين هذا الإعلان ودعوته لحلفاء بلاده في الشرق الأوسط إلى فعل المزيد من أجل الدفاع عن النفس وهو موضوع شائك بالنسبة لبعض دول الخليج التي ترفض اعتبار واشنطن لها أنها "مستفيدة دون مقابل".

وقال كارتر إن وصول 200 جندي إلى سوريا للانضمام إلى 300 جندي آخرين من القوات الخاصة يتواجدون هناك بالفعل دعما للحلفاء المحليين سيأتي بضغوط "ذات بأس شديد للقوات الأمريكية حول مسرح العمليات مثل عين إعصار ضخم." وأضاف في مؤتمر حوار المنامة "كلما عجلنا بسحق واقع وفكرة دولة إسلامية تقوم على الفكر الوحشي لداعش سنتمتع جميعا بمزيد من الأمان."

والموصل في العراق والرقة في سوريا هما عماد دولة "الخلافة" التي أعلنتها الدولة الإسلامية من جانب واحد وستمثل استعادة السيطرة عليهما هزيمة مهمة للتنظيم المتشدد.

وقال كارتر إن على الرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية سيهزم في سوريا في نهاية المطاف فإن العنف هناك لن يتوقف لحين وضع نهاية للحرب الأهلية وإن تدخل روسيا دعما للأسد لم ينتج عنه إلا تأجيج الصراع.

وأضاف أن روسيا تدخلت في الحرب قائلة إنها تريد تعزيز انتقال سياسي سلس ومحاربة الدولة الإسلامية. وقال "لكن بعد ذلك لم تنفذ أيا من الأمرين."

وفي العراق قال كارتر إن أكثر ما يهمه هو الجهود لتحقيق استقرار منطقة الموصل بعد تحريرها من خلال إعادة إعمار المدن وإعادة بناء الأجهزة ولم شمل المجتمعات. وقال "نحن متأخرون في الحملة العسكرية" مشيرا إلى أن دول الخليج يمكنها أن تساعد في ذلك.

وكرر كارتر دعوة من الولايات المتحدة للمزيد من التعاون الدفاعي بين دول الخليج وهي قضية حساسة منذ أن قال الرئيس باراك أوباما العام الماضي لمجلة (ذي أتلانتيك) إن بعض الدول في الخليج وأوروبا "مستفيدة دون مقابل" من خلال دعوتها الولايات المتحدة للتحرك دون المشاركة بأنفسها.

وقال كارتر "المصالح المشتركة تتطلب التزاما مشتركا ... سأطلب منكم تصور ما يعتقده قادة الجيش والدفاع الأمريكيون عندما يضطرون إلى الاستماع لشكاوى في بعض الأحيان مفادها أن علينا أن نفعل المزيد في الوقت الذي يتضح فيه جليا أن في العادة من يشتكون لا يبذلون ما يكفي من الجهد هم أنفسهم.

وقال الجيش السوري إنه أرسل تعزيزات إلى مدينة تدمر حيث تقدم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية إلى مشارفها في بعض من أشرس المعارك منذ أن فقد التنظيم سيطرته على المدينة التاريخية في وقت سابق هذا العام.

وقال الجيش في بيان أمس إن التنظيم سيطر على مناطق إلى الشمال الغربي والجنوب الشرقي من تدمر وإن الاشتباكات مستمرة يوم السبت.

وقال قائد لمقاتلي المعارضة من جماعة جيش المجاهدين المتمركزة في ريف حلب إن هجوم تنظيم الدولة الإسلامية أرغم الحكومة السورية على إرسال قوات كان من المقرر أن تذهب إلى حلب حيث يوشك الجيش السوري وحلفاؤه على تحقيق انتصار كبير على مقاتلي المعارضة. ولم يحدد الجيش من أين أتت التعزيزات.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هجوم الدولة الإسلامية الذي بدأ في وقت متأخر من مساء يوم الخميس أسفر عن مقتل عشرات الجنود السوريين وإن مقاتليه سيطروا سريعا على صوامع الحبوب وبعض حقول النفط والغاز حول تدمر.

وقالت وكالة أعماق للأنباء التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في بيان إن المقاتلين تقدموا صوب مطار تدمر على المشارف الشرقية للبلدة والذي كانت تستخدمه القوات الروسية لدعم الجيش السوري.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة