ألف تحية إلى ربات البيوت

 

فيصل بن زاهر الكندي

جرت العادة أن تتم الإشادة بالمُوظفات والعاملات خارج البيوت بأنّهن مُشاركات في التنمية ويتم نسيان ربات البيوت اللاتي يعملن ليلاً ونهاراً من أجل راحة أفراد الأسرة فتلك زوجة تعمل ليلاً ونهاراً من أجل أسرتها وتُراجع دروس أبنائها وتُرتب البيت وتنظفه وتقوم برعاية أبنائها لكننا لم نسمع إشادة بها لا لشيء إلا لأنّها ليست موظفة في مؤسسة وهل هناك وظيفة أسمى من وظيفة ربات البيوت؟ فالموظف في الوزارة أو الشركة أو الدفاع أو الصحة أو التعليم كلهم يعودون للبيت فيجدون ربات البيوت قد هيأن بيوتهم لاستقبالهم والعمل على راحتهم ليس هذا فحسب بل والاهتمام بالأبناء من ناحية المأكل والمشرب والنظافة والسهر من أجلهم وتعليمهم ومراجعة دروسهم فأنعم بها من وظيفة ودور عظيم وبصمة جليلة في الحياة.

نعم لا أحد يستنقص من قدر الموظفات في المؤسسات ولكننا بتنا نرى قدرًا كبيراً من الأهمية قد أحيط بهذه الفئة، أما الفئة الأخرى فتكاد تكون مُهمَلة ولا يذكرها أحد لا في الصحف ولا المجلات ولا الإعلام بشكل عام إلا إشادة بسيطة جداً لا تتجاوز 10% حتى عندما يأتي يوم المرأة فإنّه لا تتم الإشادة إلا بالمرأة العاملة في المؤسسات التي ساهمت في التنمية وبناء الوطن وتلك القابعة في بيتها في خبر كان.

حقيقة إنَّ ربات البيوت يُساهمن مُساهمة فعالة في بناء الوطن فعملية تجهيز طلبة المدارس في الصباح من لبس الملابس وإعداد الإفطار ومراجعة دروسهم وحل الواجبات وإعداد الأنشطة تعتبر مساهمة فعالة في بناء الوطن فإنّ إعداد طلبة المدارس هو إعداد أمة بحد ذاته ومشاركة في التنمية وإعداد قادة المستقبل الذين سيعتمد عليهم الوطن.

ألف تحيةٍ لك أيتها الزوجة الأم يا ربة البيت يا من تؤسسين الأجيال وتصرفين وقتك في رعاية أفراد الأسرة ثقي بأنك شامخة الرأس راسخة البنيان بصمتك في الحياة ثابتة فأنت تؤسسين قادة المستقبل وآباء وأمهات الأجيال القادمة ثقي بأنك ركن مهم من أركان المجتمع الذي نعتمد عليه ونحن خارج البيوت نشارك في بناء الوطن وأنت تشاركيننا في الداخل راضية صامدة شامخة.

على المجتمع أن يُعير اهتمامه هذه الفئة من ربات البيوت بذكرهن في الإعلام بدعمهن ماديًا ومعنويًا ولو بالشيء اليسير وإعداد برامج تشيد بربات البيوت ودورهن في التنمية وكذلك إدخال الفكرة في المناهج الدراسية لينشأ جيل يعي أهمية العمل المنزلي ودوره الكبير في دفع عجلة التطور في الأسرة والفرد والمجتمع وليُعطي الأمهات وربات البيوت قدرًا من الاحترام والبر لما يعانينه من أجلهم.

كذلك على الأسرة التَّعاون مع ربات البيوت في خدمة البيت فالصغار مطالبون بترتيب فرشهم بعد الاستيقاظ من النوم وكذلك التَّعاون في إعداد الطعام حسب استطاعتهم وأعمارهم وأيضاً استقبال الضيوف والجلوس معهم وتقديم القهوة لهم ورمي المخلفات في البراميل وتنظيف وكي ملابسهم خاصة أيام العطل ففي هذه الأوقات فسحة ومجال للقيام بكل ذلك ومن ناحية أخرى تُعتبر تربية لهم وإعداداً للمستقبل.

في الأخير يجب على الجميع تقدير مكانة ربات البيوت فكلمة طيبة من الزوج والأبناء كفيلة بأن تزيل تعبها وإرهاقها جراء العمل المنزلي وكلمة تشجيعية منهم تدفعها للأمام وللمزيد من العطاء والجد ومن الأمور المُهمة الجديرة بالذكر هو السعي قدر الإمكان لاصطحاب ربات البيوت للنُّزهة والفسحة ولو للتسوق أو زيارة الأقارب لتجد في ذلك متنفساً ولتحس باهتمام الأسرة بها ووقوف أفرادها معها.

فالأم مــدرسـة إذا أعــددتـهـــا أعـددت شعباً طيب الأعــراق

والأم روض إن تعهــده الحيـــا بالـــريّ أورق أيمـــا إيــــراق

والأم أستــاذ الأساتــذة الألــــى شغلت مآثرهم مدى الآفـــــاق